Atwasat

عكس التيار.. سود أميركيون يحاولون عبور «عقدة تاريخية»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 30 أكتوبر 2022, 10:13 صباحا
WTV_Frequency

توفر جمعية «سويم أب»، في واشنطن، دروس سباحة مجاناً لتلامذة مدرسة تقع في منطقة معوزة.

ومن حوض سباحة كان يتعلم فيه السباحة في واشنطن، روى أيدن ريد (عشر سنوات) المستفيد من هذه الدروس، أنه كاد يغرق في بركة مماثلة لو لم يهبّ أحد المنقذين لنجدته، وفق «فرانس برس».

ومن بين تسعة أطفال كانوا يتابعون الدروس في أحد أيام أكتوبر، كان عدد ذوي الأصول الأفريقية ثمانية، إذ أن أصحاب البشرة الداكنة عرضة في الماء لخطر أكبر من مواطنيهم البيض، نظراً إلى أن معدل غرق الأطفال السود الذين تراوح أعمارهم بين 5 و 14 عاماً في الولايات المتحدة أكبر بنحو ثلاثة أضعاف من معدل غرق الأطفال البيض، وفقاً للسلطات الصحية.

مطاعم السود في الولايات المتحدة تستفيد من موجة تضامن

ويعود ذلك في المقام الأول إلى أن 64% من الأطفال السود لا يجيدون الرياضة المائية إطلاقاً، أو أن أداءهم ضعيف فحسب، في حين تقتصر نسبة الأطفال البيض الذي لا يسبحون على 40 في المئة، وفق الاتحاد الأميركي للعبة.

وكانت النقطة التي طفح بها الكيل حادث مأسوي في أغسطس 2010 أظهر الحاجة الملحّة إلى التصدي لهذا الواقع، إذ أن المراهق الأسود ديكندريكس وورنر الذي كان يومها يشارك في حفل شواء مع أصدقائه بالقرب من نهر رد ريفر في شريفبورت بولاية لويزيانا، وجد نفسه في نقطة عميقة من النهر ولم تعد قدماه تطالان القاع.

لم يكن ديكندريكس يجيد السباحة، ولا كان أصدقاؤه وأقرباؤه الستة الذين كانوا في المياه معه، وهبوا فوراً لمحاولة إنقاذه. كذلك لم يكن البالغون على ضفة النهر يتقنون السباحة، ووقفوا يتفرجون على ما يحصل عاجزين.

ومع أن ديكندريكس نجا بفضل أحد المارة الذي أنقذه، مات جميع المراهقين الستة الآخرين غرقاً، وكانت أعمارهم تراوح بين 13 و18 عاماً.

أحواض سباحة مغلقة
لا تُلزم الأنظمة الفدرالية الأميركية المدارس إدراج تعليم السباحة ضمن مناهجها، لكنّ نشطاء ومؤرخين يرون أن عدم تعلّم الكثير من الأطفال السود السباحة يعود قبل كل شيء إلى أسباب تاريخية مرتبطة بالعبودية وعدم المساواة العرقية، حسب «فرانس برس»..

وذكّرت مديرة منظمة «بلاك كيدز سويم» التي تروج للسباحة بين الشباب الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية إيبوني روزموند أن «الهروب من العبودية كان متاحاً للعبيد الذين يجيدون السباحة». وأضافت أن مصلحة «مالكي» هؤلاء العبيد كانت تالياً «ضمان عدم امتلاكهم تلك المهارة، أو جعلهم يخافون كثيراً من القفز في الماء».

وبعد إلغاء العبودية عام 1865 ، كانت حركات تفوّق العرق الأبيض تعمد إلى إرهاب الأميركيين من أصل أفريقي، فكانت «تقتلهم بوحشية وتعذّبهم وتعلّقهم بالقرب من المسطحات المائية»، على ما أفادت إيبوني روزموند.

ومع بروز حركة الحقوق المدنية، ألغيَ الفصل العنصري. وأمر القضاء البلديات بفتح أحواض السباحة التابعة لها أمام السود. لكن كثيراً منها، وخصوصاً في الجنوب، فضّلت إغلاقها على ذلك، على ما أوضح المؤرخ جيف ويلتسي من جامعة مونتانا، وهو مؤلف كتاب «التاريخ الاجتماعي لأحواض السباحة في أميركا».

وأدى هذا التمييز العنصري إلى الحدّ بشكل كبير من ارتياد الأميركيين السود أحواض السباحة، و»لذلك لم تصبح السباحة يوماً جزءاً من ثقافتهم الترفيهية والرياضية، ولم تنتقل من جيل إلى جيل»، بحسب الباحث نفسه.

إنها باردة
أما اليوم، فتسعى مبادرات عدة إلى تصحيح هذا الوضع ، على غرار «سويم آب».

وبعدما وزعت مؤسِستها المشاركة ماري برغستروم قبعات السباحة ولباسها على الأطفال، طلبت منهم النزول إلى الماء، فما كان من احدهم إلا أن قفز في الحوض ثم صرخ قائلاً «الماء بارد!».

ويتعلم الأطفال أولاً أن يطفوا على ظهورهم ، ثم تحريك أقدامهم وبسط أذرعهم للتقدم، بتوجيه من المحامية (36 عاماً)، وهي سبّاحة سابقة رفيعة المستوى.

وفيما بدا أيدن مرتاحاً جداً بعدما سبح لمسافة طويلة، نسي أحد رفاقه أن يتنفس، فراحت ماري تربت على رأسه بلطف لكي يتنشق الهواء.

وأكدت أن عدد الأطفال الذين علّمتهم الجمعية السباحة أو التغلب على خوفهم من الماء «سيصل قريباً إلى مئة». وأوضحت أن هدفها «على المدى الطويل إظهار إمكان إدخال (السباحة) إلى المدارس من دون تكبيد العائلات تكلفة إضافية».

وفي منطقة قريبة، تقع جامعة هوارد، وهي الجامعة السوداء الوحيدة تاريخياً في الولايات المتحدة التي لديها فريق سباحة تنافسي. ويتولى سبّاحو الجامعة أحياناً إعطاء دروس لأطفال «سويم أب».

في الأول من أكتوبر، دوى تصفيق حاد لدى دخولهم إلى «بور جيمنازيوم» لمواجهة الفريق المنافس من جورجتاون. وحضر نحو 1200 شخص هذا الحدث الذي خطط له مدربهم نيك أسكيو لإبراز حضور السود في هذه الرياضة.

وقال اسكيو إن من شأن إيجاد جو تنافسي وتنفيذ قفزات استعراضية مثلاً تشجيع الناس على السباحة.

وقال أحد المشاركين ويدعى نايلز رانكين (21 عاماً) «أردنا أن (...) نكون بمثابة قدوة للسباحين السود الآخرين وأن نقول لكل منهم: يمكنك أن تحقق ذلك، حتى لو كان العالم بأسره ينظر إليك بتعالٍ وربما يحاول أن يحبطك، يمكنك أن تكون سباحاً أسود».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر المناخي
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر ...
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها (فيديو)
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم