تزدهر سياحة الطيور في الإكوادور، مع تزايد أعداد المجموعات السياحية المتخصصة ومرشدي الطيور المحليين ونزل الحياة البرية. 

تضم البلاد أكثر من 1600 نوع مختلف، أي ما يقرب من ضعف عدد الأنواع الموجودة في أوروبا بأكملها، في منطقة لا تزيد مساحتها إلا قليلاً عن مساحة المملكة المتحدة. مع نمو تجارة الطيور، يقوم مزارعو الكفاف بنقل أراضيهم من الزراعة إلى محميات الطيور، مما لا يفيد الطيور فحسب، بل يستفيد منه اقتصاد البلاد أيضًا، بحسب الـ«غارديان».

تقول أنجي دريك، مستشارة السياحة المستدامة في الولايات المتحدة، إنه من خلال تحسين التنوع البيولوجي والتواصل مع سياح الحياة البرية، قام بعض المزارعين بتوسيع إمكانات أراضيهم إلى ما هو أبعد بكثير من نموذج الزراعة التقليدي.

وتضيف: «إنهم يجدون طرقًا لتحقيق التوازن بين الربحية والإشراف البيئي، حيث يقدم هذا النهج المبتكر مخططًا للمزارعين الآخرين الراغبين في إعادة النظر في علاقتهم بالأرض».

- قبرص تفرض غرامات على عمليات قتل الطيور البرية النادرة
- تدهور أعداد نصف أنواع الطيور في العالم
- العلماء والسكان الأصليون يتحدون لإنقاذ «الكندور»

كرست عائلة واحدة، وهي عائلة أفيلاس، حياتها لإنقاذ واحد من أكثر الأنواع غرابة في أميركا الجنوبية، وهو طائر المظلة طويل الريش، حيث يتميز هذا النوع الأسود الذي يشبه الغراب بجعبة دمية صبي وما يشبه وشاحًا طويلًا من الصوف يتدلى من حلقه. 

تحول مالك الأرض القريبة من ريسنتو 23 دي جونيو لويس أفيلا من زراعة الألبان إلى الحفاظ على البيئة والترويج للموقع أمام سياح الحياة البرية، وهو العمل الذي يقول إنه مصدر رزق أفضل من الزراعة.

 يقول فينيسيو باكويليما الذي قُسمت مزرعة والده الراحل بين خمسة أشقاء، إنه كان القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث كانت أرضه الواقعة على الطريق الرئيسي خارج العاصمة الإكوادورية كيتو، عبارة عن قطعة صغيرة على حافة وادٍ شديد الانحدار، ما يجعل من الصعب للغاية كسب العيش من الزراعة.

تحويل الميراث التافه إلى موقع لجذب الهواة 
ثم خطرت ببال أنيتا كاجاس، زوجة باكويليما، فكرة تحويل ميراثهم التافه إلى موقع لجذب هواة الطيور الزائرين. كان إنشاء محمية «ماراكساشا» بمثابة مشروع محفوف بالمخاطر، لكنه أتى بثماره، حيث اجتذبت المغذيات مجموعة كبيرة من الطيور الطنانة وطيور التانجر الملونة.

يقول كاجاس: «نظرًا لأننا على الطريق الرئيسي من كيتو إلى ميندو، فإننا نستقبل الكثير من الزوار، وخاصة مصوري الطيور». إنهم «يستمتعون بالجلوس على شرفتنا، وشرب القهوة، والحصول على مناظر قريبة للطيور».

مثل هذه المشاريع مؤهلة للحصول على تمويل من الحكومة الإكوادورية. ومع ذلك، فإن عملية التقديم على التمويل معقدة ويمكن أن يكون التمويل متقطعًا، لذلك تخلى بعض مالكي الأراضي، بمن فيهم باكويليما وكاجاس عن التقديم،

لكن الدخل الذي يقدمه مربي الطيور وحده كان كافيا لدفع بعض المزارعين إلى تبني نموذج المحمية الطبيعية.

في مكان قريب، في ماشبي أماغوسا، أنشأ المزارعان السابقان دوريس فيلالبا وسيرجيو باسانتيس محمية ونزلًا وحديقة تجتذب 260 نوعًا من الطيور المرغوبة. تشمل المعالم البارزة التانجر ذات اللون الأخضر اللامع، ذات الوجه اللهب والمتلألئة بالبريل، والببغاء النادر ذو الوجه الوردي.

ومنذ العام 2005، قام أنخيل باز وشقيقه الأصغر رودريغو بتحويل مزرعة الألبان السابقة الخاصة بهم في ميندو إلى محمية للطيور. في البداية،

نداء للتمويل الجماعي
لم تسير الأمور كما هو مخطط لها، فقد استغرق وصول الزائر الأول شهرًا، ودفع 10 دولارات فقط مقابل جولة مدتها أربع ساعات. ولكن منذ ذلك الحين، قام آلاف الأشخاص بالزيارة.

وجمع نداء عالمي للتمويل الجماعي أطلقه فينيسيو نجل أنجيل بدعم من دريك مبلغ 160 ألف دولار لشراء الأرض، وحماية الموائل في المستقبل المنظور.

بالنسبة لأنخيل، النجاح يعني إتاحة الوقت للحياة البرية للعودة والازدهار. يقول: «لقد قمنا أنا وأخي بحماية منزلنا وحياة الطيور فيه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وشاهدنا الحياة البرية، والأشخاص الذين يزورونها، تزدهر». «بالنسبة لنا، الأمر كله يتعلق بالتواصل مع الأنواع الفريدة التي تعيش هنا».

طائر المظلة طويل الريش. (الغارديان)

ذكر ديوك الأنديز. (الغارديان)

أنتبيتا المتوج بالكستناء. (الغارديان)