يتضمّن كتاب يصدر الأربعاء إجابات مختصرة لعالم الفيزياء الفلكية الراحل، ستيفن هوكينغ، عن أسئلة كبرى، من وجود الله إلى إمكانية تفوّق الذكاء الصناعي على الإنسان.

وقالت لوسي هوكينغ ابنة عالم الفيزياء الفلكية الأشهر في التاريخ أثناء عرض الكتاب في متحف لندن الاثنين «كنا نسأله الكثير من الأسئلة، وهذا الكتاب هو محاولة لجمع الإجابات الأوضح التي أجابها»، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وساهم هوكينغ قبل وفاته في 14 مارس عن 76 عامًا، في صياغة الكتاب «ردود مختصرة على أسئلة كبرى»، ثم تولّت عائلته إكمال المهمة بعد ذلك بالتعاون مع زملاء جامعيين له واستنادًا إلى أرشيفه الخاص.

من المقرّر أن يصدر الكتاب في عدد من البلدان في وقت واحد، منها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وفيه رسالة أخيرة للعالِم يتحدّث فيها عن قلقه وآماله.

ويقول هوكينغ في الكتاب «حاولوا أن تعطوا معنى لما ترونه وأن تتساءلوا حول وجود الكون، كونوا باحثين في كلّ الظروف، هناك دائمًا ما يمكن للمرء أن يفعله وأن ينجح فيه، لا تستسلموا أبدًا».

عاش ستيفن هوكينغ منذ شبابه حبيس كرسيّه المتحرك، فقد أصيب وهو في الجامعة بمرض التصلب الجانبي الضموري وهو مرض عصبي انتكاسي يصيب الخلايا العصبية الحركية لدى الشخص البالغ. وقد تسبب له بالشلل وجعله لا يستطيع التكلم إلا بواسطة جهاز كومبيوتر بصوت اصطناعي تحول إلى سمة مميزة له.

وسطع نجمه العام 1988 بعد نشر كتاب «إيه بريف هيستوري أوف تايم» الذي بسّط فيه أبرز مبادئ علم الفلك، كالانفجار الكبير ونظرية الأوتار، وبيعت منه أكثر من عشرة ملايين نسخة وترجم إلى 35 لغة.

وهو أيضًا صاحب اكتشافات مهمة في الثقوب السوداء، وهي أجرام هائلة الكثافة تسبح في الكون تبتلع كل ما حولها بما في ذلك الضوء.

وعند وفاته، صدر سيل من التعازي والتعليقات وردود فعل من كلّ أنحاء العالم، بشكل لم يسبق أن حصل مع عالِم، ووضع كثيرون ستيفن هوكينغ في مصاف ألبرت آينشتاين وإسحق نيوتن، أعظم عالمي فيزياء في التاريخ.

هوكينغ من مواليد 8 يناير 1942، أي بعد 300 عام تمامًا من وفاة الفلكي والفيلسوف الإيطالي غاليليو، أصبح أحد أصغر أعضاء جمعية «رويال سوسايتي» في سن 32 عامًا التي تعد أهم المؤسسات العلمية في بريطانيا.