توالت الأحداث الرياضية من حولنا، وهناك العديد من الموضوعات المهمة التي يجب التطرق إليها بداية مع رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، الذي أعد نظامًا أساسيًا مفصلًا على مقاسه يرغب في عرضه على الجمعية العمومية،ولعل أهم ما جاء فيه تمديد الولاية إلى ثلاث فترات بدلًا من اثنتين ودون احتساب الفترات السابقة، كما يريد أن يكون النصاب القانوني للحضور واتخاذ القرارات بدلًا من ثلثي الأعضاء إلى نصف الأعضاء زائد واحد.

فوضى في كأس السوبر الليبي
ثم ننتقل إلى مباراة السوبر التي انتهت بفوز الاتحاد بركلات الجزاء الترجيحية، وبعدها عمت الفوضى الملعب وتحطيم منصة التتويج، ويرجع سبب ذلك لكثرة شحن جماهير الأندية قبل المباريات الحساسة على عدة وسائل مؤثرة، وغياب القيادات القدوة في رئاسات أغلب الأندية التي تؤمن بحقيقة القيم التربوية للرياضة.. ففي العالم المتحضر هناك ثلاث مراحل في المسابقات هي: المنافسات ثم الخصومة وأخيرًا العداوة، وهي المرحلة التي لا يصلون إليها أبدًا، أما في عالمنا العربي فمن المنافسة ننتقل مباشرة إلى العداوة دون المرور بمرحلة الخصومة.

والدليل على الوعي والإدراك والفهم الحقيقي للمنافسات الرياضية ما حدث الأسبوع الماضي في الدوري الإنجليزي حيث خسر فريقا المقدمة على أرضية ملعبيهما ليفربول 0-1 أمام كريستال بالاس، والأرسنال 0-2 أمام فريق أستون فيلا، ما أتاح الفرصة لفريق مانشستر سيتي لتصدر الدوري بـ73 نقطة، وبقي لاعبو الفريقين الفائزين في الملعب لتهتف جماهيرهما لهما دون أن يتعرض لهم أحد بأي أذى، بالرغم من أنهما أبعدا فريقي ليفربول والأرسنال عن البطولة ولو مؤقتًا.

وعودة إلى كرتنا المحلية وحديث رئيسي ناديي السوبر عقب المباراة على أنهما سوف يتحصلان على بطولة الدوري السداسي دون أي اعتبار للأندية الأخرى، بالرغم من أن كرة القدم لا تضمن نتائجها إلا بعد نهاية المباريات، إلا إذا كانت هناك وعود أو اتفاقات مسبقة مع اتحاد الكرة أو بعض الحكام.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: احتفالية ملعب طرابلس الدولي
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: لاعب من الزمن الجميل

ولكي نتعلم من تجارب الآخرين الذين فهموا المعنى الحقيقي للرياضة مثل المدرب العبقري تشابي ألونسو الذي خاض 43 مباراة دون أي خسارة في الدوري والكأس، وفاز فريقه ليفركوزن ببطولة الدوري الألماني قبل نهايته بخمسة أسابيع، فبعد فوز فريقه في المباراة الأخيرة على فريق بريمن 5-0، قال الآن أستطيع أن أقول تحصلت على بطولة الدوري، فيما طالب الكثيرون بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة لتحصله على أول بطولة دوري في تاريخ النادي، وهو بهذا ليس مثل الذين يحددون بطولة السداسي قبل أن تترشح حتى فرقه الستة.

أخيرًا.. أتمنى أن يتم تفعيل قانون الرياضة الذي بذلت فيه جهود كبيرة حتى تتقلص الكثير من السلبيات في عالمنا الرياضي وتعود الحياة إلى رياضتنا العليلة.