نشرت شبكة «سي إن إن» الأميركية تقريرًا يرى أن التدخل الأميركي في العراق وليبيا تسبب في نتائج عكسية، بالإضافة إلى حالة من البؤس بسبب عدم تخطيط أميركا بدقة لعمليات الصلح في البلدين.

وقد تتحول ليبيا إلى نموذج العراق الآن إذا لم تمتلك واشنطن نية صادقة في تأمل أخطائها. فمع سيطرة تدهور الأوضاع في العراق على اهتمام الإعلام لا يلاحظ كثير الانهيار الجاري في ليبيا.

ويضيف التقرير الذي أعده كلٌّ من مايكل شانك ونجلا المنقوش أن اللواء حفتر ورفضه التفاوض مع «الإرهابيين» لا يساعدان في تحوُّل ليبيا إلى الاستقرار، فالأمر في حاجة إلى نهج جديد يجمع الجماعات المنقسمة معًا، ويسوي الخلافات التي فاقمتها الذخائر الأجنبية التي تسرَّبت إلى البلاد.

وقد لا تنجح تحركات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج التي يرعاها الغرب في هذا المناخ المضطرب الذي ترتفع فيه الحاجة إلى الدفاع عن النفس، وإحباط الليبيين من حكومتهم وعجزها عن توفير الأمن. ولكن تكمن الإجابة لدى قادة القبائل، وهي بالطبع لن تكون مهمة سهلة، إلا أنها يجب أن تكون الأولوية الأولى لدى مَن يهتم بليبيا.

ويرى التقرير أن الحكومة الليبية واقعة تحت رحمة التشكيلات المسلحة وتغريها بالأموال أملاً بتحويل ولائها وبناء جيش وطني، ولكن الأموال قد تجعل الأمور أسوأ إذا فشلت الحكومة الليبية في إدراك حاجاتها الأساسية التي تشمل إعادة التفكير في نظام القذافي الذي خص الغرب، خاصة طرابلس، بالتنمية على حساب بقية الدولة.

خطوتان للحل

تعد خطوة مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا، طارق متري، بإطلاق مبادرة للحوار خطوة إيجابية، وتأتي ضمن خطوة أولى ضرورية هي جمع الأطراف، ولكن يجب أن تكون هذه المبادرة بداية لعملية طويلة الأجل تتخطى النخبة والقادة السياسيين، ويشترك فيها ممثلون من كل مستويات الحكومة والمؤتمر الوطني ومعظم التشكيلات وقوى حفتر والمجتمع المدني.

أما عن الخطوة الثانية فهي التحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان بمجرد وجود الجميع على الطاولة، فوفقًا للتقرير، أصبح العنف الآن متأصلاً في المجتمع الليبي ويرجع ذلك جزئيًّا إلى طوفان الأسلحة المقبل من الغرب. وأثناء عملية الحل يجب أن تتوفر فرصة للقادة من المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية لاستخدام قوتهم لمنع النزاع وتقليل العنف.

وختم التقرير بأن هذه هي الطريقة الوحيدة للحل إذا أراد الغرب معالجة الفوضى الباقية في ليبيا.