أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة أن خيار التدخل العسكري في ليبيا «ليس مطروحًا في أجندة مصر، ولا في أجندة أي دولة من الدول المجاورة لليبيا».

وأكد الوزير الجزائري على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد أخيرًا في الكويت، عدم وجود رغبة مصرية في التدخل العسكري في ليبيا، مشيرًا إلى أن ما حدث في السابق «ظاهره استثنائية واستجابة لوضع طارئ».

وأشار لعمامرة في مقابلة مع جريدة «الأنباء» الكويتية الى أن «اقتراح تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة يختلف عن الأوضاع الليبية»، حيث لفت إلى أن بلاده «لم تتحفظ على القرار، لا بل اعتمد في قمة شرم الشيخ، بعد ما تم إثراؤه بتعديلات جزائرية، ساهمت في جعل هذه الفكرة قابلة للتنفيذ، وقابلة لأن تكون فعلاً قيمة مضافة للعمل العربي المشترك».

وبخصوص لقائه ع نظيره المصري وما يتم التحضير له في إطار حلحلة الأزمة الليبية، لفت لعمامرة إلى أن «الاجتماعات بين البلدين كثيرة ومنتظمة، وبكثرتها ونوعيتها تدل على أن هناك تشاورًا وتنسيقًا».

توافق مصري - جزائري حول ليبيا
وأشار إلى وجود «توافق مع مصر فيما يتعلق بالأزمة الليبية في منظورها العام، والأهداف الاستراتيجية التي يجب أن نحققها، وهناك رغبة مؤكدة بتوطيد العمل المشترك معًا»، مبينًا أن «المرحلة المقبلة ستشهد جهدًا متواصلاً ومنظمًا، يشمل كل دول الجوار الليبي والدول ذات الاهتمام الكبير بها».

كما أوضح أنه «تم الاتفاق على أن تقوم كل من الجزائر ومصر بدور أساسي في إنجاح المؤتمر الوزاري لدول الجوار، الذي سيعقد في الخامس من يونيو المقبل في العاصمة التشادية إنجامينا، وستشارك الجزائر ومصر في هذا الاجتماع إلى جانب اجتماع آخر سيعقد في القاهرة في السابع من يونيو، على أن يليه اجتماع في الجزائر في الأسابيع المقبلة».

وقال لعمامرة: «هذا التنسيق موجود والرسالة قوية حتى بعض الفرقاء في ليبيا يريدون استغلال ما يقال في الإعلام، وإن هناك تفاوتًا في المواقف بين مصر والجزائر، فليطمئن الجميع إلى أن همنا الوحيد مساعدة ليبيا لتجاوز هذه المحنة»، مستدركًا «نقدر شعور أصدقائنا المصريين أن أمنهم مهدد من جراء ما يحدث في ليبيا، وهذا شأن كذلك للجزائر وتونس والسودان النيجر وتشاد وغيرها من الدول الأفريقية، لا بل يتعدى ذلك حيث أن أصدقاءنا في جنوب أوروبا، وفي مقدمتهم إيطاليا يقولون إنهم يتأثرون بتلك الأزمة».

وأكد لعمامرة أن بلاده ستواصل دعم جهد الأمم المتحدة، وستواصل حشد الدعم للحل السلمي التفاوضي داخل ليبيا وعلى الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن الأمر «سيتطور حسب رغبة الليبيين»، مؤكدًا لهم أن «بلاده راغبة في حل الأزمة» مع تشديده «بأن الليبيين يجب أن يكونوا هم بناة الحل».