استعرضت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، دور صناعة النشر في تعزيز التواصل بين العالم العربي وأميركا اللاتينية، خلال مشاركتها في معرض ساو باولو الدولي للكتاب بالبرازيل.

وانطلقت الدورة 24 من المعرض في 26 أغسطس الجاري وتتواصل حتى الرابع من سبتمبر المقبل، حسب «اليوم السابع».

وأشادت القاسمي بالتاريخ الطويل من التقارب الحضاري الذى يربط بين البرازيل وأميركا اللاتينية من جهة، والعالم العربي من جهة أخرى، والذي يرجع إلى منتصف القرن الميلادي التاسع عشر، مشيرة إلى أن الأدب اللاتينىي كان من أوائل المنتجات الثقافية التى وصلت إلى العالم العربي، ولاقى كثير من الكُتّاب والروائيين والشعراء اللاتينيين اهتمامًا كبيرًا من قبل القراء والمثقفين والناشرين العرب، والذين بادروا إلى ترجمة أعمالهم وتوزيعها في مختلف الدول العربية.

وأشارت القاسمي إلى العلاقات المتنامية بين دور النشر في أميركا اللاتينية والدول العربية، الأمر الذي تؤكده أحدث الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة. ووفقًا لهذه الأرقام، بلغ حجم العلاقات التجارية لدور النشر بين أميركا اللاتينية والعالم العربي ما يقرب من مليون دولار أميركي سنويًا، وتشكل صادرات الكتب من العالم العربي إلى أميركا اللاتينية 94% من هذه التجارة، تستحوذ دولة الإمارات على نسبة تصل إلى نحو 83% من هذه الصادرات التي تبلغ قيمتها 861.650 دولار.

وقالت: «يتضح من هذه الأرقام أن هناك مجالاً واسعًا لزيادة حجم واردات الكتب من أميركا اللاتينية إلى العالم العربي، وبالمقابل زيادة صادرات الكتب من العالم العربي إلى أميركا اللاتينية، خاصة أن البرازيل على سبيل المثال، تلتقي مع دولة الإمارات في كونها مجتمعًا فتيًا، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان في البلدين، وهو ما يزيد من فرص نشر وترجمة الكتب الموجهة إلى هذه الفئة من اللغة العربية إلى البرتغالية وبالعكس.

وقال لويس مينيزيس، مدير الشؤون الدولية في غرفة البرازيل للكتاب: «بدأت الهجرة العربية إلى البرازيل فى العام 1880، وكان لها أثر بالغ في ثقافتنا، ومن الطبيعي أن تقترب أسواق الكتاب في بلداننا إلى بعضها البعض، وأن يزداد حجم التبادل بين البرازيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا مع إمارة الشارقة المعروفة بالعاصمة الثقافية»، حسب «اليوم السابع».

ويعد معرض ساو باولو الدولي للكتاب من أهم معارض الكتب وأكبرها في قارة أميركا الجنوبية، ويشكل نافذة على الكتب الصادرة باللغتين الإسبانية والبرتغالية بشكل خاص إلى جانب الكتب الصادرة باللغات الأخرى، إلى جانب كونه ملتقى للمثقفين والمفكرين في القارة التي سحر أدبها ملايين القراء حول العالم، ويشهد المعرض في كل عام تنظيم العديد من الفعاليات التي تعزز التواصل بين البرازيل وبقية دول العالم.