أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، اليوم الجمعة، خلال افتتاح قمة حلف الناتو في العاصمة البولندية وارسو، أن الحلف اتخذ قرارًا رسميًا بالمشاركة في جهود إدارة ظاهرة الهجرة واللجوء وسط المتوسط (قبالة ليبيا) على غرار ما فعله في بحر ايجه بين تركيا واليونان نهاية العام الماضي.

الناتو ينضم لـ «صوفيا»
وقال ستولتنبيرغ، الذي يرأس أعمال قمة يشارك فيها أكثر من 54 من رؤساء الدول الأعضاء والشريكة للناتو، وعلى امتداد يومين، إن الحلف الأطلسي وبهذا القرار ينضم لجهود الاتحاد الأوروبي ومهمته البحرية (صوفيا) المنتشرة قبالة ليبيا، والتي وسعت مهامها يوم 20 يونيو الماضي لتشمل عمليات مراقبة حظر السلاح المفروض على ليبيا.وتزامنت خطوة الناتو مع تصويت البرلمان الألماني نهائيًا على قرار يجيز توسيع مهام عمل البحرية الألمانية قبالة ليبيا لتشمل هي الأخرى عمليات مراقبة حظر السلاح. ويعود حلف الناتو رسميًا لإدارة جانب من الوضع قبالة الساحل الليبي للمرة الأولى منذ عملية الحامي الموحد عام 2011.

ويعكف المسؤولون الأطلسيون في بروكسل على تطوير هذا الدور وصولاً إلى تأهيل الأجهزة الأمنية وتجديد هياكلها بما يسمح بدمجها ضمن آلية التعامل الأطلسي مع المنظومة الدفاعية وأنظمة التسلح القائمة في مجمل المنطقة.

وأعلن الأمين العام للناتو ستولتنبيرغ، في وقت سابق، أن الحلف أجرى اتصالات مع ليبيا مؤخرًا، وأنه كان له اتصال برئيس المجلس الرئاسي وينتظر ما يطلبه الليبيون من مساعدة واستشارة.

وأجرى الوزير المكلف بحكومة الوفاق للشؤون الخارجية، محمد الطاهر سيالة، زيارة إلى مقر الناتو في بروكسل، الشهر الماضي، في أول اتصال ليبي أطلسي على هذا المستوى منذ وصول المجلس الرئاسي طرابلس يوم 30 أبريل الماضي.مهمات للأطلسي في ليبيا ودول أخرى
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يتجه خلال الأيام القليلة المقبلة نحو تدريب عناصر خفر السواحل الليبيين في عرض البحر في مرحلة أولى وفق ما أعلن من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي في لكسمبورغ.

ويتكامل الدور الأطلسي الأوروبي في ليبيا، في وقت وضع فيه الحلف ما يطلق عليه الدبلوماسيون الأطلسيون بسط الاستقرار في الجوار الجنوبي محورًا رئيسًا في جدول أعمال قمة وراسو الحالية.

وقال الأمين العام للحلف الأطلسي، الجمعة، إن الناتو اتخذ قرارًا أيضًا بتدريب ضباط عراقيين وكذلك الاستمرار في تطوير البنية الأمنية في الأردن وتونس، ونشر طائرات «أواكس» لمواجهة تنظيم «داعش» ضمن جهود التحالف الدولي.

وبتمركزه قبالة ليبيا يشمل الانتشار الأطلسي كافة أرجاء المتوسط حاليًا، وفي معادلة استراتيجية جديدة، مبينة على جعل "التهديدات" القادمة من الجوار الجنوبي للحلف موازية للتهديدات المفترضة القائمة في جواره الشرقي.