Atwasat

منظمات حقوقية تنتقد تجاهل القرار الأممي إنشاء آلية تحقيق دولية في «الانتهاكات» بليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 14 أبريل 2023, 12:16 صباحا
WTV_Frequency

طالبت 11 منظمة حقوقية، اليوم الخميس، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بإنشاء مستودع مركزي للمعلومات والأدلة المتعلقة بحالة حقوق الإنسان في ليبيا، والعمل على توحيد وتحليل وتقييم المعلومات والشهادات التي قامت بجمعها البعثة المستقلة لتقصي الحقائق وآلية المفوضية، وتخزين هذه الأدلة بشكلٍ آمن، وإرفاقها بالتوثيق الواضح بغية تمهيد الطريق للإجراءات الجنائية المستقبلية ضد المشتبه بهم بارتكاب الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك عن طريق تيسير الوصول إلى المعلومات، والأدلة، والتحليلات من قبل السلطات القضائية وهيئات التحقيق ذات الصلة.

منظمات حقوقية: القرار الأممي «يحول دون تقدم مسار العدالة في ليبيا»
جاء ذلك في بيان مشترك لعدد من منظمات المجتمع المدني، أعربت فيه عن استيائها من قرار مجلس حقوق الإنسان «غير الملائم» بشأن ليبيا رغم الأوضاع المتأزّمة التي تشهدها البلاد، معتبرة أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «يحول دون تقدّم مسار العدالة في ليبيا».

عدم النص على إنشاء آلية لمتابعة عمل بعثة تقصي الحقائق
وعلى وجه التحديد، انتقد بيان المنظمات عدم النص على «آلية تحقيق دولية ومستقلة لضمان إجراء تحقيقات مستقلة وعمليات رصد وإبلاغ» لمتابعة عمل بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصّي الحقائق، وذلك في أعقاب اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القرار رقم 52/L.33 في الرابع من أبريل بشأن «المساعدة التقنية وبناء القدرات لتحسين أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا».

وتوصلت البعثة المستقلة لتقصي الحقائق، في تقريرها الأخير والختامي إلى مجلس حقوق الإنسان، إلى «أسباب معقولة» تدعو إلى الاعتقاد بأن الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، كانت ولا تزال ترتكب من قبل «جميع الأطراف في ليبيا» في ظل إفلات تام من العقاب.

وانتقدت المنظمات تجاهل القرار استنتاجات البعثة، وطلب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فقط بتوفير المساعدة التقنية وبناء القدرات إلى السلطات الليبية، لافتة إلى «تصاعد حملات القمع على المنظمات والجمعيات المدنية المحلية والدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا، والتي تشكّل خطراً شديداً على وجود الأغلبية الواسعة للمجتمع المدني العامل داخل البلاد».

- «هيومن رايتس»: قرار أممي ضعيف بشأن الحالة الحقوقية في ليبيا وفشل للاتحاد الأوروبي

وذكّرت المنظمات الموقعة على البيان بأنها وثّقت في السابق «عمليات استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان من خلال أعمال الاعتقال والاحتجاز التعسفية والمحاكمات غير العادلة بحقهم، والتي أدى بعضها إلى عقوبات بالسجن لفترات طويلة».

وأشارت إلى رأي قانوني صدر في 8 مارس 2023 عن دائرة القانون في المجلس الأعلى للقضاء، قد أثار سلسلةً من الأوامر التنفيذية التي أطلقها رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية قضت بحل منظمات المجتمع المدني ما لم تمتثل لقانون 2001 القمعي المعني بالمنظمات غير الحكومية، بالرغم من تعليق سريانه فعليا في العام 2011 مع اعتماد الدستور المؤقت.

وبالرغم من البيان الأخير لمجلس الأمن الذي يعيد التأكيد على أهمية إتاحة بيئة آمنة للمجتمع المدني في ليبيا، تقول المنظمات أن قرار مجلس حقوق الإنسان يبدو وكأنه «يطلق يد السلطات والمجموعات التي تمارس سيطرةً بحكم الواقع على أجزاء من أراضي ليبيا لتضييق الخناق أكثر فأكثر على حرية التعبير، بما في ذلك الأصوات المستقلة والمعارضة».

ولفتت إلى أن القرار، رغم تأكيده المساعدة التقنية وبناء القدرات، إلا أنه لا يحدد بوضوح معايير التدقيق للجهات المستفيدة من هذه المساعدة، «بالرغم من العدد الهائل من المسؤولين ومن أعضاء الميليشيات والمجموعات المسلّحة العاملين في مؤسسات الدولة، والذين لم يتم التدقيق في أهليتهم واحتمال انخراطهم في جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي وسائر التجاوزات والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان. وعدم كسر الحلقة المستمرة للإفلات من العقاب، قد يسهم هذا الأمر في تأجيلها».

