Atwasat

الجفاف يدفع مونتيري المكسيكية لتعلم العيش بلا ماء

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 14 يوليو 2022, 10:34 صباحا
WTV_Frequency

لم تعد لذة الاستحمام سوى ذكرى جميلة تستحضرها السبعينية ماريا ثيليا نافارو بحسرة، بعدما بات ذلك الأمر اليومي البسيط ترفا محظورا منذ أسابيع في مونتيري عاصمة المكسيك الصناعية التي تتعلم كيف تعيش بدون مياه.

عرفت مونتيري المحاطة بالجبال على مسافة 200 كلم من الولايات المتحدة، نموا وازدهارا في تباين مع الفقر الذي يطال ولايات جنوب المكسيك مثل واخاكا وتشياباس، وفق «فرانس برس».

غير أن الجفاف بدل الوضع إذ لم تهطل الأمطار منذ 15 شهرا أو بات هطولها نادرا في ثاني أكبر مدن المكسيك البالغ عدد سكانها مع المناطق المحيطة بها خمسة ملايين نسمة.

وجف اثنان من السدود الثلاثة والبحيرات التي تمد مونتيري. وقررت السلطات مطلع يونيو تقنين المياه الجارية وتوزيعها لبضع ساعات فقط في اليوم.

توزيع المياه
تقول ماريا ثيليا في مسكنها الضيق حيث تقارب درجة الحرارة في الصباح الباكر أربعين درجة مئوية في غياب تهوئة مناسبة «هذا الوضع يبعث في اليأس».

تقيم السبعينية في بلدة غارثيا التي لم يعرف سكانها مثل هذا الوضع قبلا. وفي التلال المحيطة حيث الأحياء الفقيرة، لم تهطل قطرة ماء منذ خمسين يوما.

منازل قليلة فقط تملك خزانات مياه أو أحواضا للتخزين، لمواجهة انقطاع المياه، ولا سيما في حي إيزتابالابا الشعبي.

ويقول خافيير توريس موظف البلدية المشرف على النظام الذي وضعته السلطات لتوزيع المياه في الأحياء الفقيرة، «لم نكن بحاجة إلى ذلك حتى الآن».

وتخرج عائلات بكاملها بمن فيها الأطفال من المنازل فيهرع الجميع نحو الشاحنات الصهاريج الآتية، حاملين صفائح فارغة لملئها.

وفي نهاية يونيو، كان سدان يعملان بأقل من 10% من قدرتهما، وأحدهما بـ1% فقط من قدرته ، فيما كان الثالث يعمل بنسبة 44%، بحسب نظام الإنذار الوطني حول المياه.

وعند سد لا بوكا، الأكثر تأثرا بالجفاف، باتت البحريات فارغة تماما، فيما أرصفة عشرات المطاعم على ضفاف البحرية السابقة مقفرة.

وعلى جدران المتاجر لا تزال صور معلقة تظهر مواقع سياحية تبدو الآن من زمن ولى، فتعرض شواطئ وأمواجا وزوارق.

يقول أدريان لونا النادل البالغ 26 عاما متحسرا «كنا بالكاد نلتقط أنفاسنا من شدة العمل بعد الوباء. لم يستمر الأمر طويلا، إذ بدأ الجفاف». ويخشى الشاب ألا تعود النزهات في الزوارق على البحرية سوى ذكرى من الماضي.

قصف الغيوم
ولا تقتصر مشكلات مونتيري على الجفاف، بل تطال البنى التحتية أيضا. وقال الحاكم سامويل غارثيا (34 عاما) إن «قناة مياه تشققت».

ومن بين الحلول المطروحة، يدعو الحاكم الشاب إلى الاستمطار الصناعي من طريق قصف الغيوم لتسريع تكوين المطر.

وأكد غارثيا بمقطع فيديو في أواخر يونيو «لست تلالوك» إله المطر لدى الأزتيك، في جملة لقيت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه أضاف أن إثارة هطول المطر لبضع ساعات يمكن أن تحل المشكلة «لبضعة أسابيع على الأقل». وأضاف «لا أريد التبجح، لكن ما كان يبدو مستحيلا، قصف الغيوم للتسبب بهطول المطر، نحن نقوم به حاليا» في تعليق على تقنية الاستمطار المعروفة بـ«تلقيح السحب».

ودعيت كل الصناعات المحلية من مصانع صلب ومعامل إسمنت ومصانع جعة، للمساهمة في الجهود.

وأكد مدير البلدية خافيير توريس أن «بعض الشركات أوقفت أنشطتها لأيام محددة من الأسبوع لادخار الماء، وثمة شركات أرسلت لنا كميات من المياه لإمداد بعض الأحياء».

ولا تزال الأرصاد الجوية تتوقع شمسا حارقة فوق مونتيري بدون أمطار. غير أنها أعلنت احتمال هطول زخات من المطر، مساء الأربعاء، ما يثير آمال أتباع الإله تلالوك.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا إلى فلوريدا
رائدا الفضاء المشاركان في أول رحلة مأهولة لمركبة «ستارلاينر» وصلا...
طرح نسخة محدثة من لعبة الفيديو «توب سبين»
طرح نسخة محدثة من لعبة الفيديو «توب سبين»
الصين تطلق «فيدو» المعادلة لـ«سورا» الأميركية في إنشاء مقاطع فيديو مشابهة للواقع
الصين تطلق «فيدو» المعادلة لـ«سورا» الأميركية في إنشاء مقاطع ...
مجلس من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الصناعي في الولايات المتحدة
مجلس من أجل استخدام «آمن وسليم» للذكاء الصناعي في الولايات ...
جرائد أميركية تقاضي «ميكروسوفت» و«أوبن إيه آي» بتهمة انتهاك حقوق الملكية
جرائد أميركية تقاضي «ميكروسوفت» و«أوبن إيه آي» بتهمة انتهاك حقوق ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم