Atwasat

نازحو شحات: الحياة في أحضان الموت

شحات - بوابة الوسط: يزيد الحبل الثلاثاء 23 ديسمبر 2014, 07:31 مساء
WTV_Frequency

تشهد بلدية شحات نزوحًا كبيرًا للأسر من مناطق النزاع في درنة وبنغازي، ووصل عدد الأُسر النازحة إلى أكثر من 1200، وذلك بحسب آخر حصر لهم.

وحول أوضاع النازحين أجرت "بوابة الوسط" لقاءً مع رئيس لجنة الأزمة بالمجلس البلدي، صالح العبد، الذي قال: "ملف النازحين نتعامل معهُ بشكل ذاتي وبدعم من أهل الخير في المدينة، إذ يعمل فوج كشاف شحات وجمعية تنسيق المدينة، بالإضافة إلى جمعية الإغاثة بسوسة، على جمع التبرعات والمعونات من أهل الخير والعمل على توزيعها على الأسر النازحة بالتساوي".

وعود الحكومة زائفة
تابع العبد قائلاً: "نتلقى من فترة لأُخرى وعودًا بدعم الأزمة، ولعل أبرزها من الحكومة الليبية الموقتة؛ التي وعدت بصرف 20 مليون دينار ليبي توزع من المرج إلى القبة على لجان الأزمة، ألا أنهَّا تبقى وعودًا، فغياب الدعم هو الظاهر على السطح، وتجاهل الحكومة والمنظمات الإنسانية سيجعل من الأمور الراهنة إلى توقف نشاطنا وبهذا سنصل إلى كارثة إنسانية".

وعن الجانب الاقتصادي قال: "الجانب الاقتصادي للنازحين صفر، وذلك لعدم وجود مرتبات، وما يتقاضيه البعض لا يكفي لاستئجار بيت أو للعلاج أو للأكل".

وبشأن الوضع الصحي أوضح أنه اللجنة تعمل على علاج بعض النازحين في العيادات الخاصة بجهود ذاتية، وتوفير الأدوية للمرضى طريق قطاع الصحة أو عبر شرائه من الصيدليات الخاصة.

وأضاف أن اللجنة، إلى جانب مدرسة العروبة بالمدينة، افتتحت مدرستي نوري إسباق وفارس الصحراء لاستقبال النازحين المتزايدين، خصوصًا مع بدء نزوح أهالي درنة.

وعن أزمة المياه والكهرباء والغاز عبَّر العبد قائلاً: "هذهِ الأزمة عامةً، والنازحون يعانون المر، فغياب الغاز جعلهم يلجؤون كالآخرين في المدينة إلى استخدام الفحم والوسائل التقليدية الأُخرى".

وناشد العبد مجلس النواب والحكومة الموقتة المنبثقة منهُ إلى التسرع في إيجاد حلول لملف النازحين قبل خروج الأمور عن السيطرة.

«بوابة الوسط» تتفقَّد النازحين في شحات
زارت "بوابة الوسط" بعض الأسر النازحة في مدارس شحات وبيوت الشباب، فقال علي حسين رمضان (نازح): «خرجتُ من بنغازي قبل أربعة أشهر، تاركًا ورائي المنزل ومالي، على أن أنجو بنفسي وأسرتي من الموت، إلا أنني لم أنتبه للموت البطءِ الذي ينتظرني، فأسرتي مكونهَّ من خمس بنات وولد واحد، وتُعاني إحدى البنات من مرض في الجهاز التنفسي ولا أستطيع شراء دواء لها، فقيمة الرواتب التي تصرف لن تسد جوعنا ودواءنا».

وأضاف: «أشعر بالإحباط الشديد، ونأمل أن تنتهي الأزمة... سأعود لمدينتي على أمل أن أموت بين جدرانها».

وعبر نازح آخر (المهدي) عن حالهِ بقوله: «في حالي. يا ناري، أختصر لك ما أُعانيهِ، فظروف السكن سيئة جداً، وأيضًا غياب الغاز والكهرباء والمياه ولكن الله معنا، فالظروف المادية نستطيع أن نتغاضى عنها، إلا أنّ مشاعرنا من معاملة الإدارة السيئة لنا جعلتنا نشعر بأننا سبب الأزمة وبأننا من وطن آخر».

فيما تقول سالمة موسى (نازحة) إنَّ انقطاع المياه والكهرباء وغياب أسطوانات الغاز هو أسوأ ما تمر به، مضيفة: «كنتُ منذ سنتين من سيدات بنغازي التي تشارك في الأعمال الخيرية والتطوعية، إلا أنني لم أتخيل أن أكون يومًا ما نازحة... مُشردة».

معاناة يومية
ويُعاني أغلب الأسر النازحة في البلدة قلة المياه وانقطاع الكهرباء والنقص في الخُبز، فالمعونات الأهلية بحسبهم لا تكفي لإنهاء الأزمة.

ويرى محمد حسن أنّ الوضع يتطلّب تدخلاً أمميًا وبشكل عاجل لإنقاذ حياة الناس، قائلاً: «الدعم البسيط لا يكفي... وغياب الدعم سيؤدي بنا إلى ظواهر أخلاقية سيئة وانتشار أعمال السرقة والسطو والقتل أيضًا للحصول على المال لكي يعيش الفرد».

نازحو شحات: الحياة في أحضان الموت
نازحو شحات: الحياة في أحضان الموت

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
زراعة نخاع لعدد من الأطفال الليبيين في تركيا
زراعة نخاع لعدد من الأطفال الليبيين في تركيا
مذكرة تفاهم بين حكومة حماد ومجمع عمال مصر.. وأرحومة: تدريب ألف باحث عن العمل في الخارج
مذكرة تفاهم بين حكومة حماد ومجمع عمال مصر.. وأرحومة: تدريب ألف ...
القبض على تاجر مخدرات في الكفرة
القبض على تاجر مخدرات في الكفرة
بالصور.. وصلة موقتة لتزويد النوفلية بالمياه
بالصور.. وصلة موقتة لتزويد النوفلية بالمياه
حالة الطقس على ليبيا (الأحد 12 مايو 2024)
حالة الطقس على ليبيا (الأحد 12 مايو 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم