Atwasat

كيف ستكون صحافة المستقبل مع تنامي الذكاء الصناعي؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 20 أبريل 2024, 10:27 مساء
WTV_Frequency

يرى المستشار السابق لدى «ياهو» و«بي بي سي نيوز لاب» ديفيد كاسويل أنّ الذكاء الصناعي يغيّر بصورة جذرية عمل الصحفيين وسيؤدي قريباً إلى «تغيير جوهري في نظام المعلومات».

جاء ذلك في حديث كاسويل إلى وكالة «فرانس برس»، حيث أكد أنه في صحافة المستقبل سيكون من الممكن إدارة تدفق المعلومات من خلال واجهة مدفوعة مقابل 20 دولاراً شهرياً، لكنه أشار إلى أن شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة تعمل بوتيرة أسرع من طواقم التحرير.  

الآلات ستجمع المعلومات نصا وصوتا وفيديو
وعن احتمالات التغيير في بيئة العمل الصحفي توقع المستشار السابق لدى «بي بي سي لاب» أن تغذي الآلات المزيد من الوسائل الإعلامية؛ إذ ستجمع هذه الآلات المعلومات، وتقوم بإنتاج أكبر للمحتوى بالصوت والفيديو والنص، مشيرا إلى أن شركات ناشئة كثيرة ليس لديها عنصر تحريري، يمكنها من استيعاب البيانات الصحفية والتقارير وعناصر الشبكات الاجتماعية. وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترى صحافة المستقبل؟
ـ لا نعرف بعد، لكننا نحاول رؤية الاحتمالات. أصبحت الأمور أكثر وضوحاً: سيتم إنشاء المزيد من الوسائل الإعلامية وتغذيتها بواسطة الآلات. وستجمع هذه الآلات المعلومات، وسيكون لها إنتاج أكبر للمحتويات بالصوت والفيديو والنص.

وهذا تغيير جوهري في نظام المعلومات، والصحافة على وجه الخصوص، وهو يختلف هيكلياً عن النظام القائم حالياً، ولا نعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر، ربما سنتين أو أربع أو سبع سنوات. أعتقد أنه سيكون أسرع في ظل المستويات الضعيفة من الاعتراض. 

قد تكون هناك مشكلات قانونية، كما أن عادات الاستهلاك للأشخاص والصحفيين تؤدي أيضاً إلى إبطاء العملية، ولكن ليست هناك حاجة لأجهزة جديدة، ولا حاجة للخبرة الفنية أو الكثير من المال لإنتاجها. كل ما شكّل حواجز في الجيل الأول من الذكاء الصناعي لم يعد موجوداً بفضل الذكاء الصناعي التوليدي.

ما هي آخر التطورات الجارية على صعيد طواقم التحرير؟
- ثمّة فئة من الأدوات تسمح بتدفق للمحتويات عبر الذكاء الصناعي، وتُستخدم على سبيل المثال في الدنمارك من جانب مجموعة «جي بي/بوليتيكنس» (JP/Politikens) لزيادة الكفاءة، وهذا الأمر مفيد للمرحلة اللاحقة في العملية الانتقالية لنموذجهم لأن ثمة بنية تحتية قائمة خلف الأداة، وتعمل «غوغل» على إنشاء أداة «جينيسيس» (Genesis)، التي يتم اختبارها في الولايات المتحدة من خلال منشورات مدفوعة.

في المجمل، يتم استخدام العناصر المجمعة والملفات بنسق «بي دي إف» (PDF) والنسخ والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو. تساعد الأداة على التحليل والتلخيص والنسخ. يعمل الصحفي على تنسيق المحتوى والتحقق منه وتحريره تدريجياً. تصبح مهمته إدارة الأداة؛ إنها تعمل كأداة، ولكن هل ستعمل في غرف الأخبار على نطاق واسع؟ وهل سيكون هذا منتجاً على المدى الطويل؟

ما هي تكلفة هذا المسار؟
- في العقد الماضي، كان الأمر مكلفاً للغاية، كان عليك إنشاء مخزن بيانات، وإبرام اتفاقية مع «أمازون» أو «غوغل كلاود»، وتوظيف خبراء ومهندسين، وكان ذلك استثماراً كبيراً. فقط «بي بي سي»، أو «نيويورك تايمز» أو هذا النوع من المنظمات الصحفية يمكنه تحمل تكاليفه.

تغيير كبير في طواقم التحرير
لم يعد هذا الحال مع الذكاء الصناعي التوليدي. من الممكن إدارة تدفق المعلومات من خلال واجهة مدفوعة مقابل 20 دولاراً شهرياً. لا حاجة للترميز. كل ما يتطلبه الأمر هو الدافع والحماس والفضول.

يمكن لأشخاص كثر في غرف الأخبار ممن لم يشاركوا في هذا المسار في الماضي لأنهم لم يتلقوا التدريب الفني أن يستخدموه اليوم؛ إنه أكثر انفتاحاً كشكل من أشكال الذكاء الصناعي. أعتقد أنه جيد لكنه سيُحدث تغييراً كبيراً في طواقم التحرير.

في أي مرحلة من مراحل الذكاء الصناعي نحن الآن؟
- الذكاء الصناعي موجود منذ خمسينات القرن الماضي، ولكن بالنسبة للتطبيقات العملية ظهر الذكاء الصناعي مع «تشات جي بي تي» (في نوفمبر 2022). سوف يستغرق الأمر سنوات عدة قبل أن نفهم ما يمكننا إنشاؤه من أمور قابلة للاستمرار. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن تنفيذها.

ويكمن الخطر في أن شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة تعمل بوتيرة أسرع من طواقم التحرير. شركات ناشئة كثيرة ليس لديها عنصر تحريري يمكنها استيعاب البيانات الصحفية والتقارير وعناصر الشبكات الاجتماعية.

كيف يمكن أن يكون الذكاء الصناعي خطراً وفرصة في الوقت عينه؟
- على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، لم تكن هناك رؤية للصحافة في عالم الشبكات الاجتماعية، لكن الذكاء الصناعي يمنح فرصة لتغيير هذا الوضع للمشاركة في نظام جديد، ومن الجيد أن نكون متفائلين، وأن نستكشف، ونجري تجارب، ونغيّر رؤيتنا للأمور.

وكما يقول جيلاني كوب، عميد كلية الصحافة في جامعة كولومبيا، فإن «الذكاء الصناعي قوة لا يمكن تجاهلها، ويجب على الصحافة أن تنظم نفسها حولها. وليس العكس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر المناخي
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر ...
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها (فيديو)
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها ...
ازدياد كبير في عدد المساكن المهجورة في اليابان خلال العقدين الماضيين
ازدياد كبير في عدد المساكن المهجورة في اليابان خلال العقدين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم