قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن التحدي الأهم في ليبيا والمتمثل في الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، والتأكد من عدم استئناف القتال بين الأطراف المختلفة، معتبرا أن الأولوية الثانية والتحدي هو مسألة إدارة توزيع الثورة النفطية في ليبيا.

وتابع نورلاند، خلال حلقة نقاشية أجراها معهد الولايات المتحدة للسلام، أمس الأربعاء، أن ارتفاع أسعار النفط يجعل ليبيا تحصل مبالغ كبيرة كل يوم، ومع ذلك فإن آليات توزيع تلك الأموال بطريقة شفافة وبطريقة تعود بالنفع على الجمهور وليس فقط المصالح الضيقة، تحتاج الكثير من العمل.

نورلاند: مستمرون في مساعدة الليبيين لإنشاء آلية لإدارة عائدات النفط
وأردف: «حاولنا مساعدة الليبيين على إنشاء آلية لإدارة شفافة وخاضعة للمساءلة لعائدات النفط، وهذا عمل مستمر ومهم؛ لأن قدرا كبيرا من الصراع متجذر في التصور بعدم توزيع الموارد بالتساوي»، مشددا على أن «الليبيين يمتلكون ليبيا، ونحن مجرد لاعبين يحاولون المساهمة ومحاولة دعم الليبيين للوصول إلى الاستقرار».

لكنه قبل ذلك، قال نورلاند إن «الحل الليبي من حيث الخطوات الملموسة التي يمكن اتباعها هو التعامل مع هذه التحديات على الجهة الأمنية، من خلال دعم الجهود المبذولة لجمع القوات العسكرية في شرق وغرب البلاد معا لإنشاء جيش ليبي موحد بدءا ربما على مستوى وحدة من الضباط وجنود من كل جانب، يمكنه معالجة بعض القضايا الأمنية في الجنوب، ومن خلال مجموعة العمل الأمنية في إطار عملية برلين تُجرى متابعة هذا الجهد».

- نورلاند يبحث مع الدبيبة «إدارة الإيرادات النفطية».. ويشيد بمشاركته في «آلية مستفيد»
- أميركا تشيد بالتزام الحداد والناظوري وتؤيد إنشاء وحدة مشتركة كخطوة أولى لتوحيد الجيش الليبي

وخلال إحاطته أمام مجلس الأمن، أكد مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي أن إدارة موارد الدولة تشكل مدعاة لقلق الكثير من الليبيين، خاصة مع غياب المساءلة وعدم المساواة في توزيع الموارد، مجددا الدعوة إلى «إنشاء آلية بقيادة ليبية تجمع أصحاب المصلحة من مختلف أرجاء الدولة للاتفاق على أولويات الإنفاق وضمان إدارة شفافة لعائدات النفط والغاز».

آلية أميركية مقترحة لإدارة عائدات النفط
وفي 12 مايو 2022، قال نورلاند إن مجموعة العمل الاقتصادية الدولية بشأن ليبيا ناقشت خلال اجتماع مطلع أبريل السابق آلية إدارة عائدات النفط، بمشاركة جميع الأطراف، من الشرق والغرب، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المجموعة ليست من تضعها، ولكن الليبيين من خلال «ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية الموقتة وفريق فتحي باشاغا والمصرف المركزي ومؤسسة النفط وممثلين عن المنطقة الشرقية».

وفي الشهر نفسه، ناقش نورلاند آلية إدارة عائدات النفط في اجتماع مع قادة المؤسسات المالية الليبية في تونس. وقال السفير الأميركي، في تغريدات عبر حسابه بـ«تويتر» إنه شارك يوم 26 مايو في مناقشة فنية مع الأطراف الليبية المعنية من مختلف مؤسسات الدولة لتطوير مزيد الشفافية والمساءلة في الإنفاق العام من خلال عملية يملكها الليبيون.