أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، اليوم السبت، موقف ليبيا الرافض للاعتراف بالتغيير غير الدستوري لأنظمة الحكم المنتخبة، وذلك خلال تسلمه رسالة خطية، من رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، بولا تينوبو، حول موقف الكتلة الإقليمية من مستجدات الوضع في النيجر، تعد الثالثة منذ بدأت أزمة الدولة الواقعة على حدود ليبيا الجنوبية.

وحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي،اليوم، سلم مبعوث نيجيريا الخاص، إلى ليبيا والجزائر، باباجانا كنقي بي، «المنفي» رسالة بعث بها الرئيس النيجيري، الذي يتزعم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، وبحث معه تطورات الموقف في ضوء مخرجات اجتماع الكتلة المنعقد في أبوجا في 30 يوليو الماضي.

أهمية الحفاظ على السلم والاستقرار في أفريقيا 
من جهته، رحب رئيس المجلس الرئاسي، بالخطوة باعتبارها «تعزز روح التشاور بين البلدين الشقيقين، وبقية الأشقاء في المنطقة وفي إفريقيا من أجل الحفاظ على الاستقرار والسلم» مؤكدًا التزام ليبيا بعدم الاعتراف بالتغيير غير الدستوري لأنظمة الحكم المنتخبة.

وأكد المنفي على ضرورة تضافر جهود دول جوار النيجر «ليبيا، والجزائر، وتشاد» مع أشقائهم في «إيكواس» للوصول بالأوضاع في النيجر إلى ما يحقق احترام الشرعية الدستورية وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الاستقرار في النيجر وفي الإقليم.

-انقلاب النيجر.. الدول الأجنبية تُجلي رعاياها واجتماع لـ«إيكواس» في أبوجا
-«إيكواس» تتقرب من ليبيا ضد الانقلابيين في النيجر

وتتسارع التطورات في النيجر عقب إعلان قوات «الحرس الرئاسي» الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم، في محاولة انقلاب دعمتها قوات الدفاع والأمن لاحقًا، في ظل تساؤلات حول عوامل الأزمة المتداخلة، وهل تعد انقلابًا أم محاولة لإنقاذ البلاد من انهيار تدريجي وحتمي جراء نهب ثرواتها لصالح باريس وانصياعها للغرب، في وقت تتزايد فيه المشاعر المعادية للاستعمار الجديد.

وفي خضم التطورات المتسارعة، أمهلت «إيكواس» الانقلابيين أسبوعًا، حتى غد الأحد، لإعادة السلطة إلى بازوم الذي أطاح به انقلاب في 26 يوليو. كما فرضت الكتلة الإقليمية، عقوبات اقتصادية على النيجر للضغط على منفذي الانقلاب.
وقال قائد الجيش النيجيري كريستوفر موسى في تصريحات إذاعية الإثنين الماضي: «نحن ندافع عن الديمقراطية، ويجب أن يستمر ذلك. نحن جاهزون، وما إن نتلقى أمر التدخل سنقوم بذلك».

بيان من مالي وبوركينا لرفض العقوبات
ولكن بلدان الغرب الأفريقي التي تحكمها مجالس عسكرية «غينيا، ومالي، وبوركينا فاسو» أبدت تأييدًا لانقلاب النيجر؛ إذ أصدرت مالي وبوركينافاسو بيانًا مشتركًا حذرت فيه من أي تدخل أجنبي في النيجر، معتبرًا أن أي تدخل مسلح في نيامي يعد «بمثابة إعلان حرب».

في ظل هذا الترقب، بدأت فرنسا، منذ الثلاثاء الماضي، حملة إجلاء أوروبي، انضمت إليها إيطاليا والسويد لاحقًا، مع تأكيد دبلوماسي أوروبي على التنديد بالانقلاب والعودة للمسار الديمقراطي؛ إذ أعلنت الحكومة الفرنسية عن إتمام عملية إجلاء رعاياها من النيجر، بخروج 1079 فرنسيًّا من نيامي جوًّا، وسط هتافات مناهضة لباريس وخروج مظاهرات مدنية لصد التدخل الأجنبي في النيجر في ذكرى استقلالها.

مؤيدون ورافضون للتدخلات الأجنبية.. و3 جماعات إرهابية
وفي قراءة للصحف المحلية في النيجر، تذهب اتجاهات الرأي العام هناك إلى اتجاهين: أحدهما داعم للانقلاب مؤيد لعزل الرئيس، والآخر رافض له. وبدت مظاهر تأييد الانقلاب على «بازوم» في مظاهرات حاشدة أمام مقر السفارة الفرنسية في نيامي، وأخرى أمام مقار الحزب الحاكم شابهما أعمال عنف.

ويعلل المؤيدون لانقلاب النيجر بأنه استجابة للرفض الشعبي للتدخل الأمريكي والفرنسي في شؤون البلاد بذريعة القضاء على الإرهاب في منطقة الغرب الإفريقي، فيما تعبث 3 جماعات إرهابية خطرة بأمن النيجر هي «بوكو حرام» و«القاعدة» و«تنظيم الدولة الإسلامية».

دولة اليورانيوم غارقة في الفقر
تعدُّ النيجر أحد أفقر دول العالم على الرغم من مواردها من اليورانيوم، التي توفِّر ربع إمدادات الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت المفوضية الأوروبية، الثلاثاء، أنه «لا خطر» على إمدادات التكتل من اليورانيوم بعد الانقلاب في النيجر بسبب المخزونات الموجودة بالفعل.

وباتت النيجر، التي تشهد هجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، ثالث دولة في المنطقة تشهد انقلابات منذ عام 2020 بعد مالي وبوركينا فاسو.