عقد مساء أمس الخميس وزير الثقافة والمجتمع المدني الحبيب الأمين، مؤتمراً صحفياً بالعاصمة طرابلس بعد اقتحام مُسلحون منزله والعبث بمحتوياته.

وأكد الأمين، خلال المؤتمر، أن الحكومة الليبية ستعمل بكل ما تملك حتى آخر نفس لإنجاز الواجبات المنوطة بها رغم التحديات الكبيرة، وأشار إلى أن فتح الموانئ النفطية سيُعزز إيرادات الدولة المالية.

وقال: "إن الحكومة سعت بكل جهد منذ فترة لحلحلة الملف ونجحت بالتوافق لحلحلة هذه المشكلة المتعلقة بالموانئ النفطية"، وقدم الشكر لكل من ساعد على الوصول لهذا الأمر، مؤكداً أن إيرادات الدولة الليبية إنخفضت بشكل كبير جراء هذه الأزمة، وأعرب عن أمل الحكومة في أن يتم رفع هذه الإيرادات خاصة بعد فتح موانئ السدرة والبريقة والموانئ القريبة.

وعبر الأمين خلال المؤتمر الصحفي، عن سعادة الحكومة بنجاح انتخابات مجلس النواب، وأكد على قرار الحكومة بأن مكان مجلس النواب القادم سيكون في عاصمة الثورة بنغازي التي تمر "بظروف أمنية صعبة"، وأضاف: "أننا نعرف ما يُعانيه مواطني بنغازي من الإرهاب وزعزعة الأمن، ومع هذا ستظل بنغازي آمنة". وتابع: "والحكومة لن تترك بنغازي ولن تتخلى عنها وسُتعزز جهودها لخدمة عملية الأمن والأمان، ودفعها لمحاربة الإرهاب أياً كان في بلادنا الحبيبة".

وأوضح أن الحكومة "أصدرت القرارات اللازمة لتعزيز وتكريس مجلس النواب في بنغازي"، موجهاً تحية وشكر الحكومة الليبية المؤقتة لمجلس بنغازي البلدي المُنتخب الذي قال أنه "سيخدُم أهل المدينة ومواطنيها"، مؤكداً أن الحكومة ستُقدم للمجلس البلدي كل الدعم اللازم.

ودعا الأمين، كافة المكونات الاجتماعية والثقافية والنخب السياسية في بنغازي لتعزيز الأمن وتأمين المدينة، مبيناً أن الحكومة قد "دعت كافة التشكيلات المسلحة للخروج من بنغازي ومغادرتها وتركها آمنة لمواطنيها بإعتبار إن ما يحدث الآن في بنغازي يعرض سلامة المواطنين الآمنين للخطر، وتحويل أحيائها لعمليات قتال ينبغي أن لا يكون خاصة في هذا الشهر الفضيل".

وأفاد الأمين: "أن الحكومة تعمل في هذا الشهر، وأصدرت عدة قرارات كما تابعتم، هناك قرارات ستتصل بالبنية التحتية في بنغازي عن وزارة الإسكان والمرافق التي أنا مكلف بها وهناك مخصصات مهمة للبنية التحتية في بنغازي تم توقيعها وسيتم الإعلان عنها تفصيلاً"، وأوضح أنه "تم بحث وعاينته بشكل شخصي في مطار الأبرق ما يعانيه المواطنين في المنطقة الشرقية من الحركة الجوية عبر مطار واحد وهو مطار الأبرق وهو ليس مؤهل لخدمة عدد كبير من المواطنين وستقوم وزارة الإسكان ببناء قاعة للمسافرين وسيساهم في إستيعاب المسافرين إلى حين عودة مطار بنينا للعمل".

وعن استهداف منزله، قال الأمين، "إن الأمر بات واضحاً للجميع، أن الكل مستهدف في بلادنا والمواطن مستهدف، سواء الآمن أو الأعزل أو العابر"، وذكر أعدد من عمليات القتل و الاغتيال التي وقعت ببنغازي منها الطفلة الذي قُتلت بعيار طائش والمراقب الجوي الذي كان عائدً لبيته قبيل الإفطار حيث فقد حياته هو وأبنه البالغ من العمر 4 سنوات بينما نجت إبنته من هذا الحادث، كما أشار إلى شهيدة الوطن المُناضلة سلوى بوقعيقيص مبيناً "أن هذا لم يحدث إلا لأنها كانت تدعو للحوار والدولة المدنية"، وقال "لقد أُغتيلت غدراً بقتلها في بيتها وهي سابقة خطيرة في الإرهاب المنظم الذي يستشري في بلادنا وهو أمر مستنكر والحكومة ستتخذ قراراً بإعتبار سلوى بوقعيقيص شهيدة واجب أسوة بما حدث مع شهيد الواجب عبد السلام المسماري وشهيد الواجب مفتاح أبوزيد"، وتابع بالقول: "وهو أقل الواجب والحكومة قدمت التعازي في عين المكان وحضرت لمأتم العائلتين في بنغازي ويبدو إن المسلسل هذا لن ينتهي ويطال الجميع".

وأوضح الأمين إنه فجر الخميس تم إقتحام منزله بأحد ضواحي طرابلس والعبث به، وقال: "ويبدو أنها عملية منظمة وعقب سلسلة من التهديدات المباشرة المكتوبة والمرسلة والشفوية والمنقولة عبر وسطاء إلي مباشرة بالكف والتوقف عن عدة مواقف معينة يراها البعض مخالفة له"، مشيراً إلى أن "هذه التهديدات طالت حتى أسماء أولادي ويبدو أنها وصلت بيتي أخيراً، وهي بالطبع لن تثنيني عن كلمة الحق التي أراها بلا مزايدة لأنها واجب، ولأنني أعلم منذ دخولي لهذه الحكومة بأنها عملية محرقة وليست عملية سهلة، والبعض من خارج الحكومة يرى الأمور سهلة وبسيطة، ولكن نحن نمسك الجمر ونتحرك وسط حقول ألغام".

وبين أن "إقتحام البيت تم بطريقة منظمة وتم العبث بمحتوياته وإطلاق النار من نافذة غرفة النوم المطلة على السرير مباشرة، وهناك صورة شخصية لي تم وضع سكين على الصورة في عنقي، وهو تعبير واضح يقول بأنه سوف نذبحك ذبحاً"، مؤكداً أن "هذا الأمر لا يخفيني شخصيا ولن يثنيني ولا أراه إلا إنتحاراً من إنتحاريين إرهابيين لا يؤمنون بالمواجهة ولا يستطيعون القيام بها".

ووصف وزير الثقافة الاقتحام أنه بمثابة "أعمال إجرامية بشعة، وأنا لست صاحب ميلشيا أو كتيبة بل رجل أعمل في حكومة تبني دولة، وأدرك كافة المخاطر، والأمر ليس سهلا وهناك قوة لا تريد الدولة ولا تريد أن يكون لنا رجال دولة يحاولون في هذه الظروف الصعبة التي يظن البعض إنها سهلة، فالأمر يصل للأرواح والأجساد ونحن تحت التهديد في كل الوقت وليس الآن فقط".

ورأى الأمين، أن الرسالة وصلت وتابع بالقول: "وأوجه رسالة لهؤلاء نحن ماضون للأمام وسنعمل بكل ما نملك حتى آخر نفس، لإنجاز واجباتنا والعمل بما نستطيع للعمل لبلدنا آملين في الله أن ننجح وأن نعبر هذه الأزمة، ونأكد لمواطنينا أننا مثلهم سواء والمسألة الأمنية ليست مسألة حكومية بل مسؤولية الجميع".

وجدد تأكيده "أن الحكومة تعمل في ظروف صعبة، وقال: "لا أخفي عنكم سراً أن بعض الوزراء لا يبيتون حتى في بيوتهم منذ فترة، ولكنهم يعملون ويقولون مواقفهم علنية ويواجهون ويتحملون ما لم يتحمله البعض، من يرى أن الامر سهلاً في ليبيا وسط الظروف التي تتوغل فيها قوة الظلام والإرهاب الذي يجب أن يواجه من الجميع حتى تقوم الدولة، وعلينا أن ندعم كل عمل لإنجاز ذلك".

وأكد الأمين اقتحام المنزل تم فجر الخميس مشيراً إلى أنها ستخضع للتحقيق، مجددا تأكديه بالقول: "وسنعمل ونستمر في أداء مهامنا كما كنا مع باقي الوزراء وموظفي الدولة حتى نعبر الأزمة آملين بإستلام مجلس النواب لمهامه في المدة القادمة وأن تهدأ الأمور أكثر".

وهنأ الأمين الشعب الليبي بقدوم شهر رمضان الفضيل وتمنى أن يعيده الله على ليبيا والأمة الإسلامية بالخير والبركات والأمن والسلام.