تظهر بيانات الأقمار الصناعية اتساع الثقب في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي، ليصبح الأكبر المسجل على الإطلاق، ويعادل حجمه ثلاثة أضعاف حجم دولة البرازيل.
ويحذر خبراء من اتساع ثقب الأوزون بشكل أكبر من مستوى الـ26 مليون كم مربع المسجلة في السادس عشر من سبتمبر الماضي، كما نقلت جريدة «ديلي ميل» البريطانية.
ولا يستطيع العلماء تحديد على وجه الدقة سبب ضخامة ثقب الأوزون، لكن باحثين ربطوا بينه وبين الثوران البركاني تحت الماء الذي حدث في تونغا في يناير من العام 2022، والذي يعادل حسب التقديرات أقوى تجربة نووية أميركية على الإطلاق، وهو أكبر انفجار طبيعي منذ أكثر من قرن.
ثوران بركان تونغا يؤثر على ثقب الأوزون
وقالت العالمة البارزة في خدمة «كوبرنيكوس» لمراقبة الغلاف الجوي أنتجي إينيس: «ثوران بركان هونغا تونغا في يناير 2022 أدى إلى ضخ الكثير من بخار الماء في طبقة الستراتوسفير التي لم تصل إلى المناطق القطبية الجنوبية إلا بعد نهاية ثقب الأوزون العام 2022».
وأضافت: «من الممكن أن يؤدي بخار الماء إلى زيادة تكوين السحب الستراتوسفيرية القطبية، حيث يمكن أن تتفاعل مركبات الكلوروفلوروكربون وتسريع استنفاد الأوزون».
وتابعت: «قد يسهم وجود بخار الماء أيضا في تبريد طبقة الستراتوسفير في القطب الجنوبي، مما يزيد من تعزيز تكوين هذه الكتل الستراتوسفيرية القطبية ويؤدي إلى دوامة قطبية أكثر قوة».
خبيرة في الأوزون: البشر ليسوا بمنأى عن مفاجآت مناخية جديدة
«نايتشر فود»: تلوث الأوزون يكلف آسيا خسائر محاصيل بمليارات الدولارات
اتساع ثقب الأوزون مع ارتفاع الحرارة
ويبدأ اتساع ثقب الأوزون في شهر أغسطس من كل عام، في بداية ربيع القارة القطبية الجنوبية، ويصل إلى ذروته في شهر أكتوبر تقريبا، قبل أن يتراجع قليلا ويغلق مرة أخرى في النهاية.
يحدث هذا لأن القارة القطبية الجنوبية تدخل فصل الصيف وتبدأ درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير في الارتفاع. وعندما يحدث هذا، فإن الآلية التي تستنزف الأوزون وتخلق الثقب تتباطأ وتتوقف في النهاية، مما يمنع الثقب من النمو مرة أخرى.
لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، أغلق الثقب في وقت متأخر من المعتاد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حرائق الغابات الأسترالية، بين العامين 2019 – 2020، والتي أطلقت كميات كبيرة من الدخان المدمر للأوزون.
جرى رصد استنفاد الأوزون فوق القارة المتجمدة للمرة الأولى في العام 1985، وعلى مدى السنوات الـ35 الماضية، جرى اتخاذ تدابير مختلفة لمحاولة تقليص الثقب.
ويثق خبراء في فعالية «بروتوكول مونتريال» الذي تم تقديمه في العام 1987 في تعافي الثقب، لكن القياسات التي جرى إجراؤها هذا العام من القمر الصناعي الأوروبي «كوبرنيكوس سينتينل-5P» تمثل انتكاسة لهذا التعافي.
تعليقات