Atwasat

شركات ألعاب الفيديو السويدية الصغيرة تنافس عمالقة القطاع

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 07 يونيو 2024, 11:02 صباحا
WTV_Frequency

نجح السويديون، فرادى أو ضمن فرق عمل صغيرة، في صنع مكانة مميزة لأنفسهم في قطاع ألعاب الفيديو، إذ حققت ألعاب من إنتاجهم نجاحات كبيرة في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال «ماينكرافت» و«فالهايم» و«رافت».

فلعبة «ماينكرافت»، التي احتفلت أخيراً بالذكرى الخامسة عشرة لإصدارها، هي عصارة خيال رجل واحد هو السويدي ماركوس «نوتش» بيرسون، بحسب وكالة «فرانس برس»..

وتشكّل «ماينكرافت» اللعبة الأكثر مبيعاً في التاريخ، وعززت لقبها هذا العام المنصرم ببيع أكثر من 300 مليون نسخة منها في 2023.

وليس هذا النجاح الوحيد من نوعه في السويد، ولا هو حالة معزولة، إذ إن منظومة العاب الفيديو في الدولة الأوروبية تشهد ازدهاراً كبيراً، يقوم على استوديوهات صغيرة اكتسبت مكانة راسخة.

وقال المؤسس المشارك لشركة تطوير الألعاب «لاندفول»Landfall ، فيليب فستريه، مازحا، «السبب هو الطقس.. إنه بارد.. وبالتالي، يبقى المرء في الداخل ويلعب، إذ لا يمكنه أن يفعل الكثير في الخارج».

وعلى الرغم من قلّة عدد سكانها البالغ 10,5 مليون نسمة، ابتكرت المملكة الاسكندينافية ألعاباً جرى تنزيلها سبعة مليارات مرة في مختلف أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات قطاع الألعاب السويدي، وهو ما يجعلها مُنافِسَة تقريباً للدول التي تُعدّ الأقوى في هذه الصناعة، وهي الولايات المتحدة والصين واليابان.

وثمة واحد من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم كله، سبق أن لعب لعبة سويدية.

في عام 2022، حقق المطوّرون السويديون مبيعات بقيمة 32,5 مليار كرونة (أكثر من ثلاثة مليارات دولار).

وحقق استوديو «لاندفول»، الذي يقع غرب العاصمة ستوكهولم ويضم نحو عشرة موظفين، نجاحاً غير متوقع في الآونة الأخيرة.

الصمود على متن طوف عائم في المحيط
وزُيّنت جدران مكتب الاستوديو الصغير الواقع داخل فيلا بإحدى الضواحي الهادئة، بأعمال فنية مستوحاة من مؤسس استوديو الرسوم المتحركة الياباني الشهير «غيبلي»، المخرج هاياو ميازاكي. وعلى الحائط أيضاً علامات لألعاب قديمة ورفّ من الدمى المحشوّة الليّنة.

في الأول من أبريل الماضي، أصدر الاستوديو أحدث ألعابه وهي بعنوان «كونتنت وورنينغ» Content Warning .

وتقوم فكرة اللعبة على تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والسعي لأن تحظى بانتشار على نطاق واسع.

وتسهيلاً لانطلاق اللعبة بقوة، وفرتها «لاندفول» مجانًا لمدة 24 ساعة. وأدهشها أن أكثر من ستة ملايين أفادوا من هذه الفرصة.

وتشكّل «كونتنت وورنينغ» التي صُممت في ستة أسابيع فحسب، أحدث مثال على النجاح المبهر الذي تشهده الاستوديوهات السويدية الصغيرة في صناعة ألعاب الفيديو.

في بداية عام 2021، أصدر استوديو «آيرون غيت» لعبة «فالهايم»، التي تتميز بأن لها طابع الفايكينغ، وقد ابتكرها فريق من خمسة أشخاص. وسرعان ما لمعت، وبيعت منها أكثر من 12 مليون نسخة.

أما لعبة «رافت»، التي حققت هي الأخرى نجاحاً كبيراً، وينبغي على اللاعبين فيها الصمود على متن طوف عائم في المحيط، فابتكرها ثلاثة طلاب من جامعة أوبسالا (وسط).

وكل هذه الألعاب تضاف إلى «ماينكرافت»، التي صدرت عام 2009 واستحوذت عليها شركة «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة، لقاء مليارين ونصف مليار دولار.

ورأى المبرمج في شركة «لاندفول»، زورو سفارديندال، أن هذه النجاحات تعود إلى تنظيم أكثر مرونة بفضل صغر حجم فرق العمل.

ولاحظ أنها «تعمل بسرعة أكبر»، ويمكنها كذلك اتخاذ القرارات من دون الحاجة إلى المرور بطبقات هرمية عدة.

استوديوهات كبيرة تضم مئات الموظفين
وفي المقابل، تطوّر حجم عدد من المطوّرين السويديين فتحوّلوا إلى استوديوهات كبيرة تضم مئات الموظفين، مثل «دايس» DICE (مبتكرة سلسلة «باتلفيلد» Battlefield) و«ماسيف إنترنتينمنت» Massive Entertainment (التي تعمل راهناً على تطوير اللعبة المقبلة «ستار وورز آوتلوز» Star Wars Outlaws).

وفي السويد أيضاً مجموعة ألعاب الفيديو العملاقة «إمبرايسر» Embracer التي تضمّ عدداً من الاستوديوهات وتمتلك امتياز لعبة «توم رايدر» Tomb Raider.

إلهام من ألعاب تمثيل الأدوار
وبدأ المشهد السويدي الحالي في مجال ألعاب الفيديو يتبلور منذ الثمانينيات، على ما يذكّر رئيس صناعة الألعاب السويدية بير سترومباك.

وتعلم الرواد في هذا القطاع البرمجة على أجهزة الكمبيوتر «كومودور 64» مستلهمين آليات ألعاب تمثيل الأدوار.

وقال «سترومباك» إن «أحداً في ذلك الوقت لم يدرك أن هذا سيتحول إلى قطاع أعمال» يبلغ حجمه مالياً تسعة أرقام.

وأوضح فيليب فستريه من استوديو «لاندفول» أيضاً، أن السويديين هم أنفسهم لاعبون كبار، مشيرا إلى أن «ثقافة الألعاب قوية جداً (في السويد)، إن من حيث اللعب أو من حيث تصميم الألعاب».

وروى هذا «المعجب الكبير جداً بـ ماينكرافت» أنه فرح كثيراً عندما علم أن اللعبة ابتُكرت في بلده.

وقال «بما أنني كنت أعلم أن الناس يصنعون الألعاب في السويد، كنت أعلم أنني أستطيع فعل ذلك أيضاً».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
علماء يحذرون من ذوبان الصفائح الجليدية لـ«أنتركتيكا»
علماء يحذرون من ذوبان الصفائح الجليدية لـ«أنتركتيكا»
مزاد على فساتين وقطع مختلفة للأميرة ديانا بعد 27 عاما على وفاتها
مزاد على فساتين وقطع مختلفة للأميرة ديانا بعد 27 عاما على وفاتها
الأمم المتحدة: ظهور مجموعة جديدة من المخدرات الصناعية أقوى من الفنتانيل «الفتاك»
الأمم المتحدة: ظهور مجموعة جديدة من المخدرات الصناعية أقوى من ...
وفاة أربعة أشخاص خلال تسلق جبل فوجي الياباني قبل أيام من إطلاق الموسم
وفاة أربعة أشخاص خلال تسلق جبل فوجي الياباني قبل أيام من إطلاق ...
ذوبان الجليد يكشف عن جثث مئات لقوا مصيرهم أثناء تسلق جبل إيفرست
ذوبان الجليد يكشف عن جثث مئات لقوا مصيرهم أثناء تسلق جبل إيفرست
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم