Atwasat

«بلومبرغ»: صورة حفتر والسراج سويًا لن تضمن السلام بعيد المنال في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط (ترجمة: مريم عبدالغني) الخميس 27 يوليو 2017, 04:22 مساء
WTV_Frequency

قالت شبكة «بلومبرغ» الأميركية: «إن جهود وساطة تقودها فرنسا للم شمل ليبيا المقسمة فشلت في أخذ رأي القوات المحلية القوية وتقدير المخاطر، ولم تحقق سوى القليل، غير تعزيز شرعية المشير خليفة حفتر الذي حقق مؤخرًا مكاسب كبيرة في ساحة المعركة».

الخطوة التي اتخذها قادة ليبيا الثلاثاء الماضي كانت الأكثر جرأة لحل الأزمة الليبية الممتدة منذ ست سنوات

وأضافت الشبكة، في تقرير اليوم الخميس،: «على الورق فإن الخطوة التي اتخذها قادة ليبيا المتنافسون، الثلاثاء الماضي، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومبعوث الأمم المتحدة، كانت الأكثر جرأة لحل الأزمة الليبية الممتدة منذ ست سنوات».

واتفق رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر خلال لقائهما بالرئيس الفرنسي على عشرة بنود منها وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت ممكن. لكن حفتر والسراج لما يوقِّعا على البنود.

ونقلت «بلومبرغ» عن محللين، من بينهم ريكاردو فابياني، الخبير في شؤون شمال أفريقيا بمجموعة أوراسي، قولهم: «إن الاتفاق سيكافح ليبقى موجودًا خلال انتقاله من القصر الرئاسي الفرنسي إلى الحياة السياسية الليبية المحتدمة».

وقال فابياني: «كل ما لدينا هو صورة تذكارية جيدة جدًّا، استغلها ماكرون وحفتر بشكل جيد جدًّا»، مضيفًا: «إن الاتفاق منح حفتر غطاءً ظاهريًّا من احترام» على الساحة الدولية، وهو إنجاز كبير بالنسبة لحفتر الذي يلقى الدعم من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي.

«محلل: الاتفاق جرى التوصل له دون تدخل من المسؤولين الإقليميين أو الميليشيات والأحزاب التي سيكون تعاونها ضروريًّا للالتزام بتطبيقه»

وأضاف: «إن الاتفاق جرى التوصل له دون تدخل من المسؤولين الإقليميين أو الميليشيات المتعددة، والأحزاب السياسية التي سيكون تعاونها ضروريًّا للالتزام بتطبيق الاتفاق».

وأشارت «بلومبرغ» إلى أن الفوضى التي انحدرت لها ليبيا منذ إطاحة معمر القذافي العام 2011 أججت أخطر تحديين عابرين للحدود يواجهان العديد من القادة الأوروبيين، وهما تدفق المهاجرين الفقراء اليائسين لبدء حياة أفضل، والتحرك الانتهازي للمتطرفين من «داعش»، مضيفة: «إن مبادرة ماكرون تأتي بعد محاولات فاشلة من قبل إيطاليا سعيًا للتوصل إلى سلام في ليبيا».

العمل معًا
وقالت «بلومبرغ»: «في حين أن اتفاق سلام بوساطة أممية هو الطريقة المرغوب بها لتوحيد ليبيا، إلا أن السراج عانى لتوسيع نطاق نفوذه خارج العاصمة طرابلس منذ وصوله في مارس العام 2016».

وقال ماكرون، في مؤتمر صحفي مشترك مع حفتر والسراج في باريس، «توجد شرعية سياسية تقع في أيدي السراج. وتوجد شرعية عسكرية تتمثل في القائد العسكري حفتر. لقد قررا أن يعملاً معًا. هذا عمل قوي».

وكان السراج وحفتر التقيا في أبوظبي في مايو الماضي للمرة الأولى منذ عام. وقال المحللون لاحقًا إن الاجتماع لم يكن مثمرًا، حيث أصدر كل جانب بيانًا منفردًا بعد الاجتماع، وسرعان ما أدت التطورات، في ساحة القتال في جنوب ليبيا، إلى تلاشي أي نوايا حسنة للمضي قدمًا في التوافق.

انزعاج إيطالي
ونقلت «بلومبرغ» عن مساعد لماكرون قوله: «مع تثبيت هيمنته العسكرية، يبدو أن حفتر مضى قدمًا في محادثات باريس أكثر مما فعل في أبوظبي، بحثًا عن اعتراف سياسي أكبر من الدول الأوروبية».

«يظهر بروز حفتر الآن أن هناك اعترافًا دوليًّا بأنه يجب أن يكون جزءًا من أية تسوية سياسية، فهو قوة لا يستهان بها»

وقال المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوديد بيركويتز، «من غير المرجح اختراق الجمود السياسي» الذي دام في ليبيا لسنوات، مضيفًا: «إن حفتر يسيطر على حقول النفط والموانئ الرئيسية، ويظهر بروزه الآن أن هناك اعترافًا دوليًّا بأنه يجب أن يكون جزءًا من أية تسوية سياسية، فهو قوة لا يستهان بها».

وصرَّح مسؤولون فرنسيون بأن الهدف من اجتماع الثلاثاء هو تحديد خطوط إرشادية عامة، قد تساعد المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إجراء انتخابات العام المقبل.

وكان وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، عبَّـر في مقابلة مع جريدة «لا ستامبا» الإيطالية عن انزعاج بلاده من مبادرة ماكرون قائلاً: «يوجد كثير من الصيغ في ليبيا، كثير من الوسطاء وكثير من المبادرات، تلك المبادرة الفرنسية لن تكون الأولى وأخشى أنها لن تكون الأخيرة»، وقالت «بلومبرغ»: «إن انزعاج إيطاليا نابعٌ من اعتبارها ليبيا، التي كانت مستعمرة إيطاليا سابقًا، جزءًا من المجال الذي تبسط عليه نفوذها».

وأشارت الشبكة إلى أن إيطاليا وفرنسا كانتا تسعيان بنشاط إلى توحيد ليبيا لأن الاضطراب في البلاد أدى إلى تدفق الأسلحة إلى المتشددين الإسلاميين في المستعمرات الفرنسية السابقة في غرب أفريقيا، مثل مالي وتشاد، وإلى المتاجرين بالبشر الذين يستخدمون الشواطئ الليبية لشحن المهاجرين باتجاه الشواطئ الإيطالية.

إيطاليا وفرنسا كانتا تسعيان بنشاط إلى توحيد ليبيا لأن الاضطراب فيها أدى إلى تدفق الأسلحة إلى المتشددين الإسلاميين في المستعمرات الفرنسية السابقة

وقال ماكرون الثلاثاء: «الليبيون بحاجة إلى هذا السلام، ومنطقة البحر المتوسط تستحق هذا السلام، نحن نتأثر بشكل مباشر».

وفي مقابلة مع قناة «فرانس24» قال السراج، الثلاثاء الماضي، إنه من السابق لأوانه أن يقرر ما إذا كان سيخوض أم لا أية انتخابات تُجرى في إطار الخطة.لكن في الوقت الذي اعترف فيه بأن هناك كثيرًا مما يتعين القيام به، أكد وجود إنجازات حقيقية. وقال: «إن حفتر وافق على أن الاقتراع هو السبيل الوحيد لحل الأزمة، وإن الجيش يجب أن يكون تحت سلطة تنفيذية مدنية».

واعتبر بيركويتز أن «الكرة في ملعب حفتر» الآن، مضيفًا: «هو مَن سيستفيد بشكل أكبر من ما جرى إعلانه في باريس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم