في مثل هذا اليوم منذ تسعة وأربعين عاما، رحل عنا السيد محمود المنتصر، الذى ولد في العجيلات، يوم 8/8/1903. كلف برئاسة أول حكومة في العهد الملكي سنة 1952. نال قسطا من التعليم في طرابلس ثم أكمله في جامعة روما. شغل قبل استقلال ليبيا منصب مدير الأوقاف ونائب رئيس الغرفة التجارية.
عرف محمود المنتصر بشجاعته، وكرمه، ونزاهته، وأدبه وحسن المعاملة، ولذا اختير أحد ممثلي طرابلس في الجمعية الوطنية التأسيسية، التي وضعت الدستور في 25 /11/ 1950. وفي مارس 1951، كلف بتشكيل حكومة (ولاية) طرابلس، ولكن قبل نهاية الشهر كلف بتشكيل الحكومة الاتحادية الموقتة للدولة الليبية. ثم في أصعب أوقات ليبيا عين رئيسا لأول حكومة بعد الاستقلال، كان على حكومته وضع أسس لدولة جديدة تعد ثالث أفقر دول العالم، فالموارد الاقتصادية والبشرية قليلة للغاية، والجوع والعوز يعبثان بطول البلاد وعرضها. حاول الحصول على قرض من العراق أو مصر، باعتبارهما الدولتين الوحيدتين في العالم العربي القادرتين على توفير هذا القرض بسبب إمكاناتهما الاقتصادية، ولكن صراعات ما بعد الحرب العالمية الثانية حالت دون ذلك.
دخل في مفاوضات مع بريطانيا وأميركا لتأجير القواعد التي كانت لهما في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، والتي لم يكن لليبيا، في ذلك الوقت، القدرة على إجلائها، فوقع معاهدة مع بريطانيا حصل منها على ما يقارب ثلاثة ملايين جنيه، هي التي أسس بها أول ميزانية للدولة الوليدة، فأنقذها من الفشل.
استقال من رئاسة الحكومة في أبريل 1954، ولأن الملك كان يثق في ولائه عينه مستشارا له ثم أوفده سفيرا في بريطانيا، وإيطاليا. كلف بتشكيل الحكومة في يناير 1964 واستطاع إخراج البلاد من أزمة أحداث الطلبة.
استقال من الحكومة في مارس 1965 بسبب حالته الصحية، وعين رئيسا للديوان الملكي، وظل كذلك إلى أن سجن من بعد سقوط الملكية في مطلع سبتمبر 1969، وتدهورت صحته، وأهمل علاجه إلى أن وسد ثرى طرابلس يوم 28/9/1970.
تعليقات