عثر علماء على حفرية لكائن يشبه الروبيان (الجمبري) عاش قبل 520 مليون عام وله قلب وأوعية دموية محفوظة في حالة فريدة تمثل أقدم جهاز دوري معروف حتى الآن.
وأطلق على هذا الكائن -وهو من مفصليات الأرجل البدائية- الاسم العلمي (فوشيانهويا بروتنسا). ومفصليات الأرجل إحدى شعب الفقاريات وهي ذات هيكل عظمي خارجي منها القشريات كسرطان البحر (السلطعون) وجراد البحر (الاستاكوزا) والجمبري إلى جانب رتب الحشرات والعناكب وكثيرات الأرجل.
ويشير الجزء الأول من الاسم (فوشيانهويا) إلى بحيرة في المنطقة التي اُكتُشفت فيها الحفرية، أما اسم النوع (بروتنسا) فيشير إلى استطالة منطقة الجذع بجسم الكائن.
ويرجع تاريخ هذه الحفرية الفريدة -التي عُثر عليها في إقليم يونان في جنوب غرب الصين- إلى عصر (الانفجار الكمبري) الذي يمثل منعطفًا رئيسيًّا في تاريخ الحياة على وجه الأرض حين ظهرت فجأة إلى الوجود أعدادٌ هائلة من أنواع الحيوانات قبل أكثر من نصف مليار عام.
عدم تحلل الجهاز
وعادة ما تتحلل أعضاء الجسم الرقيقة لجسم الحيوان عقب النفوق، ما يعني أن الحفريات لا تحتوي إلا على المكونات الصلبة كالعظام والأسنان والأصداف، إلا إنه "في ظل ظروف استثنائية للغاية يمكن أن تحفظ الأنسجة الرقيقة والأجهزة والأعضاء التشريحية في الحفريات".
وفي حالة كائن (فوشيانهويا بروتنسا) احتفظت الحفرية بقلب أنبوبي في وسط الجسم ترتبط به مجموعة كبيرة من الأوعية الدموية ذات التفاصيل الدقيقة التي تتصل بعيون الكائن وقرون استشعاره ومخه وأقدامه.
ويتكون الجهاز الدوري من القلب والأوعية الدموية، وهو جهازٌ مهمٌ يسمح بتوزيع الدم إلى كل أنسجة الجسم بما يحمله من أكسجين ومواد غذائية. ولمعظم الحيوانات جهاز دوري، إلا أن هناك كائنات ليس لها تجويف بطني حقيقي مثل قنديل البحر والديدان المفلطحة، وبالتالي لا يوجد لديها هذا الجهاز.
تعليقات