قالت الرئاسة التشادية إن زيارة رئيس المجلس الانتقالي، محمد إدريس ديبي إتنو، إلى شمال المنطقة الحدودية مع ليبيا جاءت لـ«تعزيز اليقظة الأمنية»، خاصة في ظل توغل عناصر من متمردي «مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية» إلى داخل الأراضي التشادية قادمة من الأراضي الليبية حسب قولها.

وزيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى منطقة كوري بقودي في ولاية تبستي بحضور القائد العام للقوات المسلحة التشادية الفريق أول أبكر عبدالكريم داوود وقائد منطقة العمليات العسكرية في كوري بوقودي الجنرال محمد صيام، تعد الثانية له بعد مضي عام على زيارته الأولى للمنطقة في يونيو 2022.

توترات على مستوى الحدود المشتركة مع ليبيا
وتأتي في سياق توترات على مستوى الحدود المشتركة مع ليبيا، حيث أعلن ما يسمى «مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية» المتمرد في العاشر من أغسطس، أن عناصره نفذوا «ضربة خاطفة ضد عدو الشعب التشادي» في منطقتي وور وكوري. وتقع المنطقتان على بعد 100 كلم غرب و150 كلم شرق بارداي على التوالي. وأفاد المجلس في بيان لاحق بأن الهجومين تسببا بمقتل عدد من الجنود وإرهابيين. كما أعلن احتجاز 23 جنديًا وتدمير تسع مدرعات والاستيلاء على أسلحة ومركبات.

وحسب الرئاسة التشادية فإن الزيارة الثانية للمنطقة جاءت في إطار «مهمة أمنية بهدف التقييم الميداني للوضع الأمني في المنطقة وكذا الوقوف على التنفيذ الفعلي للإجراءات التي اتُخِذت عقب زيارته الأولى إلى المنطقة».

- حركة تشادية متمردة تتهم «المجلس العسكري» بالإعداد للتوغل في الأراضي الليبية
- وزير الدفاع التشادي يتهم المتمردين بتجنيد «القصُّر» لتنفيذ هجمات انطلاقا من ليبيا
- متمرد تشادي: كانت لدينا روابط مع فاغنر لمحاربة «داعش» في ليبيا

كما اتهمت الرئاسة عناصر من متمردي مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية بالتوغل إلى داخل الأراضي التشادية قادمين من الأراضي الليبية، غير أنها استدركت بأن «يقظة وجاهزية قوات الدفاع والأمن حالت دون تنفيذ مخططهم العدواني حيث تصدت لهم وأجبرتهم على الفرار مخلفين وراءهم عدد من العربات والعتاد والأسلحة».

قصف مواقع المعارضة التشادية في ليبيا
بدوره، أفاد مصدر في الرئاسة التشادية لقناة «الجزيرة» القطرية اليوم الأحد، بأن الجيش قصف مواقع المعارضة المسلحة التشادية داخل الأراضي الليبية وتمكن من تدمير مخازن عتاد وأسلحة، وذلك بموافقة الحكومة الليبية دون أن تبين القناة أي الحكومتين إن كانت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة التي لا تملك سيطرة على الحدود مع تشاد أو الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد.

وعلى ضوء التطورات الجديدة، اتهمت «جبهة التغيير والوفاق» التشادية المتمردة، المجلس العسكري الحاكم في إنجامينا، بالإعداد للتوغل في الأراضي الليبية بهدف مهاجمة قاعدتهم الخلفية معلنة خرق اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه 2021. وأعلنت الجبهة المتمردة عن النظام التشادي المعروفة اختصارًا بـ«فاكت» في بيان لها، أمس السبت، تعرضهم لقصف جوي على القاعدة الخلفية للجماعة يوم الجمعة 18 أغسطس 2023، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر وإصابة أربعة آخرين.

وادعت «فاكت» أنه على الرغم من استعدادها لإيجاد حل سلمي لأزمة البلاد، فإن المجلس العسكري الحاكم وبعد فشله في إدارة المرحلة الانتقالية قد «أعلن الحرب عليهم».

صمت المجتمع الدولي
وفي ظل صمت المجتمع الدولي قالت جبهة «فاكت» إن المجلس العسكري «يستعد اليوم أيضًا التوغل إلى داخل الأراضي الليبية لمهاجمة قاعدتنا الخلفية من أجل إسكات أي صوت معارض» على حد تعبيرها.

وعلى ضوء ذلك، أعلنت «فاكت» خرقها وقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد في أبريل 2021، وتوعدت النظام الحاكم في إنجامينا أن «رد فعل الجبهة سيكون مؤلمًا وغير مقيد».

وحركة «فاكت» المتمردة هي إحد الحركات التي تقف وراء مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي في أبريل 2021، حيث هدأت المعارك بين الجانبين بدخول الكثير من حركات المعارضة في محادثات الحوار الوطني في صيف 2022.

رئيس المجلس الانتقالي، محمد إدريس ديبي إتنو يقود جلسة عمل مع المتعاونين معه المقربين بمقره في كوري بوجودي. (فيديو نشرته الرئاسة التشادية على «فيسبوك» الأحد 20 أغسطس 2023)