وصلت اليوم الإثنين أول رحلة بحرية لنقل المسافرين من ميناء طرابلس إلى ميناء جرجيس في الجنوب التونسي، وهي خطوة يُعوَّل عليها لإنعاش العلاقات التجارية بين البلدين.

وقال المدير التنفيذي لمجلس التعاون الاقتصادي التونسي الليبي، صابر بوقرة، إن الرحلة تمثل «نقلة نوعية لرجال الأعمال والاقتصاد التونسي والليبي والركاب، بتقليص المدة الزمنية التي تستغرق ما بين ثماني إلى عشر ساعات»، في مقابل تجاوز الرحلات البرية عبر معبر راس أجدير 15 ساعة للسيارات، وبالنسبة للشاحنات تتجاوز مدة الانتظار ثلاثة أيام، معبرًا عن أمله في أن تعمم هذه الخطوة على موانئ صفاقس وسوسة وحلق الوادي خلال الفترة المقبلة.

وأكد بوقرة، في حديث مع إذاعة «إكسبريس إف إم» التونسية، ضرورة ضمان استمرار هذا الخط البحري، ومواصلة الرحلات التجارية ورحلات المسافرين على مدار العام.

- افتتاح محطة ركاب ميناء الشعاب بطرابلس وتسيير أولى الرحلات لتونس

فوائد استئناف الرحلات من ميناء طرابلس إلى جرجيس التونسي
وقال والي مدنين في تونس، سعيد بن زايد، لدى إشرافه على عملية استقبال هذه الرحلة البحرية الأولى، إنها «فرصة كبيرة لبداية برنامج متعدد الأوجه يفتح على منصات متنوعة ومتعددة الأنشطة، وتتوفر فيه كل مقومات، بما سيجعل من جرجيس واجهة لهذه المنصات سواء بمقدراتها الصناعية ومقوماتها السياحية».

ووصل على متن الباخرة التركية 25 مسافرًا وخمس سيارات فقط، بسبب سوء الأحوال الجوية، علما بأن السفينة تستوعب خلال الرحلة الواحدة حوالي 270 مسافرًا و135 سيارة.

وأمس الأحد، أشرف مدير ميناء طرابلس، مصباح الطاهر، على انطلاق أولى الرحلات البحرية للمسافرين من ميناء طرابلس إلى ميناء جرجيس التجاري بتونس، عقب سنوات من توقف الرحلات البحرية بين البلدين. وقال الطاهر إن عودة الرحلات البحرية بين ليبيا وتونس تزامنت مع إعادة افتتاح محطة ميناء طرابلس والتي ستكون منطلق الرحلات أسبوعيًا.

وكان الخط البحري الرابط بين ليبيا وتونس يعمل بانتظام قبل عام 2011، إلا أنه تعطل جراء الأحداث التي شهدها البلدين، وما تبعها من اضطرابات أمنية وسياسية. ومن شأن هذه الخطوة تخفيف العبء على حركة العبور البرية عبر معبري رأس جدير والذهيبة - وازن.

تحفيز التبادل التجاري بين ليبيا وتونس
ويحفِّز النقل البحري التبادل التجاري الذي بلغ 781 مليون دولار خلال أول 10 أشهر من 2022 مقابل 468 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2021 و1.4 مليار دولار عام 2010، وهو ما يجعل ليبيا الشريك التجاري الثاني لتونس بعد الاتحاد الأوروبي.

وفي نهاية نوفمبر الماضي، زار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، تونس مع عدد من كبار المسؤولين في حكومته، على رأسهم محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، حيث جرى الاتفاق قبلها على إنشاء منطقة اقتصادية حرّة مشتركة بمعبر رأس جدير الحدودي.