منظمات: «السلطات الليبية المتعاقبة غير قادرة ولا راغبة في قيادة تحقيقات ملائمة»
وأشارت المنظمات إلى أن السلطات الليبية المتعاقبة «أثبتت باستمرار على مر العقد الماضي أنها غير قادرة ولا راغبة في قيادة تحقيقات ملائمة في تجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلاً عن توفير العدالة الموثوقة وإتاحة سبل الانتصاف والجبر الفعالة للضحايا».

وطالبت أيضًا حكومة الوحدة الوطنية بتطبيق التوصيات الصادرة في التقارير السابقة للبعثة المستقلة لتقصّي الحقائق، وسط «تصارعها على الشرعية والسيطرة مع السلطات بحكم الواقع التي تحكم قبضتها على الأراضي الواقعة في جنوب البلاد وشرقها».

ورغم ذلك، أشادت المنظمات الموقعة على البيان بالتزام السلطات الليبية بإنشاء لجنة عليا لدراسة التقرير الختامي للبعثة المستقلة لتقصي الحقائق وتوصياتها، لكنها شددت على أّن إنشاء هذه اللجنة «لا يمكن أن يشكّل بديلاً عن استيفاء الحاجة الملحة للمراقبة والتوثيق المستقلين وللإبلاغ العام عن حالة حقوق الإنسان في البلاد».

توصيات منظمات المجتمع المدني
على ضوء ما سبق، أوصت المنظمات بالتالي:
- ينبغي لمجلس حقوق الإنسان، وبشكلٍ عاجلٍ، العمل على إنشاء آلية تحقيق دولية ومستقلة لضمان إجراء تحقيقات مستقلة وعمليات رصد وإبلاغ، والمحافظة على الأدلة في كلّ ما يتصل بحالة حقوق الإنسان في ليبيا، تمهيداً لتحقيق المساءلة مستقبلاً وإبقاء العالم على اطلاع بحالة حقوق الإنسان في ليبيا.

- ينبغي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبشكلٍ مستقل عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إنشاء آلية منفصلة ومستقلة تكون لها ولاية مستمرّة لرصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا والإبلاغ عنها، بغية دعم السلطات الليبية في جهودها الرامية إلى تحقيق العدالة والمساءلة.

- ينبغي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنشاء مستودع مركزي للمعلومات والأدلة، والعمل على توحيد وتحليل وتقييم المعلومات والشهادات كافة التي قامت بجمعها كلّ من البعثة المستقلة لتقصّي الحقائق وآلية المفوضية المذكورة أعلاه، وتخزين هذه الأدلة بشكلٍ آمن، وإرفاقها بالتوثيق الواضح بغية تمهيد الطريق للإجراءات الجنائية المستقبلية ضدّ المشتبه بهم بارتكاب الجرائم بموجب القانون الدولي وتجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة الأخرى، بما في ذلك عن طريق تيسير الوصول إلى المعلومات، والأدلة، والتحليلات من قبل السلطات القضائية وهيئات التحقيق ذات الصلة.

- تماشياً مع سياسة بذل العناية الواجبة في مراعاة حقوق الإنسان عند تقديم دعم الأمم المتحدة إلى قوات أمنية غير تابعة للأمم المتحدة، ينبغي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وضع آلية تدقيق فعالة لضمان عدم تقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات إلى الأفراد المشتبه فيهم بالضلوع في تجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة. وكجزءٍ من أنشطة بناء القدرات والمشاركة العامة مع السلطات الليبية، يجب أن تكفل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان برامج شاملة للجمعيات المدنية، وتضمن حماية العاملين في المجتمع المدني في ليبيا وقدرتهم على أداء مهامهم بحرية دون معيقات أو خوف من الأعمال الانتقامية.

المنظمات الموقعة
- رابطة النساء الدولية للسلام والحرية
- الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان
- اللجنة الدولية للحقوقيين
- محامون من أجل العدالة في ليبيا
- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
- مركز مدافع لحقوق الإنسان
- منظمة ديجنتي
- منظمة رصد الجرائم الليبية
- المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب
- منظمة العفو الدولية
- هيومن رايتس ووتش

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم حقيقة مرتقبة؟
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم ...
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ليبيا» الجمعة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم