Atwasat

«نيويورك تايمز»: طرابلس رهينة «الحرب والأزمة الاقتصادية»

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الثلاثاء 08 مارس 2016, 06:48 مساء
WTV_Frequency

أعدت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريرًا حول الأوضاع داخل العاصمة طرابلس، وقالت إنها تحولت إلى مدينة «فاترة مضطربة يملؤها القلق والمسلحين، ورهينة الحرب التي تعصف بالدولة».

وقالت الجريدة إن ليبيا لا تملك مزيدًا من الوقت لكي تخرج من أزمتها الحالية، مع انخفاض احتياطات الدولة النقدية، التي وصفتها الجريدة بـ«جائزة تستهدفها التشكيلات المسلحة»، إلى مستويات مقلقة، وتحولها إلى السوق السوداء وانتشار مهربي العملة من الدولار واليورو.

الوضع الاقتصادي
ونقلت الجريدة عن مصرفي ليبي، لم تذكر اسمه، أن بعض رجال الأعمال وقادة التشكيلات المسلحة يشترون الدولار من البنك المركزي الليبي بالأسعار الرسمية، إما عن طريق كروت الائتمان لتنفيذ عمليات السحب من تركيا؛ حيث تم استصدار أكثر من 500 ألف كارت ائتمان، أو عن طريق عقود مزيفة للاستيراد، ثم يقومون ببيع الدولار مرة أخرى في السوق الأسود بليبيا مضاعفين أرباحهم.

ودفعت الأزمة الاقتصادية الصيادين إلى تحويل مراكبهم وشاحنتاهم لتهريب النفط الليبي إلى تونس ومالطا، ووصل النفط الليبي إلى دول مثل مالي.

وداخل طرابلس قالت الجريدة إن الأوضاع الاقتصادية تلقي بظلالها على الحياة العادية مع انخفاض عائدات النفط التي يعتمد عليها الاقتصاد الليبي بشكل كبير، وتراجع قيمة العملة الليبية، وانخفاض الاحتياطات الأجنبية لدى البنك المركزي، «وانعكس ذلك على شوارع ومراكز التسوق التي أصبحت شبه خالية لأن الليبيين لا يستطيعون تحمل تكلفة تلك المتاجر في ظل الأوضاع الحالية».

الأوضاع الأمنية
وتوقفت معظم مشاريع البنية التحتية والمعمار منذ العام 2011، وتقدر تكلفة المشاريع بمليارات الدولارات، بينها فنادق ومراكز للتسوق ومساجد. وتحولت منطقة باب العزيزية إلى «مركز ضخم لتجميع القمامة».

وتناول التقرير الأوضاع الأمنية داخل المدينة وتأثيرها على حياة المواطنين، وذكرت «نيويورك تايمز» أن «الأوضاع الأمنية هشة»، مع «انتشار رجال يرتدون بزات عسكرية عبر التقاطعات المرورية، ينتمون لتشكيلات مسلحة من طرابلس، أو إسلاميين أو مقاتلين من مدينة مصراتة». وتشهد المدينة انتشارًا واسعًا لعمليات السرقة بالإكراه والاختطاف وانتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب عمليات إطلاق نار عشوائية تنشب من وقت لآخر.

مدينة الفرص
وتحولت طرابلس إلى «مدينة الفرص لعمليات الخطف مقابل الحصول على فدية»، وفق ما قاله قائد إحدى التشكيلات المسلحة في طرابلس مهند المحجوب.

وقالت الجريدة إنه «مع انتشار أفراد التشكيلات المسلحة عبر شوارع العاصمة، يوجد عدد قليل من المواطنين داخل الكنيسة الأنغليكانية القديمة بالمدينة، معظمهم من الأفارقة، لكنهم يخشون الاعتقال على يد أي من التشكيلات المنتشرة عبر المدينة».

وقال حارس الكنيسة «أنتظر الآن العبور على متن أحد القوارب إلى أوروبا وإلى لندن. ربما سأجتاز الرحلة العام الحالي أو المقبل».

ونتيجة لذلك تخلو المدينة تقريبًا من أي أجانب، إذ رحل موظفو الأمم المتحدة والسفارات والمنظمات الدولية إلى تونس منذ عامين، وينظر الليبيون إلى الأجانب المتبقين داخل المدينة على أنهم «جواسيس أو غنيمة لراغبي جمع الأموال».

الجميع ينتظر
ووصفت الجريدة الأجواء داخل المدينة وقالت إن «الجميع ينتظر داخل طرابلس. المهربون ينتظرون في ميناء المدينة، المهاجرون ينتظرون عبور المتوسط، في الوقت الذي يستمر فيه التنافس بين التشكيلات المسلحة المدججة بالسلاح والسياسيين على السلطة».

وبرر محجوب قيامه بمعاهدة صلح مع تشكيلات مسلحة أخرى داخل المدينة بأن «الجميع يريد الهدف نفسه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم