Atwasat

جريدة «الوسط»: روسيا تتحدى الناتو وتبدأ حربا شاملة على أوكرانيا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 25 فبراير 2022, 09:01 صباحا
WTV_Frequency

«لا نخطط لاحتلال أراض أوكرانية ولا ننوي فرض أي شيء بالقوة على أحد، وأدعو الجنود الأوكرانيين إلى إلقاء أسلحتهم». هكذا وبعد أسابيع من التحذيرات والتهديدات والمشاورات والتأكيدات والنفي، قطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خيط التكهنات، وأعطى الضوء الأخضر للجيش الروسي ليبدأ هجوما واسعا ضد أوكرانيا، ليستيقظ سكان العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى، بل وسكان العالم فجر الخميس على دوي ضربات جوية نفذتها المقاتلات والصواريخ الروسية في مختلف أنحاء أوكرانيا، فيما دخلت بالتزامن معها قوات برية من شمال وشرق وجنوب أوكرانيا، بحسب بيان رسمي للسلطات الأوكرانية التي أشارت إلى مقتل 40 جنديا أوكرانيا وعشرة مدنيين.

الهجوم الروسي جاء بعد يومين من اعتراف بوتين باستقلال منطقتين انفصاليتين أوكرانيتين في دونباس، وقال بوتين في تصريح مفاجئ للتلفزيون قبل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش من الكرملين «اتخذت قرار شن عملية عسكرية خاصة، سنبذل أقصى جهودنا لنزع السلاح وإزالة الطابع النازي لأوكرانيا».

للاطلاع على العدد 327 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وبينما يحاول العالم استيعاب صدمة الهجوم الروسي الواسع، بادر الكرملين بالإعلان عن أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستستمر طالما هي ضرورية، فيما أثار الهجوم موجة تنديد دولية فورية، وقرر حلف شمال الأطلسي عقد قمة طارئة غدا الجمعة. بوتين في خطابه الحربي المفاجئ، كرر اتهاماته غير المدعومة بأدلة بحرب إبادة تدبرها أوكرانيا في الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلاد. وفق وكالة «فرانس برس».

وسُمعت سلسلة انفجارات في كييف وكراماتورسك المدينة الواقعة شرق البلاد وتعد مقر قيادة الجيش الأوكراني، وفي خاركيف، ثاني مدينة في البلاد وأوديسا على البحر الأسود، كما دوت انفجارات في لفيف، غربا والتي نقلت إليها الولايات المتحدة وعدة دول أخرى سفاراتها.

«استيقظت على صوت القذائف»
وأكد الجيش الروسي أنه يستهدف المواقع العسكرية الأوكرانية بواسطة «أسلحة عالية الدقة»، مشيرا إلى أنه دمر قواعد جوية ودفاعات أوكرانية مضادة للطائرات، فيما أعلنت كييف أنها أسقطت خمس طائرات روسية وطائرة هليكوبتر.
في المقابل، أعطى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، «الأمر بإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالمعتدي»، كما أعلن قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجيني، مؤكدا أن الجيش «يصد بكرامة هجمات العدو».

للاطلاع على العدد 327 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

أيضا أعلن حرس الحدود الأوكراني، أن قوات برية روسية توغلت في الأراضي الأوكرانية من روسيا وبيلاروس. ولاذ عشرات السكان بمترو كييف في محاولة للاحتماء من الحرب أو مغادرة المدينة عبر القطار أو السيارات.
وقالت ماريا كاشكوسكا (29 عاما) وهي في حالة صدمة في المترو، لوكالة فرانس برس، «استيقظتُ ليلا على صوت القذائف، وجهزت حقيبتي وهربت».
وخلال الليل، كانت سيارات تقل عائلات تتجه إلى خارج المدينة، غربا أو إلى الأرياف أبعد ما يكون عن الحدود الروسية الواقعة على بعد 400 كلم.
ولجأ الرئيس الأوكراني إلى فرض الأحكام العرفية في كل أنحاء البلاد، وخاطب شعبه قائلا «لا داعي للهلع سننتصر». وشبه الرئيس الأوكراني روسيا بـ«ألمانيا النازية».

غوتيريس يدعو لوقف النزاع
وأغلقت أوكرانيا مجالها الجوي أمام الطيران المدني وألغت الرحلات الجوية من المطارات في المدن الكبرى في جنوب روسيا، القريبة من أوكرانيا.
من جهتها، أغلقت روسيا حركة الملاحة في بحر آزوف بين روسيا وأوكرانيا. كما أغلقت مولدافيا مجالها الجوي بسبب الغزو الروسي.
ودان الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم. ووعد بأن «يحاسب العالم روسيا».

