تابعت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت باهتمام المستجدات على الساحة الليبية، خاصة العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» والمحاولات السياسية لرأب الخلافات بين الفرقاء الليبيين.

اشتباكات بمدينة درنة
نبدأ من جريدة «الخليج» والتي تابعت الاشتباكات التي شهدتها مدينة درنة، إذ شنت طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي غارات جوية استهدفت تجمعًا للعربات المسلحة وآليات لتنظيم «شورى مجاهدي درنة وضواحيها» في وادي الشواعر جنوب المدينة.

ونقلت الجريدة تصريحات مسؤول مكتب الإعلام في «غرفة عمليات عمر المختار»، علي أبوستة، أن القصف استهدف تجمعات لـ«شورى مجاهدي درنة وضواحيها»، وجاءت الإصابة دقيقة وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، موضحًا أن سلاح الجو يستهدف أي تجمعات للعربات المسلحة والآليات في درنة وضواحيها.

وفي جنوب المدينة، تعرض تجمع للجيش الليبي لهجوم مباغت فجر أمس الجمعة في منطقة الظهر الحمر. وأسفرت المواجهات عن سقوط 7 قتلى من الجيش، وأعلن الجيش الليبي النفير في صفوفه على تخوم المدينة.

وغرب درنة، شهدت المنطقة الواقعة بين وادي الناقة وبلدة كرسة مساء الخميس مواجهات مسلحة بين الجيش الليبي وما يعرف بـ«مجلس شورى المجاهدين» بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتحليقًا مكثفًا وعلى علو منخفض لطيران السرب العمودي والمقاتلات الحربية لمدة ساعة ونصف الساعة دون توجيهه أي ضربة جوية.
وعلى صعيد آخر، دعا تحالف القوى الوطنية كلاً من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى تصنيف ما يعرف بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» كجماعة إرهابية.

ودان التحالف الهجوم «الإرهابي»، على حد وصفه، الذي تنباه التنظيم واستهدف تجمعًا للجيش في منطقة القوارشة غرب بنغازي الثلاثاء الماضي، وراح ضحيته عدد من الجنود ما بين قتيل وجريح.

وأكد التحالف في بيانه أن «مثل هذه الأفعال تعتبر دليلاً واضحًا على عقيدة وانتماء هذه المجموعات، التي تتخذ العمليات الانتحارية سبيلاً للمواجهة مع قوات الجيش، ويدعو التحالف إلى تصنيف هذه المجموعات كمجموعات إرهابية لا تؤمن بفكرة الدولة الوطنية والتعايش السلمي داخل المجتمع، أسوة بتنظيم (داعش) و(أنصار الشريعة) و(القاعدة)».

ومن جهة أخرى، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، عدم وجود رغبة لدى الولايات المتحدة لنشر قوات برية في ليبيا.

وأوضح أن الاستراتيجية الأميركية متمثلة في مواصلة دعم حكومة الوفاق الوطني والعملية السياسية.

عقد جلسة كاملة النصاب بمجلس النواب
وإلى جريدة «العرب» إذ أوردت تصريحات مقرر مجلس النواب عبدالله بلحيق التي أعلن فيها التوصل لاتفاق بين أعضاء المجلس على عقد جلسة كاملة النصاب الإثنين المقبل لمناقشة اللائحة الداخلية للمجلس.

وجرى الاتفاق على عقد جلسة كاملة النصاب بحضور الرئيس ونائبيه الاثنين، بعد نداء وجه إلى باقي الأعضاء المتغيبين.

ومن جانبه قال عضو البرلمان جبريل اوحيده إن «النقاش لم يتطرق إلى منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني» مشيرًا إلى أن المسألة لن تعرض في قبة البرلمان «حتى يتم التئام البيت الداخلي لمجلس النواب، وهو ما نعمل عليه حاليًا بعد تشكيل لجان مختصة، وتوجيه الدعوة إلى الأعضاء المتغيبين».
وفشل مجلس النواب أكثر من تسع مرات في عقد جلسة كاملة النصاب للتصويت على منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني.

ويطالب النواب المؤيدون الاتفاق السياسي بعقد جلسة علنية يحضرها مراقبون حتى لا يتم التعرض لهم بالعنف المادي أو اللفظي. بينما يتمسك النواب الرافضون الاتفاق السياسي بضرورة تعديل المادة رقم 8 التي تنص على انتقال المناصب السيادية والعسكرية إلى سلطة المجلس الرئاسي بمجرد توقيع الاتفاق بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الذي يتولاه حاليًا خليفة حفتر، الأمر الذي يعتبره مؤيدوه داخل مجلس النواب سعيًا واضحًا إلى استبعاده.

جولة ثانية من الحوار الليبي بالقاهرة
أما جريدة «البيان» الإماراتية فنقلت عن مصادر ليبية قرب التوصل إلى اتفاق بين مكونات ليبية حول أجندة لحوار شامل يهدف إلى إنهاء حالة الانقسام التي تشهدها ليبيا، تأسيسًا على حوار القاهرة.

وقال مصدر ليبي، لم تذكر الجريدة اسمه، إن الأيام المقبلة ستشهد جولة ثانية من الحوار الليبي بالقاهرة بوساطة من وزارة الخارجية المصرية، ستجمع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى جانب عدد من النافذين في طرفي النزاع الليبي.

وأوضح أن الاتصالات بين حكومة الوفاق ومجلس النواب لم تنقطع، وأن هناك عددًا من كبار نواب البرلمان الليبي يمثلون حلقة وصل بين الطرفين، مؤكدًا أن حكومة الوفاق لا مانع لديها لإطلاق هذا الحوار الموسع لمناقشة القضايا الخلافية التي أدت إلى الانقسام الحالي، بما فيها توحيد الفصائل العسكرية تحت قيادة واحدة.
وفي سياق العمليات العسكرية في مدينة سرت، أكد المصدر أن مهمة الطيران الحربي الأميركي لن تتعدي سرت وأنها عملية محددة.

واستمرت المقاتلات الأميركية في قصف مواقع تنظيم «داعش» في سرت واستهدفت مجمع واغادوغو حيث يتمركز مقاتلو التنظيم.

ووصلت تعزيزات عسكرية مدينة سرت بغرض إحكام السيطرة على وسط المدينة، وإنهاء حرب الشوارع المستمرة منذ أكثر من أسبوع وبناء متاريس دفاعية.