كشفت نشرة أميركية تتبع «أفريكوم» أن ليبيا بجانب مالي ونيجيريا والصومال تكبدت خسائر قيمتها 103 مليارات دولار جراء الإرهاب خلال السنوات الأخيرة قبل العام 2019.
وسلطت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية لقارة أفريقيا «أفريكوم» الضوء على الوضع الأمني في المنطقة والمنضمين إلى الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل التي باتت واحدة من أبرز بؤر التطرف العنيف الجديدة على مستوى العالم.
وأوضحت المجلة أن جماعات مسلحة أمثال «حركة الشباب وجماعة أنصار الإسلام وبوكو حرام وولاية تنظيم داعش في الساحل وولاية تنظيم داعش في غرب أفريقيا وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، تعمل على توسيع نطاق انتشارها في ربوع القارة، فتسيطر على الطرق الرئيسية، وتقيم العدل بلا رحمة، وتجبي الضرائب من المشاريع المحلية في المناطق التي يضعف بها الوجود الأمني».
- «لا ينوون الرحيل».. اتهامات أميركية جديدة لـ«فاغنر» بمنع السلام في ليبيا
- رئاسة أركان الوحدة الوطنية تعلن تفاصيل لقاء الحداد والناظوري مع قائد «أفريكوم»
- القائم بالأعمال الأميركي بعد لقاء قائد «أفريكوم»: ملتزمون بدعم تشكيل جيش ليبي موحد
ولتقييم الخسائر استند التقرير لأرقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي ذكر أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإرهاب في أفريقيا بين العامين 2007 و2016 لا تقل عن 119 مليار دولار أميركي، لكن الخسائر الفعلية تتجاوز ذلك بكثير عند حساب عوامل أخرى مثل خدمات الأمن الإضافية وتكاليف اللاجئين والنشاط الاقتصادي غير الرسمي الضائع.
نشاط قوة العمل متعددة الجنسيات
وتكبدت كل من ليبيا ومالي ونيجيريا والصومال 103 مليارات دولار من تلك الخسائر، أي ما يعادل نسبة 94% منها وتعتبر هذه الدول الأربع بؤرة التطرف العنيف في أفريقيا حسب المجلة ذاتها. ويمكن أن يؤدي تدهور النمو والتنمية الاقتصادية جراء التطرفإلى حلقة مفرغة حيث تتفاقم دوافع ومظالم معينة؛ ويمكن أن يتدهور السلام على إثر ضعف الأداء الاقتصادي المقترن بالتشرذم الاجتماعي والسياسي في سياق يسوده الفقر وغياب الأمن.
وعرج التقرير الأميركي إلى نشاط قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات التي قال إنها «حققت نجاحا أخيرا»، وهذه القوة عبارة عن بعثة لإحلال السلام في حوض بحيرة تشاد وتضم قوات من بنين والكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا. فأعلنت في منتصف مارس أنها ألقت القبض على أكثر من 900 من أهالي مسلحي بوكو حرام وولاية تنظيم الدولة في غرب أفريقيا ومتعاونين معهم على طول الحدود بين النيجر ونيجيريا.
ولكن لا تزال شوكة كلتا الجماعتين قوية، ولا تزال الهجمات العشوائية شائعة. فبعد أقل من أسبوع، قتلت جماعة بوكو حرام 37 صيادا نيجيريا على الأقل بالقرب من بلدة ديكوا بولاية بورنو، وكانوا يفرزون حصاد شباكهم على ضفة نهر حين تعرضوا لكمينها.
تعليقات