قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، اليوم الأحد، إن تشكيل حكومة الوفاق الوطني خطوة مهمة على صعيد تفادي الفوضى في ليبيا.

وأكد فالس، على هامش زيارته للجزائر، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الجزائري عبدالمالك سلال، تطابق وجهات النظر بين البلدين في عدة قضايا إقليمية، وخص رئيس الوزراء الفرنسي ليبيا تحديدًا عندما اعتبر أن «تنصيب حكومة شرعية في ليبيا، يعد خطوة مهمة على صعيد مواجهة الإرهاب وضمان الاستقرار وسيادة القانون وتفادي الفوضى».

وكشف فالس عن تعاون الجزائر وفرنسا على عدة مستويات عندما كان يتحدث عن تطابق المواقف بشأن قضايا المنطقة، قائلاً: «نحن نعمل معًا على المستويين الدبلوماسي وتبادل المعلومات الاستخباراتية» في إشارة إلى الوضع في ليبيا ومالي المجاورتين للجزائر.

وحول هجمات بروكسل، قال فالس إن المعلومات المتداولة حول وجود مخطط لدى منفذي هجمات بروكسل (العاصمة البلجيكية) لاستهداف بلاده، تؤكد أن هنالك تهديدًا إرهابيًا جديًا ضد أوروبا عمومًا وفرنسا بصفة خاصة.

وقبل مغادرته الجزائر ناقش رئيس الوزراء الفرنسي خلال لقائه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مسائل مكافحة الإرهاب والأزمة الليبية. وكان قد أشار أمس السبت إلى تأييد باريس والجزائر تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنهاء الفوضى في ليبيا.

وبالموازاة مع استعراض رئيس الوزراء الفرنسي العلاقات مع الجزائر التي شابها توتر دبلوماسي قبل ساعات، بسبب ما اعتبرته الجزائر حملة إعلامية فرنسية معادية على خلفية تسريبات وثائق بنما، أكد الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال رفض بلاده منح تأشيرة لصحفي من يومية «لوموند» الفرنسية بسبب مساس الجريدة بشرف وهيبة أحد أهم مؤسسات البلد.

وأوضح سلال في رده على سؤال حول رفض منح تأشيرة دخول للصحفي الفرنسي قائلاً: «تم اتخاذ القرار لأن هذه الجريدة لوموند المحترمة والجديرة بالاحترام مست بشرف وهيبة أحد أهم مؤسسات البلد بلا مبرر كون المعلومة التي تناقلتها كانت خاطئة ولا أساس لها من الصحة».

ومن جهته اختار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليابان لتوجيه انتقادات حادة للجزائر، حيث لم يكن ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء مانويل فالس إلى الجزائر.

وقال إيرولت حول رفض الجزائر منح تأشيرات لصحفيين فرنسيين إنه انتهاك لحرية الصحافة، مستدركًا أن «وجود اختلافات في بعض الأحيان يتطلب ضرورة إيجاد الحلول أيضًا».

وقال الوزير الفرنسي في تصريح صحفي عقب وصوله مدينة هيروشيما اليابانية، اليوم الأحد، للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول السبع: «إن هذا الموقف بالنسبة لنا يعد ضمن الانتهاكات التي تتعارض وحرية الصحافة»، مضيفًا أنه «في الوقت نفسه، فمن المهم أيضًا أن يناقش هذا الأمر مع الجزائر، التي لدينا معها اتفاق عالي المستوى».