Atwasat

أبوشاقور يروي تفاصيل خطفه

القاهرة - بوابة الوسط السبت 02 أغسطس 2014, 12:23 مساء
WTV_Frequency

القاهرة - «بوابة الوسط»
روى النائب مصطفى أبوشاقور تفاصيل واقعة خطفه بالتفصيل في بيان صحفي كان نصه كالآتي:

«في يوم الثلاثاء 29 يوليو 2014 الموافق ثاني أيام عيد الفطر المبارك الساعة الرابعة والنصف بينما كنت أتناول طعام الغداء مع العائلة في البيت رن جرس الباب ففتحت الباب فوجدت ثلاثة شباب فجاء أحدهم ليخبرني بصوت منخفض بأنهم جاءوا مكلفين من أحد أصدقاء السيد فلان بان يأخذوني لمكان آمن لأن هناك مجموعة تخطط للاعتداء علي وعلي أن أخرج معهم الآن وبسرعة.

فقلت له أنا سأغادر لوحدي إلى مكان آخر، ودخلت البيت واتصلت بالصديق المزعوم فأخبرني بأنه لا علم له بالأمر ولم يبعث أحدًا إلى بيتي، علمت حينها أن هذه المجموعة تدبر لي أمرًا ما، وبعد عشر دقائق رن جرس الباب وطرق الباب مباشرة فتح الباب أحد أفراد العائلة فوضع أحدهم مسدسًا في وجهه وأراد أن يدخل فدفعه ومنعه بحجة وجود نساء وجئت إلى الباب فوجدت أربعة شباب وأحدهم ملثمًا ويحمل مسدسًا وطلب مني الذي حدثني المرة الأولى بأني لا بد أن أخرج معهم الآن بسرعة لوجود خطر على حياتي فاستجبت له مع علمي بأنهم يدبرون أمرًا جللاً لي، ولكن قررت ألا أقاوم لأنهم مسلحون وسيأخذونني بالقوة وقد يعتدون علي وعلى أفراد عائلتي، ولقد حاولوا خطف أحد أفراد العائلة الذي فتح الباب فيما بعد ولكنه تمكن بفضل الله بالإفلات منهم وهو الذي بلغ عن خبر خطفي، فخرجت معهم وركبت في سيارة تظهر كأنها سيارة إسعاف وكان معي في الخلف اثنان من الشباب الذي على يميني يحمل مسدسًا به ما يظهر أنه كاتم صوت والذي على يساري معه كلاشنكوف، تيقنت حينها أنني خطفت وأنهم يريدون بي سوءًا، أخذوا الطريق السريع في اتجاه المدينة وخرجوا من جزيرة غوط الشعال في الطريق الترابي وسلكوا طرقًا لا أعرفها وفي نهاية الرحلة عرفت أننا في طريق السواني وذلك لوجود لوحة المسافات لمدن غريان (88 كم) ويفرن وسبها وغيرها، أخذوا مني في الطريق تلفوني النقال وسحبوا منه الشفرة حتى لا يتم تتبعهم، دخلوا مكانًا يظهر أنه معسكر لوجود بعض الآليات العسكرية وعربات مسلحة، أدخلوني مقرًا وطلبوا مني الجلوس ودخل أحد الخاطفين بحقائبي وقال لي نحن نعرف أنك إخوانجي منذ 31 سنة، ثم حضر من يبدو عليه أنه قائد المجموعة وبدأ بأن قال نحن نريد أن نعرف كل المعلومات منك، فأجبته أي معلومات فقال كل المعلومات، حاولت أن أتبين منه ما هي المعلومات التي يقصد ولكن دون جدوى، هو يريد كل المعلومات. بعدها أخذني لغرفة أخرى وجلس أمامي وقال لي نحن نراقب تلفونك والدليل على ذلك هو هذه الأسماء، وذكر لي قائمة بأسماء مجموعة من الأصدقاء ممن اتصلوا بي في اليوم السابق، أول أيام العيد، وقال: إنني مراقب منهم ويعرفون تحركاتي، وبدأ من جديد يسألني عن المعلومات كلها حسب قوله، فقلت له بيّن لي ما هي المعلومات التي تريد وإذا كنت أعرفها فسأجيبك، قال ما هي أخبار الوضع في البلاد فقلت له الأخبار التي أعرفها هي ما يبث في المحطات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أغلبها غير موثق وليس لدي أي معلومات خاصة فأنا مواطن ليبي عادي وليست لي أي معلومات أخرى، قال لي أنت لست مواطنًا عاديًا أنت رئيس وزراء سابق، قلت له في النظام الديموقراطي عندما يخرج السياسي من منصبه فيعود مواطنًا عاديًا.

فقال هذا كلام غير صحيح وأنت فقط تراوغ وتستهزئ بنا، قال لي أنا اسمي عبدالمنعم كذا (ذكر لي لقبه ولكني لا أذكره الآن) من الزنتان وأنا قائد كتيبة برق النصر، قال لي ما هو موقفك من الأحداث الجارية.

قلت له إنني بينت ذلك في صفحتي في الـ«فيسبوك» وهو أن الذين يتقاتلون الآن هم من كانوا معًا أيام الثورة صفًا واحدًا يدافعون عن حمى الوطن وهم الآن يتقاتلون ليضيع الوطن وأن السلاح لن يحل مشكلة ليبيا ولن يبني وطنًا ولكن يمزقه ويدمره، قاطعني وقال الزنتان هم من فجّر الثورة وقادها ولم يكونوا فقط مشاركين فيها.

سألني بحدة هل أنت مع عملية الكرامة فقلت له أنا ضدها وضد أي عمل انقلابي وأي عمل خارج شرعية الدولة، قال لي إذا لا تعطينا المعلومات الآن فإنك ستبعث إلى فوق وبعد الفلقة ستعترف لنا بكل شيء وكذلك لدينا أجهزة لعلاج المفاصل اخترعها علماؤنا.

بعدها جاء شخص آخر قال إنهم طلبوه ليتحدث ويحقق معي، وقال لي إنه يحمل شهادة الدكتوراه في علم الإدارة، فبدأ يتصفح جهازي «الآي باد» ويقرأ الإيميل والصور وكل ما به من وثائق ومعلومات، وسألني عن بعض الإيميلات والأسماء الواردة بها، وقال لي نريد منك معلومات دقيقة فأجبته قل لي ماذا تريد، وإن كان لدي معلومات فأنا على استعداد للإدلاء بها ولكنه بقى في هذه العموميات، سألني إن كنت قدمت الذمة المالية فقلت له نعم عندما كنت نائبًا لرئيس الوزراء وأيضًا عندما قدمت للترشح لمجلس النواب، قال لي أخبرني ما ورد بها فقلت له لدي حسابان مصرفيان في ليبيا وبهما كذا من الدينارات ولدي حساب مصرفي في أميركا وفيه كذا من الدولارات ولا أملك في ليبيا سوى قطعة أرض صغيرة في غريان إرث من الوالد رحمه الله، قال لي أنت تكذب أنت لديك الملايين ولم تفصح بها، قلت له أنا لا أملك إلا ما قد أخبرتك به قال ومن يصدق أنك كنت نائب رئيس وزراء ولا تملك الملايين، قلت له إنني لم يدخل جيبي درهم حرام طول عمري وعندما كنت في الوزارة لم آخذ من خزانة الدولة سوى المرتب المخصص لي والذي توقف من يوم خرجت من الوزارة، قال نحن لا نصدق هذا الكلام وهنا تدخل عبدالمنعم وقال نحن نريد عشرين مليونًا، ولم يعودوا لهذا الأمر فيما بعد، استمر هذا الحديث ساعات، توقف بعد أذان صلاة المغرب وصلينا المغرب جماعة والمحقق أمني في الصلاة، بعدها أخذني عبدالمنعم في سيارة عسكرية إلى مكان آخر ودخلنا سجنًا به عدد من الزنزانات فدخل في البداية إلى زنزانة بها حوالي ثمانية من المعتقلين لم أعرف أحدًا منهم، بعدها أخذني إلى زنزانة أخرى بها شخص واحد أخرجوه وطلب مني أن أبقى بها، وأغلق الباب وخرج، الزنزانة كبيرة حوالي ثلاثة في أربعة أمتار وبها حمام، أخذ مني ساعتي وكل متاعي فلم أعد أعرف الوقت وبعد قليل سمعت أذان العشاء فصليت وجلست في الزنزانة أظن لساعات، مرت بخاطري هذه اللحظات قصة حياتي كاملة وتفكرت فيما هو قادم وأنه قد تكون هذه نهاية هذه الرحلة القصيرة التي نسميها حياة ولكني أعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فتح أحد الحراس باب الزنزانة وطلب مني الخروج فوجدت عبدالمنعم في نهاية الممر وطلب مني الجلوس معه في الكرسي الأمامي في السيارة وأصبح يعاملني باحترام فعلمت أن أمرًا ما حدث، ثم توقف قليلاً وسألني هل ستكون أنت رئيس ليبيا القادم فقلت له رئيس ليبيا يختاره الشعب الليبي هكذا هي الديموقراطية التي اختارها الشعب الليبي بعد الثورة، قال نحن ندافع عن الثورة ونريد الخير للشعب الليبي وندافع عنه، حينها طرق شباك الباب أحدهم وقال له تحرك الحاج في الانتظار فتحركنا وتوقف ونزلت من السيارة فوجدت شخصًا أعرفه فأعتذر لي عما حدث وأخذني بسيارته ورتب لي الوصول إلى عائلتي، والحمد لله وصلت البيت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل من يوم الأربعاء، كانت أحلك وأقسى تسع ساعات في حياتي وحياة عائلتي.

