Atwasat

هل تُحجب جائزة نوبل للسلام هذا العام؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 28 سبتمبر 2023, 09:17 مساء
WTV_Frequency

ينطلق الإثنين المقبل موسم توزيع جوائز نوبل، في حدث سنوي يحل هذا العام وسط أجواء عالمية ملبدة بفعل استمرار الحرب في أوكرانيا، والتشظي المتواصل للمجتمع الدولي، وتكاثر الكوارث حول العالم.

وبينما تبحث عن بارقة أمل في عالم يتفكك سريعًا، يشير تقرير لوكالة «فرانس برس» إلى أن الآفاق الحالية قاتمة للغاية لدرجة أن بعض الخبراء لا يستبعدون أن تُحجم لجنة نوبل عن إعلان أي فائز بهذه المكافأة السنوية المنتظرة في موعدها المقبل يوم الجمعة في السادس من أكتوبر.

وفي مؤشر إلى هذه التوترات القوية، قررت مؤسسة نوبل عدم دعوة السفير الروسي لحضور حفل توزيع الجوائز في ديسمبر في ستوكهولم بعد الجدل الساخن الذي أثارته الدعوة الأولية.

وقال البروفيسور السويدي بيتر فالنستين المتخصص في القضايا الدولية «من جوانب عدة، سيكون من المناسب ألا تمنح اللجنة الجائزة هذا العام»، مضيفاً «ستكون طريقة جيدة لتسليط الضوء على خطورة الوضع العالمي كما حدث في سنوات الحربين العالميتين».

وسبق أن وصل أعضاء اللجنة الخمسة في سنوات ماضية إلى طريق مسدود، آخرها في 1972، في عز حرب فيتنام. لكن في أوسلو، فإن عدم اختيار فائز من بين مئات الطلبات التي جرى تلقيها (351 هذا العام)، سيُنظر إليه حالياً على أنه اعتراف بالفشل.

ويقول أمين لجنة جائزة نوبل أولاف نيولستاد لوكالة «فرانس برس» «من الصعب للغاية تصور» مثل هذا السيناريو. ويضيف «لا أقول إن ذلك مستحيل (لكن) العالم يحتاج حقاً إلى شيء من شأنه أن يضعه على المسار الصحيح»، متابعًا: «لذلك أعتقد أنه من الضروري حقاً منح جائزة نوبل للسلام، حتى هذا العام».

- المخرج المسرحي بوب ويلسون وعازف البوق وينتون مارساليس أبرز الفائزين بـ«نوبل الفنون»
- إلغاء دعوة سفيري روسيا وإيران لحضور حفل توزيع جوائز نوبل

لكن من يكون الفائز المحتمل؟
يتساءل التقرير: هل تعطى الجائزة للنساء الإيرانيات اللواتي يعبّرن عن غضبهنّ، أحياناً من خلال خلع الحجاب علناً، منذ وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد توقيفها من شرطة الأخلاق بحجة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء؟ أم تعطى الجائزة للجهات التي تحقق في جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا أو تلك التي ستتولى يوماً ما المحاكمات المرتبطة بها؟

هل تُمنح جائزة نوبل للسلام إلى ناشطين يناضلون ضد التهديد الكبير الآخر، وهو تغير المناخ، بعدما كان صيف عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، وكان الطقس السيئ والحرائق والفيضانات مستعرة في جميع أنحاء الكوكب؟

يقول مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام دان سميث: «أعتقد أن تغير المناخ هو خيار ممتاز لجائزة نوبل للسلام هذا العام».

ويرغب سميث في أن تُمنح الجائزة مناصفة إلى حركة «فرايدايز فور فيويتشر» (أيام الجمعة من أجل المستقبل) التي أطلقتها الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ، وإلى الزعيم القبلي البرازيلي راوني ميتوكتير، المدافع عن حقوق السكان الأصليين الذين يدفعون ثمناً باهظاً جراء التغير المناخي رغم عدم تحمّلهم أي مسؤولية فيه.

ومن الأسماء الأخرى المتداولة: المحكمة الجنائية الدولية، والإيرانيتان نرجس محمدي ومسيح علي نجاد، والناشطة الأفغانية محبوبة سراج، أو حتى المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا.

وفي العام الماضي، مُنحت الجائزة لثلاث جهات ذات دلالات رمزية بالغة، وهي منظمة «ميموريال» الروسية غير الحكومية (التي أمر القضاء الروسي بحلها)، والمركز الأوكراني للحريات المدنية، والناشط البيلاروسي المسجون أليس بيالياتسكي.

جائزة «تعكس العصر»
بالنسبة لجائزة نوبل في الآداب، المكافأة الرئيسية الأخرى، ينتظر النقاد تأكيد الوعد بزيادة التنوع الذي قطعته لجنة نوبل عام 2019 بعد فضيحة جنسية هزت الأكاديمية السويدية.

وفي العام الماضي، منحت اللجنة هذه الجائزة إلى الفرنسية آني إرنو، وهي مؤلفة عمل يتمحور حول تحرر امرأة من أصول متواضعة أصبحت، رغماً عنها، أيقونة نسوية.

وتقول أستاذة الأدب في جامعة ستوكهولم كارين فرانزين، «في السنوات الأخيرة، ثمة وعي أكبر بحقيقة أننا لا نستطيع الاستمرار في اعتماد نظرة تتمحور حول أوروبا، وأننا بحاجة إلى مزيد من المساواة، وأن نقدّم جائزة تعكس العصر الذي نعيشه».

مع ذلك، لم يتم الوفاء بوعد التنوع الجغرافي إلا جزئياً، فباستثناء الروائي البريطاني من أصل تنزاني عبدالرزاق قرنح في عام 2021، فإن آخر مرة مُنحت فيها جائزة نوبل الآداب إلى شخص من خارج أوروبا أو أميركا الشمالية، كانت عام 2012، مع الكاتب الصيني مو يان.

وسيفتتح موسم نوبل بالجوائز العلمية (الطب والفيزياء والكيمياء). بالنسبة للطب، فإن الخبراء يتوقعون أن تؤول الجائزة إلى باحثين أجروا دراسات عن الخلايا المناعية القادرة على مكافحة السرطان، أو الكائنات الحية الدقيقة البشرية أو عن أسباب النوم القهري.

وبعد الأدب الخميس والسلام الجمعة، سيُختتم موسم نوبل بجائزة الاقتصاد يوم الإثنين في التاسع من أكتوبر، وهي الجائزة الوحيدة التي لم يبتكرها المخترع السويدي الشهير ألفريد نوبل (1833-1896).

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
متطوعون ينقذون حيوانات قرب بركان إندونيسي رغم حالة التأهب القصوى
متطوعون ينقذون حيوانات قرب بركان إندونيسي رغم حالة التأهب القصوى
إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين
إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات ...
الاتحاد الأوروبي يقر أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء
الاتحاد الأوروبي يقر أول قانون لمكافحة العنف ضد النساء
القضاء يرد دعوى رفعها أطفال ضد الحكومة الأميركية بسبب فشلها في مكافحة التلوث
القضاء يرد دعوى رفعها أطفال ضد الحكومة الأميركية بسبب فشلها في ...
خمسة كلاب علاجية ضمن فريق للترويح عن المسافرين في مطار إسطنبول
خمسة كلاب علاجية ضمن فريق للترويح عن المسافرين في مطار إسطنبول
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم