أثار معرض الفن المعاصر «أركو» في مدريد الجدل، بعرضه تمثالا للملك الإسباني الحالي فيليبي السادس يمكن شراؤه بمبلغ 200 ألف يورو.

وليس ثمن التمثال هو السبب، إذ يشترط على من يريد شراءه أن يضرم فيه النار، وفق «فرانس برس».

ويبيّن هذا التمثال البالغ طوله 4,44 أمتار الملك واقفًا ينظر إلى الأمام بحزم، ومرتديا بزة زرقاء داكنة، وواضعا ربطة عنق خضراء وقميصا أبيض.

ويعرض التمثال للبيع في مقابل 200 ألف يورو (230 ألف دولار) مع بند يلزم الشاري «حرق العمل الفني»، كما قال لويس نفارو الذي يعمل مع سانتياغو سييرا وهو أحد الفنانين اللذين نفذا العمل.

وأضاف: «خصوصية هذا التمثال هي أنه ليس مصممًا ليعرض لاحقًا أو لاعتباره قطعة للاقتناء، بل من أجل الاستمتاع بتدميره».

وانتقدت وسائل الإعلام المحافظة في إسبانيا هذا العمل الموجود في معرض «أركو» الذي سيفتتحه الملك بنفسه الخميس، ووصفته بأنه «استفزاز».

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سييرا والفنان الآخر أوخينيو ميرينو الجدل بأعمالهما الفنية.
فالعام الماضي، أزيل عمل فني لسييرا من معرض «أركو» لأنه أشار فيه إلى أن القادة الانفصاليين الكاتالونيين «سجناء سياسيون».

ومع افتتاح المعرض هذا العام، يحاكم العديد من القادة الكتالونيين في مدريد لدورهم في الدعوة إلى استقلال الإقليم في إسبانيا العام 2017.

واشتهر ميرينو بعد إنجازه كيس ملاكمة يمثل رأس الديكتاتور الراحل فرانسيسكو فرانكو. وقبل ذلك، أنجز عملا فنيا يبيّن فرانكو في ثلاجة.

لكن إهانة الملكية تعتبر مخالفة جنائية في إسبانيا، علمًا أن بعض العقوبات القضائية في هذا الخصوص أثارت جدلًا على مر السنوات، وفق «فرانس برس».

وفي مارس الماضي، أنتقدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إسبانيا بعد حكمها بالسجن على اثنين من النشطاء الكاتالونيين الداعين إلى الاستقلال، اللذين أحرقا صوًرا للملك السابق خوان كارلوس وزوجته صوفيا العام 2007، رغم أنه جرى تحويل العقوبة في وقت لاحق إلى غرامات.