ووضع النائب مصطفى أبوشاقور ملاحظات حول الحادثة في نقاط:

1. خلال هذا الاعتقال لم يتعرض لي أحد بالأذى الجسدي فلم يمد أحد يده علي.2

2. لم أستطع أن أتبين سبب خطفي فلعل الوقت القصير لم يمكنهم من الإفصاح عن ذلك وكان سيأتي فيما بعد ولعل علمهم باكتشاف مكان وجودي وتعرضهم للضغوط الكثيرة بدلت لإطلاقي لم تمهلهم كثيرًا.

3. أعتبر الذين اعتقلوني لا يمثلون إلا أنفسهم ولا أحد سواهم، والدليل أن الحاج الذي أخرجني من الاعتقال هو من المدينة نفسها، فالشرفاء من كل مكان لا يقبلون هذا العمل الإجرامي الشائن.

4. أنني لم أرتكب أي خطأ في حق أحد من الشعب الليبي فليس لي أعداء أخشاهم.

5. أنني من يوم خروجي من الوزارة رفضت أن أتخذ حراسًا لأنني أحببت أن أعيش حياة مواطن ليبي عادي، وكنت أتجول في شوارع طرابلس لوحدي أو مع أفراد عائلتي وأقابل أبناء الشعب الليبي الطيب الذي أنتمى إليه وليس لي من هدف إلا خدمته وخدمة الوطن الغالي.

أود في النهاية أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان لأهلي بسوق الجمعة الذين انتخبوني لمجلس النواب ولأهلي في غريان على موقفهم الشجاع في المطالبة بالحرية لي وكل والشكر لكل الشعب الليبي الذي وقف معي في هذا الموقف العسير والمطالبة بفك أسري، وكذلك أشكر كل أصدقائي في ليبيا وفي العالم على موقفهم النبيل. وأنتهز هذه الفرصة لأطالب بإطلاق كل المعتقلين في ليبيا وعلى رأسهم عضوا المؤتمر الوطني العام المستشار سليمان زوبي والأستاذ فتحي العربي اللذان أدعو الله أن يفك أسرهما ويرجعهما إلى أهلهما سالمين.

وأتوجه هنا إلى أبنائنا من كل الأطراف أن يتقوا الله في هذا الوطن وأن يتوقفوا عن هذه المعارك الخاسرة ويكفينا إزهاقًا لأرواح أبنائنا وترويعًا لأهالينا وتدميرًا لبلادنا. وأدعو أهل العقل والحكمة لسرعة توحيد الجهود لإنقاذ البلاد ولا يقفوا متفرجين على هذه الفتنة التي أحاطت بنا من كل جانب وأن يضعوا حدًا لها، وأن يصروا على المسار الديموقراطي والتبادل السلمي للسلطة لبناء دولة القانون والمؤسسات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدبيبة يخصص 90 مليون دينار للمتضررين في زليتن
الدبيبة يخصص 90 مليون دينار للمتضررين في زليتن
حبس مسؤولين بفرع صندوق الضمان الاجتماعي سهل جفارة
حبس مسؤولين بفرع صندوق الضمان الاجتماعي سهل جفارة
الأمم المتحدة تطلق استراتيجية جديدة لإشراك الشباب الليبي
الأمم المتحدة تطلق استراتيجية جديدة لإشراك الشباب الليبي
جريدة «الوسط»: تحركات لكسر الجمود.. وباتيلي ينعى «الحل»
جريدة «الوسط»: تحركات لكسر الجمود.. وباتيلي ينعى «الحل»
افتتاح جسر جامعة بنغازي والطرق المحيطة بها بحضور حفتر وعقيلة (فيديو)
افتتاح جسر جامعة بنغازي والطرق المحيطة بها بحضور حفتر وعقيلة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم