طلبت النيجر من الحكومة المكلفة من قِبل مجلس النواب، خلال زيارة وزير خارجيتها باكاري ياوو سانغاري، والمبعوث الخاص لرئيس النيجر غالي المبو بنغازي قبل أيام، المساعدة في تسهيل إمدادها بالمواد الأساسية، بعد تضررها من عقوبات اقتصادية فرضتها عليها مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) منذ الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في يوليو الماضي. 

وباشرت النيجر محادثات مع دول مجاورة من خارج «إيكواس»، التي تضم 15 دولة أفريقية، لإيجاد مسالك جديدة لتجارتها بعد العقوبات الاقتصادية. وباعتبارها دولة حبيسة، لا تطل على البحر، وجدت نيامي نفسها محاصرة في كيفية التزود بالمواد الاستهلاكية الضرورية التي ارتفعت أسعارها، لذلك تعمل على تحويل تجارتها عبر ليبيا والجزائر، للالتفاف على هذا الحظر، والحفاظ على اقتصادها الضعيف.

عروض من رجال أعمال ليبيين للنيجر
وقبل إيفاد المجلس العسكري مبعوثه إلى بنغازي، وليس طرابلس، عقدت عدة اجتماعات بين السلطات النيجرية ورجال أعمال في العاصمة نيامي، لاختيار أفضل مسار لاستيراد السلع والبضائع وتصدير المنتجات المحلية، واستقرت هذه الجهات على ليبيا والجزائر والمغرب. وحسب ما نقلت مصادر إعلامية نيجرية، تلقى التجار ورجال الأعمال في النيجر عروضا من ليبيا، لنقل البضائع إلى أغاديس.

- سنغاري بعد زيارة بنغازي: للنيجر مصلحة في علاقات مثالية مع ليبيا 
- تأمين الحدود والهجرة في مناقشات حماد ووفد النيجر
- وفد من النيجر في بنغازي لمناقشة قضايا الهجرة وتأمين الحدود

وخلال خمسة أشهر من الاضطرابات في النيجر، وغلق الحدود مع دول «إيكواس»، شهدت أسعار كثير من السلع الأساسية ارتفاعا كبيرا في أسواق نيامي، ما رفع تكاليف المعيشة في دولة يعيش نصف سكانها تحت خط الفقر.

وعقد، بداية الأسبوع في مقر ديوان الحكومة المكلفة من مجلس النواب ببنغازي، مؤتمر صحفي لوزير الشؤون الأفريقية بالحكومة عيسى عبدالمجيد مع وزير خارجية النيجر. وقال سنغاري: «ليبيا شريك اقتصادي ومصدر مهم فيما يتعلق بإمداد النيجر بالمواد الأساسية، والحكومة الليبية أبدت استعدادها لتقديم التسهيلات عن طريق إنشاء طرق ومنفذ عبر الموانئ من أجل تسهيل إيصالها للنيجر، وذلك لتشجيع التعاون التجاري بين البلدين، وهذا العمل يدخل في تنويع الواردات التي تقوم به الحكومة بالنيجر»، وفق تعبيره.

سنغاري: وجدنا آذانا مصغية من الحكومة الليبية
وعاد سنغاري إلى بعض الأحداث التي حصلت أخيرا في بلاده، وترتب عليها تأثير على التبادل التجاري بين البلدين، حيث أخذت حكومة النيجر مبادرة تنويع المنتجات القادمة إليها فيما يتعلق بالمواد الأساسية. وأوضح أن زيارته المغرب والجزائر وليبيا تأتي ضمن هذا الإطار. وأثنى وزير خارجية النيجر على الحكومة الليبية، قائلا: «وجدنا آذانا مصغية وترحابا من الحكومة، وهي مستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة».

وعطّل الانقلاب العسكري في النيجر عدة مشاريع مشتركة مع ليبيا، منها مشروع الطرق الحديدية الذي تمت مناقشته في طرابلس الصيف الماضي، والمشروع الرابط بين غرب ليبيا وشرقها مرورا بالمدن الساحلية، المتعلق بخطٍ مزدوجٍ للركاب والبضائع بسرعة 250 كلم/س، حيث كان سيجرى ربط خط الجنوب الممتد من الهيشة شمالاً إلى سبها جنوباً بالدول المعنية عبر الممر الليبي الدولي لتجارة العبور.

ويجرى الرهان على خط السكك الحديدية هذا في دعم الاقتصاد الليبي والأفريقي، لأن ليبيا بموقعها الإستراتيجي كادت تكون خط نقل يربط سواحل الأبيض المتوسط بالرمال الذهبية وسط أفريقيا. كما سعت حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» ونيامي خلال حكم بازوم لإحياء الطريق الصحراوي الذي يربط تونس ومنطقة مصراتة وسبها الليبيتين وصولاً إلى مدينة أغاديس شمال النيجر.

ويقدر مجلس الأعمال التونسي - الأفريقي، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بمصراتة حجم المبادلات التجارية الذي سيخلقه تنشيط هذا الخط بملايين الدولارات، مشيرين إلى أنه سيعود بالنفع على أكثر من 500 مليون نسمة. وإلى الآن، تمر الشاحنات التونسية عبر المعبر الحدودي برأس اجدير، بينما يعول المشروع على تسهيل مرورها إلى مصراتة، ثم إلى سبها وصولاً إلى أغاديس في النيجر.