Atwasat

اكتشاف ثقب أسود غير عادي في مجرة درب التبانة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 17 أبريل 2024, 10:16 صباحا
WTV_Frequency

رصد التلسكوب الفضائي الأوروبي «غايا» المخصص لرسم خرائط درب التبانة، ثقبا أسود ذا كتلة قياسية تفوق كتلة الشمس بـ33 مرة، في اكتشاف غير مسبوق في مجرتنا، على ما ذكرت دراسة نشرت أمس الثلاثاء.

وينتمي الجسم المسمى «غايا بي اتش 3» والذي يقع على بعد ألفي سنة ضوئية من الأرض في كوكبة العقاب، إلى عائلة الثقوب السوداء النجمية التي تنتج عن انهيار النجوم الضخمة في نهاية حياتها. وهذه الثقوب أصغر بكثير من الثقوب السوداء الهائلة الموجودة في وسط المجرات، والتي لا يُعرف سيناريو تكوينها وكالة «فرانس برس».

وأوضح باسكوالي بانوزو، وهو باحث في المركز الوطني للأبحاث العلمية في مرصد «باريس - بي إس إل» والمعدّ الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة «أسترونومي أند أستروفيزيكس ليترز»، أن اكتشاف «غايا بي إتش 3» كان عن طريق الصدفة.

بيانات المسبار
وكان العلماء من «كونسورتيوم غايا»، وهي مجموعة من منظمات علمية وتكنولوجية، يمسحون أحدث بيانات وفّرها المسبار، بهدف نشر الكتالوغ التالي في العام 2025، عندما عثروا على نظام نجمي ثنائي معين.

وقال بانوزو «رأينا نجما أصغر بقليل من الشمس (نحو 75% من كتلتها) وأكثر سطوعا، يدور حول جسم غير مرئي، يمكن رصده من خلال الاضطرابات التي يتعرض لها».

صورة دقيقة جدا
ويعطي التلسكوب الفضائي موقع النجوم في السماء بصورة دقيقة جدا، لذا تمكن علماء الفلك من تحديد خصائص المدارات وقياس كتلة الجسم المرافق للنجم وغير المرئي. ويتخطى حجم هذه الكتلة حجم الشمس بـ33 مرة.

وبفضل عمليات مراقبة إضافية من التلسكوبات الأرضية جرى التأكّد من أن الجسم هو عبارة عن ثقب أسود ذي كتلة أكبر بكثير من كتلة الثقوب السوداء ذات الأصل النجمي المعروفة في درب التبانة والتي يراوح حجم كتلتها ما بين 10 إلى 20 مرات كتلة الشمس.

وكانت اكُتشفت ثقوب عملاقة مماثلة في مجرات بعيدة عبر موجات الجاذبية. ويقول بانوزو «لكنّ مجرّتنا لم تشهد من قبل أي اكتشاف كهذا».

ثقب أسود خامل
«غايا بي إتش 3» هو ثقب أسود خامل، فهو بعيد جدا عن النجم المرافق له ولا يمكنه تمزيق مادته، وبالتالي لا ينبعث منه أي إشعاع من الأشعة السينية، مما يجعل رصده صعبا جدا.

ونجح تلسكوب «غايا» في العثور على أول ثقبين أسودين غير نشطين «غايا بي إتش 2» و«غايا بي إتش 3» في مجرة درب التبانة، لكنّ حجم كتلتيهما عادي.

وعلى عكس الشمس، إنّ النجم الصغير للنظام الثنائي «بي إتش 3» فقير جدا بالعناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم، على ما أوضح مرصد باريس في بيان.

وقال بانوزو «بحسب النظرية، وحدها النجوم الفقيرة بالمعادن قادرة على تشكيل مثل هذا الثقب الأسود الهائل. وأشارت الدراسة بالتالي إلى أن سلف الثقب الأسود كان نجما ضخما يفتقر أيضا إلى المعادن».

وأشار بانوزو إلى أن «نجم النظام، والذي يبلغ عمره 12 مليار سنة، يشيخ ببطء كبير، في حين أن النجم الذي شكل الثقب الأسود عاش ثلاثة ملايين سنة فقط.

وأضاف «كانت هذه النجوم الفقيرة بالمعادن حاضرة جدا في بداية تشكل المجرة، ودراستها توفر معلومات عن تكوينها».

يدور في الاتجاه المعاكس
ومما يميّز الثنائي النجمي هو أنه يدور في قرص درب التبانة في الاتجاه المعاكس للنجوم الأخرى. وقال بانوزو «ربما لأن الثقب الأسود قد تشكل في مجرة أخرى أصغر اختفت في بداية حياة درب التبانة».

وعام 2022، وفر مسبار «غايا» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والذي يعمل منذ عشر سنوات على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، خريطة ثلاثية الأبعاد لمواقع وحركات أكثر من 1.8 مليار نجم.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
ظاهرة نادرة: رصد انفجار شمسي رباعي (فيديو)
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
تيك توك تعلّق ميزة المكافآت في تطبيقها الجديد «تيك توك لايت»
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
انطلاق مهمة «شنتشو-18» الفضائية من مركز جيوتشيوان الصيني
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري الحديث
تحوّل اجتماعي أدى إلى تراجع التنوع الوراثي للذكور في العصر الحجري...
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا إلى فلوريدا
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم