في مثل هذا اليوم من تسع وستين سنة رحل عنا، الشاعر إبراهيم الأسطى عمر ، الذي ولد بدرنة عام 1908. عانى طفولة فقرا وعوزا فعمل حطابا، ثم عمل ساعيا فكاتبا في المحكمة. اهتمامه بالمعرفة، جعل الشيخ عبدالكريم عزوز قاضي محكمة درنة، يضمه إلى حلقات دروسه في علم اللغة العربية والفقه، واستمر يعمل في المحكمة ، حتى أصبح عضوا بمجلس الاوقاف بدرنة، إلى أن سافر إلى مصر والشام وبعدها فلسطين، في طريق عودته، التحق في مصر بجيش التحرير .
عاد إلى درنة وعمل فترة قصيرة بمكتب الاستعلامات أيام الإدارة البريطانية ، ثم عًين فى سلك القضاء بالمرج، ولكن العمل السياسي أخذه، وحقق غايته من خلال نشاطه في فرع جمعية عمر المختار، التي ترأسها في درنة، ولم يغب عن مناشطها حتى اصبح بمثابة زعيمها الروحي، لدرجة انزعجت معها الإدارة البريطانية مما أدى إلى إقالته من عمله.
عندما أسس الامير ادريس السنوسى الجبهة البرقاوية ، التي يرى أن تكون القناة الوحيدة التى تخوض النضال السياسى من اجل الاستقلال وطرح الموقف الليبى فى المحافل الدولية اختلف مع بعض قيادات جمعية عمر المختار التي ترى أنها موجودة على الساحة قبل الجبهة البرقاوية. وكان من بينهم إبراهيم الأسطى عمر، الذي كان سببا في معالجة الاختلاف، بتعديل لوائح الجمعية وبقائها، وذلك من خلال ما يناسب مصلحة البلاد.
شارك في انتخابات البرلمان البرقاوى ؛ وفاز بمقعد فيه عن مدينة درنة، ولكن الأقدار تشاء أن يغرق في بحر درنه، عند شاطئ أدليس من بعد مشاركته في جلسة واحدة، ليلقى خالقة طاهرا رابع أيام عيد الأضحى الموافق يوم 26 /9/ 1950 وشيعته درنة في جنازة مهيبة من بعد أن ترك لنا اشعارا خالدة فهو من قال :
" قيل صمتا فقلت لست بميت ****إنما الصمت ميزة للجماد ". .
تعليقات