حلل موقع (فير أوبزرفر) ما سماه فوضى ليبيا من منطلق أفعال اللواء حفتر وقراراته، وما قد تنتهي إليه الأحداث الجارية في ليبيا في ظل ما طرحه الموقع، من قرب ليبيا من السيناريو السوري عنها من السيناريو المصري، وقربها من الحرب الأهلية أكثر من أي وقت مضى.

حالة مصر وليبيا
رأى المحلل محمد البيجطان أن تشابه طريقة حفتر لإسقاط الحكومة المنتخبة بليبيا مع الطريقة التي اتبعها السيسي في مصر، إلا أن المهمة التي يتظاهر بالقيام بها للقضاء على المتطرفين تختلف عن شبيهتها بمصر، وأن التشكيلات المسلحة ذات الأصول القبلية المختلفة ستظل هي المسيطرة مع غياب المؤسسة العسكرية المتماسكة مثل تلك في مصر، فليبيا وفقًا للبيجطان هي أقرب للسيناريو السوري منها للمصري.

نهاية مفتوحة
"المواجهة لم تكن قط وسيلة فعّالة لإعادة السلم والنظام في أي مجتمع حديث".

رأى البيجطان أن حفتر يخاطر باستقرار ليبيا المستقبلي ويقود البلاد نحو حرب أهلية على نطاق واسع، وأن المواجهة ستؤدي لمزيد من العنف والمقاومة والتقسيم خاصة مع اتصاف البيئة الثقافية الليبية بالقبلية والمواجهة.

وقال الكاتب: إن الأيادي الخارجية والداخلية قد تتدخل في تشكيل المرحلة السياسية في ليبيا عبر توفير الدعم لأي مما وصفها بـ "الميليشيات الإسلامية أو الليبرالية"، مما قد يؤدي إلى سنوات من الصراع المسلح.

واستند الكاتب في ذلك إلى إصرار حفتر على استخدام العنف كوسيلة وحيدة للحل ودعم بعض الوزارات له وانضمام كثيرين لجيشه مع تردد الغرب في دعمه وتأكيد معظم الحكومات على أهمية الحوار والمفاوضات السلمية.

واعتبر المحلل أن حفتر "في سباق دون خط للنهاية" وسيوقظ نزاعات قبلية منسية منذ زمن طويل مما قد يقود إلى سيناريو سوري آخر.

ويرى أن حفتر استغل فراغ السلطة الحالي لتقوية موقفه كبطل ولكنه بدلاً عن معالجة الوضع قد يتسبب في تبخر أي آمال لاستقرار أو توحيد ليبيا.

نوايا حفتر
وصف كاتب المقال، محمد البيجطان، مسيرة حفتر بالفصام في السلوك والقرارات، وقال إنه من الصعب التنبؤ بنوايا حفتر نظرًا لغموض قراراته السابقة، فحملته الحالية ليست فقط لإزاحة التشكيلات الإسلامية المسلحة كما قال؛ حيث حرض على هجوم عنيف على حكومة منتخبة عبر مهاجمته البرلمان، الأمر الذي قال البيجطان: إنه أضاف الوقود إلى النار وعمق الشقاق بين الإسلاميين والليبراليين.

وشكك البيجطان في كلام حفتر قائلاً: "على الرغم من نفي حفتر أي نية لحصوله على منصب سياسي في المستقبل، إلا أن كلماته يشوبها الشك".

ورأى أن ترشح حفتر في الانتخابات الرئاسية القادمة قد يؤدي إلى تعميق انقسام المجتمع الليبي لسنوات كثيرة قادمة.