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إلى وقف النزاع الذي بدأته روسيا في أوكرانيا «الآن». وقال غوتيريس «الرئيس بوتين باسم الإنسانية أعيدوا قواتكم إلى روسيا!»، مؤكدا «هذه أتعس لحظة في ولايتي كأمين عام للأمم المتحدة».

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من جهته إن «القادة الروس يجب أن يواجهوا عزلة غير مسبوقة».
أضاف أن الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد سيعقدون قمة طارئة مساء اليوم الخميس في بروكسل ويحضرون لسلسلة عقوبات جديدة «هي الأشد التي ستفرض». وحذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد من أن التدخل الروسي قد يؤدي إلى «نزوح ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إضافي».
أما الصين التي تقيم علاقات وثيقة مع موسكو فقالت إنها تتابع «الوضع عن كثب» ودعت إلى «ضبط النفس من جانب كل الأطراف».

تأثيرات الحرب على الأزمة الليبية
ويرى متتبعون للشأن الليبي، أن اندلاع الحرب على أوكرانيا، ربما تقلل من الاهتمام الدولي بالأزمة السياسية في ليبيا.

للاطلاع على العدد 327 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

اقتصاديا، وبسرعة الصاروخ، دوت أصداء النزاع الروسي الأوكراني في الأسواق والبورصات العالمية، وقفزت أسعار النفط لتتجاوز مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أعوام مسجلا 105 دولارات. فيما يواجه كبار منتجي النفط والغاز في الخليج العربي معضلة اقتصادية وسياسية تتعلق بالمساعدة على وقف ارتفاع الأسعار وتغطية النقص المحتمل في الإمدادات في أوروبا.

وزاد الهجوم الروسي واسع النطاق، من مخاطر حدوث اضطرابات في إمدادات الطاقة، فيما تتجه أنظار أوروبا إلى السعودية، أحد أكبر مصدري الخام، وقطر، أحد أكبر مصدري الغاز. لكن حسابات الرياض والدوحة تبدو أبعد من تحقيق مكاسب مالية سريعة.

واعتبرت مديرة برنامج الاقتصاد والطاقة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن كارين يونغ «أن دول الخليج تواجه واقعا يزداد فيه الطلب على صادراتهم الرئيسية، وهي موارد الطاقة». لكنها تؤكد أن قدرتهم على زيادة إنتاج النفط ونقل إمدادات جديدة من الغاز الطبيعي المسال «ليست بهذه البساطة».

وتشكل الإمدادات الروسية حوالى 40 % من حاجة الغاز الأوروبية، فيما تضخ روسيا 2.3 مليون برميل نفط إلى أوروبا يوميا عبر شبكة أنابيب.
أيضا قفز سعر الألمنيوم الذي تعد روسيا الدولة الأعلى إنتاجا له عالميا وسجل 3382.50 دولارا للطن.
كما سجلت أسعار الحبوب مستويات قياسية، وارتفعت أسعار القمح والذرة التي تعد أوكرانيا رابع مصدر لهما عالميا.
وحقق الذهب أعلى قيمة له منذ يناير 2021، وفي سوق العملات، كسب الدولار الأميركي تسعة بالمئة أمام الروبل الروسي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مقتل 3 جنود بـ«اللواء 444» في اشتباكات مع مهربين بصحراء ليبيا
مقتل 3 جنود بـ«اللواء 444» في اشتباكات مع مهربين بصحراء ليبيا
الجزائر: ما يحدث في ليبيا من جرائم مسؤولية مشتركة بين المجموعة الدولية
الجزائر: ما يحدث في ليبيا من جرائم مسؤولية مشتركة بين المجموعة ...
«اقتصاد بلس» تسلط الضوء: هل يصمد الدفع الإلكتروني في مواجهة النقد؟
«اقتصاد بلس» تسلط الضوء: هل يصمد الدفع الإلكتروني في مواجهة ...
السني لـ«الجنائية الدولية»: أين جرائم ترهونة من خارطة طريقكم؟
السني لـ«الجنائية الدولية»: أين جرائم ترهونة من خارطة طريقكم؟
برلماني بريطاني يدعو لفرض عقوبات على «المفسدين» في القطاع النفطي الليبي
برلماني بريطاني يدعو لفرض عقوبات على «المفسدين» في القطاع النفطي ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم