Atwasat

متطوعون ليبيون لصيانة المصاحف في رمضان

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 04 أبريل 2022, 01:50 مساء
WTV_Frequency

يتولى فريق تطوعي من عشرة أشخاص، في طرابلس، عملية ترميم المصاحف، خلال شهر رمضان.

ويأتي أعضاء هذا الفريق يوميا إلى ورشة فنية للمصاحف في طرابلس، بأدواتهم الرئيسية، وهي المقص والصمغ والورق المقوى والخيط، حسب «فرانس برس».

ويعملون مثل خلية نحل في صمت، فيما تملأ رائحة الورق المكان، ولا شيء يسمع بوضوح سوى تلاوة القرآن الكريم عبر تلفاز قديم وضع في إحدى زوايا الغرفة الرئيسية.

ويلاحظ فني صيانة المصاحف الأشهر في ليبيا، خالد الدريبي، أن ارتفاع الثمن الذي يدفع للحصول على نسخة من المصحف دفع عددا كبيرا من الناس إلى صيانة النسخ القديمة، وخصوصا أنها تكون مرتبطة بذكرى إنسانية تعني لهم.

لماذا الترميم؟
ويوضح الدريبي، من داخل ورشة لصيانة المصاحف أقيمت داخل جامع ميزران التاريخي في العاصمة، إن «شراء المصاحف الجديدة ينشط في شهر رمضان، لكن هذا الأمر تغير في ليبيا في الآونة الأخيرة، إذ صار شراؤها مكلفا، فبات الإقبال على ترميم المصاحف القديمة يلقى رواجا غير مسبوق».

ويشرح أن «أسعار شراء المصاحف في ليبيا شهدت طفرة كبيرة جدا، مع غياب طباعتها حكوميا، وتجاوز ثمن بعضها العشرين دولارا، وهو رقم كبير؛ إذ كانت الأسعار السابقة رمزية، أو كانت المصاحف تتوافر مجانا».

ويضيف «الأمر لا يقتصر على شراء المصاحف، بل ثمة ارتباط روحي لدى بعض الزبائن الذين يأتون ويطلبون منا بإلحاح صيانة مصاحفهم نظرا إلى كونها متصلة بذكرى إنسانية خاصة، أو لأن ملكية المصحف تعود لأحبائهم (...)، والبعض يقول هذا المصحف فيه رائحة جدي أو أبي أو أمي».

ويشير إلى أن كل أعمال الصيانة تتم «تطوعيا» وعبر «هبات» ومخصصات مالية يقدمها أهل الخير والاحسان، مؤكدا عدم تقاضي العاملين في فريق الترميم أي منح أو رواتب نظير المهمة التي ينفذونها.

كيف تتم الصيانة؟
و«تتفاوت صيانة المصحف وتغليفه تبعا لحالته ومستوى تلفه» بحسب فني الصيانة بد الرزاق العروسي الذي يقول إن «المصاحف تفرز بحسب حالتها بعد تسلّمها» من أصحابها.

ويشرح العروسي أن «صيانة مصحف محدود التضرر لا يستغرق أكثر من ساعة، أما المتضرر كثيرا فيحتاج إلى ساعتين أو أكثر، إذ تستلزم صيانته مراحل عدة، كاللصق بالصمغ وخياطة الأساس واستبدال القاعدة الورقية(...)، وبعضها بحاجة إلى تفكيكها بالكامل وإعادة تجميعها، وهي عملية مضنية تستلزم وقتا وتركيزا عاليا لضمان إعادة المصحف إلى هيئته السابقة».

وداخل ورشة الصيانة توجد آلاف المصاحف التالفة أو التي خضعت إلى ترميم وينتظر تسليمها إلى أصحابها.

ويرى المشرف على ورشة الصيانة مبروك الأمين أن «أعمال الترميم والتنجيد تحتاج إلى عدد جيد من الفنيين للتعامل معها، وكذلك تدخل عملية إلكترونية في الصيانة باستخدام تقنيات الغرافيك والفوتوشوب لتصميم أوراق تالفة أو مفقودة لبعض المصاحف».

العمل مع كتاب الله ممتع جدا
ويضيف «العمل مع كتاب الله ممتع جدا ولا نشعر بالضجر على الرغم من ضخامة العمل(...). إنها سعادة غير مفهومة في هذا العمل».

ومنذ افتتاح ورشة صيانة المصاحف في طرابلس العام 2008، تمت صيانة نحو نصف مليون مصحف. كذلك تم تخريج أكثر من 1500 متدرب من الجنسين، شاركوا في تنظيم 150 دورة تدريبة على صيانة المصاحف، حسب «فرانس برس».

ويبلغ نحو مليون عدد المصاحف التي تولت ترميمها أكثر من 40 ورشة صيانة مصاحف «فرعية» منتشرة على مستوى ليبيا.

نساء متدربات
لا يقتصر تدريب الأشخاص على صيانة المصاحف على الرجال، بل توسعت هذه الدورات لتشمل النساء أيضا، وصار بمقدورهن صيانة المصاحف عبر ورش نسائية متخصصة.

ويقول الفني خالد الدريبي، وهو أيضا مدرب في هذا المجال «تمت الاستعانة ببعض النساء وتأهيلهن حتى أصبحن يتمتعن بالخبرة، فتولين بدورهن تدريب عدد كبير من النساء على صيانة المصحف الشريف، واليوم باتت لديهن ورش وقسم تدريب وصيانة خاصة، وبالتالي توسعت قاعدة المتدربين بالتوازي مع عدد المصاحف الضخم التي تنبغي صيانتها».

ويشير إلى تطور كبير في عمليات تدريب النساء يتمثل في تولي إحدى المدربات تأهيل سيدات «مكفوفات».

ويروي أن «مدربة فاضلة قامت بعمل استثنائي، ودربت للمرة الأولى عددا من النساء المكفوفات». ويقول «هذا عمل لم نفكر به ولم نكن لنتمكن من القيام به لولا هذه السيدة القديرة».

العمل من دون ضغوط
وتعتبر خديجة محمود، إحدى المتدربات في صيانة المصاحف بمدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من طرابلس، أن «صيانة المصاحف في ورشة نسائية» أتاح لها ولزميلاتها «العمل من دون ضغوط وبوتيرة أكبر».

وتوضح هذه المعلمة المتقاعدة: «نعمل معا كنساء من دون القيود التي قد تنجم عن وجود الرجال، وهذا جعلنا نقوم بصيانة عدد كبير جدا من المصاحف يوميا».

وتؤكد أن هذا العمل التطوعي يجعلها وأخريات تملأ «أوقات الفراغ».

وتقول في هذا الشأن «شريحة كبيرة من المتدربات والفنيات، هن من المتقاعدات عن الخدمة، وبالتالي لا أجمل من قضاء أوقات فراغنا من القرآن وخدمته».

متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)
متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)
متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)
متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)
متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)
متطوعون ليبيون يسابقون الزمن لترميم المصاحف مع حلول شهر رمضان (الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر المناخي
فراشات الإكوادور الزاهية الألوان مؤشرات حيوية لقياس التغيُّر ...
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
طلاب فرنسيون يسعون إلى إقامة مركز لتدوير نفايات جبل إيفرست
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
مئات من محبي اليوغا يمارسون هوايتهم على مدرج في مطار بانكوك
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها (فيديو)
موظفة في «أمازون» تعثر على قطة في أحد الطرود وتعيدها إلى أصحابها ...
ازدياد كبير في عدد المساكن المهجورة في اليابان خلال العقدين الماضيين
ازدياد كبير في عدد المساكن المهجورة في اليابان خلال العقدين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم