Atwasat

«فرانس برس»: لا سلام يلوح في اليمن بعد سبع سنوات على سقوط صنعاء

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 12 سبتمبر 2021, 10:54 صباحا
WTV_Frequency

مرت سبع سنوات على سيطرة المقاتلين الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، في بداية حملة عسكرية أدخلت أفقر دول شبه الجزيرة العربية في أتون حرب طاحنة لا تزال تحصد الأرواح والدمار.

وحسب وكالة «فرانس برس»، وفيما يواجه ملايين السكان أكبر أزمة إنسانية في العالم، تسير البلاد في نفق مظلم من دون حل في الأفق، رغم الجهود الدبلوماسية التي غالبًا ما تصطدم بتعنت المتمردين المدعومين من إيران، والحكومة المتحالفة مع السعودية.

لمن اليد العليا في اليمن؟
يقول محللون إن ميزان القوى في اليمن انقلب لصالح المقاتلين الحوثيين بعد سبع سنوات من المعارك التي عجزت خلالها القوات الحكومية، المدعومة من تحالف عسكري ضخم بقيادة السعودية، عن تحقيق انتصار.

وتقود الرياض هذا التحالف العسكري منذ مارس 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليًّا، وقد أسهمت ضرباته في استرجاع الأراضي الجنوبية من أيدي المتمردين الذين يسيطرون حاليًا على غالبية الشمال ومناطق شاسعة في الغرب.

لكن يبدو المقاتلون أقوى من أي وقت مضى بفضل قدرتهم على توجيه ضربات مؤلمة للقوات الحكومية وبلوغ أهداف في السعودية عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي يمتلكونها ويطورونها باستمرار.

وقال الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، لوكالة «فرانس برس»: «بعد سبع سنوات، نشهد تغير ميزان القوى بشكل كبير، وتشرذم معسكر أعداء الحوثيين بسبب القيادة السياسية للدولة».

ويحكم الحوثيون المناطق التي يسيطرون عليها بيد من حديد، فيما تعصف الخلافات بمعسكر السلطة المعترف بها، خصوصًا في ظل عجز الحكومة عن تقديم خدمات رئيسية، ومطالبة جماعات انفصالية جنوبية بدور سياسي أكبر.

أين تدور أكبر المعارك في اليمن؟
رغم الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بهم في الأشهر الماضية، يستميت الحوثيون حاليًا للسيطرة على مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال، مما يزيد من الضغوط على القوات المدعومة من السعودية.

والحوثيون متمرسون بالقتال، إذ خاضوا بين 2004 و2010 ست حروب مع صنعاء خصوصًا في معقلهم الجبلي في صعدة شمال العاصمة، كما قاتلوا السعودية بين 2009 ومطلع 2010 في أعقاب توغلهم في أراضي المملكة.

وبحسب المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري، فقد تحول الحوثيون بعد سبع سنوات من القتال «من حركة متمردة محتواة نسبيًّا، إلى سلطات الأمر الواقع في العاصمة ومناطق يعيش فيها أكثر من 20 مليون شخص».

وفي فبراير، صعَّد المقاتلون حملتهم للتقدم نحو مأرب. وقُتل مئات من الطرفين في المعارك الدامية وسط سعي الحوثيين الحثيث للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة غنية بالنفط، ما قد يعزز موقعهم في أي مفاوضات مستقبلية محتملة.

ويرى المذحجي أن أولويات الأمم المتحدة التي تحاول إحياء محادثات سلام، يجب أن تكون «وقف إطلاق النار خصوصًا في مأرب»، معتبرًا أنه «إذا استمرت معركة مأرب فسيستمر الاشتباك في معظم البلد والتوتر ومزيد التدهور».

ماذا عن دور المبعوث الأممي؟
باشر السويدي هانس غروندبرغ، هذا الأسبوع، مهامه في منصب مبعوث خاص إلى اليمن. وترى الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد، إليزابيث كيندال، أن التحدي الرئيسي أمام المبعوث الجديد هو إيجاد صيغة لوقف إطلاق النار «يمكن أن يقبلها الحوثيون حتى يصبح بالإمكان البدء بعملية سلام».

وتسلم السويدي مهامه خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث الذي حاول دفع الأطراف المعنية لإنهاء النزاع الدامي في البلد الفقير دون التوصل إلى نتيجة حاسمة.وتدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب، فيما يطالب المتمردون بفتح مطار صنعاء المغلق منذ 2016 قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وعقدت آخر محادثات سلام في السويد أواخر العام 2018 واتفقت خلالها الأطراف المتنازعة على الإفراج عن سجناء وتحييد مدينة الحديدة، التي تضم ميناءً رئيسيًّا في غرب البلاد، عن ويلات الحرب.

هل هناك أمل بالسلام في اليمن؟
وما زال السلام بعيد المنال في اليمن، حيث أقر غريفيث، في مايو الماضي، بعدم تحقيق تقدم في جهود السلام الرامية إلى وضع حد للحرب المدمرة.وكان غريفيث وموفد الولايات المتحدة لليمن، تيموثي ليندركينغ، أجريا جولات مكوكية في المنطقة في الأشهر الماضية لدفع جهود السلام إلى الأمام، ولكنها باءت بالفشل.

وترى كيندال أنه «دون جهود مهمة على المستوى المحلي، فلن يستمر أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه بوساطة دولية». أما المذحجي، فيرى أنه لا توجد «مؤشرات إيجابية في المرحلة المقبلة» كون اليمن «سيشهد مزيد التدهور العام الجاري والعام المقبل في حال بقي أحد الأطراف يشعر بأنه الأقوى».

وتابع أنه حين يحدث ذلك، لا يكون «الطرف الأقوى عادة ميالًا للسلام».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم المساعدات
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم ...
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان ...
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا الخميس
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا ...
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم