عن دار الرواد للنشر والتوزيع، صدر مؤخرًا كتاب «إنتاج الدراما التلفزيونية - أساسيات ومراحل» للهادي على البكوش، رئيس اتحاد المنتجين الليبيين.
ويأتي الكتاب في 96 صفحة، وينقسم إلى عدة فصول بعد المقدمة وهي مقسمة كالتالي: «مصطلحات ومسميات» و«المرحلة الأولى: التحضير والإعداد للإنتاج» و«المرحلة الثانية: ما قبل التنفيذ» و«المرحلة الثالثة: التنفيذ (التصوير)» و«المرحلة الرابعة: المونتاج (التوليف)» و«المرحلة الخامسة:: الدعاية والإعلان» و«المرحلة الأخيرة: التسويق والتوزيع» وأخيرًا «مصطلحات يجب معرفتها».
وفي المقدمة يكشف البكوش سبب إعداد هذا المؤلف: «دائمًا ما تواجهنا الأسئلة والاستفسارات العديدة عن المنتوج الدرامي الليبي وعدم جودته مقارنة بالأعمال العربية الأخرى، وسر تراجعنا كمبدعين ليبيين رغم تميزنا وتفوقنا ذات زمن غابر على بعض الدول العربية التي تجاوزتنا اليوم بمراحل كما وكيف».
ويلقي الكاتب الضوء على تطور صناعة المنتوج الدرامي على المستوى العالمي، في مقابل عدم اهتمام ليبيا - كدولة - بهذا المورد مثل «كل صناعة وطنية ليبية كان لها شأن ذات يوم وطواها الإهمال اليوم».
ويقدم الكتاب خطة عمل يمكنها إعادة الروح لهذه الصناعة، ومنها: أن تكون نقطة الانطلاق من الدولة، ثم تأهيل أدوات ومستلزمات المنتوج الدرامي من نصوص وفنيين وفنانين وتقنيات، وكذا تشجيع شركات الإنتاج.
ويمزج الكتاب ما بين المحتوى الأكاديمي من حيث التعريف ببعض المصطلحات والأمور التقنية، مع النظرة الخبيرة لمن عمل بالمجال الفني على أرض الواقع، ليقدم مقترح عملي لانتشال الدراما الليبية من أزمتها.
ويفرد الكتاب مساحة للحديث عن أهمية العنصر البشري في هذه المعادلة، فبجانب أهمية وجود التقنية العالية من معدات تصوير وإضاءة وغير ذلك، يشير البكوش إلى أن وجود النص الجيد يستلزم تأهيل السيناريست لإنجاز مهمته عن طريق الدراسة وتطوير الموهبة بشكل احترافي، وكذا تأهيل المخرجين والمصورين وباقي أضلاع العنصر البشري في عملية الإنتاج المرئي.
وبعد استعراض مختلف مراحل إنتاج العمل من اختيار النص وتجهيزه للتصوير واختيار فريق العمل من ممثلين وفنيين، يتطرق الكاتب إلى العنصر الأهم وهو التسويق، فوجود منتوج درامي جيد يستدعي وجود آلية لتسويقه من أجل ضمان انتشاره وتأمين استعادة المنتج لما أنفقه من كلفة مع هامش ربح يضمن استمرار دائرة العمل لإنتاج المزيد من الأعمال بغرض ترجمة ذلك إلى ازدهار للصناعة ككل.
تعليقات