يضرب بالأرانب المثل في ضعف الشخصية والهروب من المواقف الحاسمة، غير أن هذه السمة لم تخطر ببال رسامي مخطوطات العصور الوسطى، والذين صوروا هذا الحيوان اللطيف في صورة الكائن الشرس الذي يتأهب للقضاء على الممالك في عالم الحيوان، بل البشر أيضًا.
وتظهر مخطوطات من كتب لرجال الدين في القرن الرابع عشر صورًا لأرانب تمتطي الأسود والبشر، وتعمد إلى تشويه الفرسان والقضاء عليهم، وفق «سى إن إن العربية».
واعتبرت هذه اللوحات التوضيحية المعروفة باسم «مارجينيليا» أي «تلويحات» بكونها رمزية جدًا وتخريبية، وغالبًا ما رسمت لتوجيه النقد وتحدى وإزعاج السلطات.
وترى كلير بن الأخضر، رئيسة الأمناء في مكتبة فردان أن الأرانب والكلاب تمثل النساء والرجال في معركة الحب، ولم تثر هذه الرسومات الهزلية إعجاب الجميع، إذ كان قد وصفها الراهب الفرنسي برنارد من كليرفو الذي توفي في العام 1153، بأنها «مسوخ سخيفة».
أما الأمر المثير للسخرية في هذه الرسومات، هو أن هذه الكتب لم تتوافر إلا للطبقة العليا من المجتمع آنذاك، مما يثير تساؤلات حول غالبية هذه الرسومات التي ترمز إلى تفكيك التسلسل الهرمي لسلطات وطبقات المجتمع.
ويشرح جيمس فريمان، وهو متخصص في دراسة مخطوطات العصور الوسطى في مكتبة جامعة كامبريدج أنه ليس هناك معنى واحد لهذه الرسوم التوضيحية، ولكنه قد يكون هناك العديد من التفسيرات.
تعليقات