- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الثلاثاء 30 / أبريل / 2024|
حذر خبراء ومسؤولون وأطباء في قطاع الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر من ظهور أمراض وبائية بسبب تراكم المياه، وتعفن مئات الجثث من الماشية التي نفقت في أرجاء المنطقة جراء سيول العاصفة «دانيال»، مطالبين بتدخل حكومي عاجل بعد نفوق ما يقدر بنحو 40% من الثروة الحيوانية، وذلك لجبر الضرر، ودعم مربي الماشية في ضوء اعتماد اقتصاد المنطقة بشكل كبير على القطاع الحيواني، فضلا عن توفير مخصصات التحصين ضد الأمراض المختلفة.
وأطلق مدير إدارة فرع الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر، صالح بومباركة، نداء استغاثة عاجلا، طالب فيه بتدخل حكومي، لتعويض خسائر الثروة الحيوانية جراء العاصفة المتوسطية التي ضربت الشرق الليبي قبل أسبوعين، مخلفة أضرارا مادية وبشرية فادحة
بومباركة: نفوق 40% من الثروة الحيوانية في البيضاء
وقال بومباركة، في تسجيل صوتي بثته «قناة الوسط» (wtv)، إن إدارته أحصت مبدئيا نفوق 40% من الثروة الحيوانية في بلدية البيضاء جراء العاصفة، مطالبا بضرورة التدخل الحكومي وتعويض الأهالي، وقائلا: «زرنا مناطق جنوب الجبل.. لا عندهم مياه ولا طرق ولا اتصالات ولا أطباء، ونطالب بتشكيل لجنة للمناطق المتضررة، ولازم الحكومة تتدخل وحتى الجيش».
وفضلا عن هذه الخسائر، حذر بومباركة من تأثيرات صحية سلبية على أهالي المنطقة جراء تعفن المواشي النافقة، متوقعا أن تتسبب هذه الخسائر في ارتفاع أسعار المواشي والدواجن والبيض.
وتحدث أحد المتضررين جراء العاصفة «دانيال» بالجبل الأخضر لـ«الوسط» عن نفوق ثروته الحيوانية، المقدرة بنحو 115 إلى 140 معزة وضائنا، بينما تضرر منزله بشكل كامل. وقال آخر بحسرة، متحدثا عن تأثيرات مدمرة للسيول على المنطقة: «لا مياه ولا طرق ولا كهرباء ولا تغطية، والطرق متقطعة».
في حين رصدت كاميرا «قناة الوسط» نفوق مئات المواشي والإبل والأغنام والماعز والأبقار والخيول، وحتى الثروة الداجنة، خلال زيارتها وادي سمالوس جنوب منطقة الجبل الأخضر.
تحذير من ظهور أمراض وبائية في درنة
وقدر رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للثروة الحيوانية، محمد الشاعري، في مداخلة مع «Wtv»، نفوق أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر، دون أن يحددها، مشيرا إلى تسجيل عديد الأمراض بين المواشي والدواجن مثل التسمم المعوي والغذائي وسوء التغذية.
وقال الشاعري: «زرنا بعض المناطق المتضررة، بينما لم نتمكن من زيارة مناطق أخري بسبب غمرها بكميات كبيرة من مياه الأمطار»، وأضاف: «الأضرار كبيرة، وخلال الأسبوع الماضي رصدنا أمراض التسمم المعوي والغذائي وسوء التغذية نتيجة جرف قطعان كبيرة من الماشية والماعز والإبل والأبقار».
وأوضح أن الحكومة المكلفة من مجلس النواب شكلت لجنة رئيسية، انبثقت عنها لجان فرعية، لحصر الأضرار في قطاع الثروة الحيوانية بالكامل، سواء كانت في مزارع أو الإنتاج الزراعي نفسه أو في مبانٍ تابعة لقطاع الزراعة.
المسماري يعلن ارتفاع عدد ضحايا «دانيال» في درنة إلى 4029 وفاة
الجارح: انتشال سبعة جثامين يرفع وفيات «دانيال» إلى 3875 حالة
باتيلي «يأسف» لمستوى التنسيق بين الشرق والغرب بعد «دانيال»
«يونيسف» توجه نداءً إنسانيا: لا تنسوا درنة والدمار الذي خلفته «دانيال»
أما بالنسبة لمدينة درنة المنكوبة، لفت الشاعري إلى أنه لم يجر حتى الآن تسحيل أي مرض وبائي بها، لكنه نبه إلى انتشار الكلاب والقطط الضالة، محذرا من أنه مع استمرار وجود برك المياه والجثث المتعفنة، فإنه يتوقع ظهور بعض الأمراض الوبائية خلال الفترة المقبلة.
جدل حول مخصصات اللقاحات
ودار نقاش خلال الحلقة بين بومباركة والشاعري بخصوص تهميش منطقة الجبل الأخضر، وعدم حصولها على اللقاحات اللازمة لتطعيم الحيوانات، إذ أشار بومباركة إلى معاناة المنطقة التهميش، وعدم الاهتمام بثروتها الحيوانية منذ وقت طويل. بينما قال الشاعري إن المسؤولية في ذلك تقع على المركز الوطني للصحة الحيوانية في طرابلس، الذي لا يمد المنطقة بالتحصينات اللازمة ضد الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
وطالب الشاعري بتوفير لقاحات الحمى القلاعية والسعار، والمطهرات الضرورية لغمر جثث الحيوانات النافقة بمادة «الفورمالين»، مشيرا في السياق نفسه إلى مد مدينتي درنة وسوسة بكمية من «الفورمالين»، بينما يجرى العمل حاليا على إرسال قافلة بيطرية، لعلاج الحيوانات المصابة، ومساعدة مربي الماشية الذين يعتمدون اعتمادا كليا على هذا النشاط، ومحاولة جبر الضرر بالتعويض.
تلوث مياه الشرب في الجبل الأخضر
بدوره، وصف الطبيب البيطري عادل سليمان ما حدث لقطاع الحيوانات بالجبل الأخضر جراء السيول والفيضانات بـ«المصيبة الكبيرة»، لافتا إلى صعوبة إحصاء الخسائر في القطاع، ومنبها إلى ضرورة توفير مياه صالحة لشرب الحيوانات.
وقال سليمان، في مداخلة مع «Wtv» إن الخسائر الكبيرة في أرواح البشر تسببت في تهميش الخسائر في قطاع الثروة الحيوانية. وأضاف: «الناس تخجل من الحديث في الموضوع، حتى صار مهملا»، لافتا إلى أهمية وضع حد للمياه الملوثة، وخطورتها على ما تبقى من الحيوانات في المنطقة.
تعليقات