من جديد يعود ملعب طرابلس الدولي للخدمة بعد عامين من الغياب المتواصل بسبب أعمال الصيانة، والبداية باحتفالية ضخمة تشهد مباراة استعراضية منتظرة إقامتها الجمعة، وتنقل أحداثها قناة «الوسط» (Wtv)، وتجمع نجوم ميلان أمام نجوم ليبيا وأفريقيا. وكشفت القناة، في وقت سابق، النقاب عن بعض تفاصيل المباراة العالمية عبر الإعلامي مراد دخيل، مقدم برنامج «في التسعين»، الذي أكد أن فريق ميلان التاريخي سيصل صباح يوم المباراة على متن طائرة خاصة، بينما يبدأ وصول نجوم العرب وأفريقيا من اليوم الخميس. كما وزعت تذاكر المباراة عبر البيع الإلكتروني وفي المنافذ.

ونفدت تذاكر مباراة افتتاح ملعب طرابلس الدولي بين نجوم ليبيا وأفريقيا ضد نجوم الميلان عبر الحجز الإلكتروني، التي قدرت بـ40 ألف تذكرة، ضمن احتفالات إعادة الافتتاح، لتعود الحياة رسميا لأقدم الملاعب في ليبيا، حيث أنشئ في عهد المملكة العام 1967. 

كما ينتظر افتتاح أقدم ملعب آخر، وهو ملعب مدينة بنغازي، الذي ستنتهى صيانته خلال النصف الثاني من العام الجاري. وقد وجهت الدعوة إلى عدد كبير من النجوم لحضور الحفل، الذي ستتخلله فقرات مصاحبة لحفل الافتتاح، بينما أعلن وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، توفير تقنيات عالية ومتطورة لنقل الأحداث الرياضية للمرة الأولى في ليبيا، من بينها كاميرات تصوير حديثة، وسيارة نقل مزودة بأحدث التقنيات في النقل المرئي المباشر. كما يحضر وفد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف».

التائب يعتذر عن المشاركة
في الوقت نفسه، وجه نجم الكرة الليبية والعربية والأفريقية طارق التائب رسالة إلى جمهوره، يعتذر فيها عن عدم حضور المباراة الاستعراضية. وقال التائب في مقطع فيديو قصير بثته الصفحة الرسمية لـ«الوسط»: «لم أتلق أي دعوة من أي مسؤول لحضور المباراة، ولن أكون موجودا في الحدث».

من جهته، أجرى وزير الرياضة عبدالشفيع الجويفي بزيارة تفقدية لملعب طرابلس الدولي، صحبة وكيل الوزارة لشؤون الرياضة جمال أبونوارة، ورئيس جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية إبراهيم تاكيته، إلى جانب الناطق الرسمي لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» محمد حمودة. وجاءت زيارة الجويفي بهدف متابعة المراحل النهائية لافتتاح ملعب طرابلس الدولي، وذلك في إطار الدور الإشرافي للوزارة. وقد حرص الجويفي على الوقوف على سير وانسيابية العمل اليومي بملعب طرابلس الدولي، حيث شدد وزير الرياضة على القائمين والمشرفين بضرورة أن يظهر حفل الافتتاح في أفضل صورة ممكنة. وقال وزير الرياضة: «يُعدّ إعادة افتتاح ملعب طرابلس الدولي حدثا تاريخيا مهما، وعلامة فارقة في مسيرة الرياضة الليبية، ونحن على ثقة في أن هذا الملعب سيكون منصة انطلاق جديدة للكرة الليبية نحو المزيد من الإنجازات والانتصارات».

فبعد عامين من أعمال الصيانة والتطوير، يستعد ملعب طرابلس الدولي، أحد أعرق الملاعب في ليبيا، لفتح أبوابه من جديد في احتفالية رياضية ضخمة، ستشهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث جرى بيع جميع التذاكر في غضون ساعات من طرحها، إذ يشمل الحفل العديد من الفعاليات الترفيهية والعروض الفنية، بالإضافة إلى مباراة استعراضية بين نجوم كرة القدم الليبية ونجوم العالم.

- للاطلاع على العدد 433 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

محطات في تاريخ ملعب طرابلس
في أواخر الستينات، احتُفل بافتتاح وتدشين المدينة الرياضية بطرابلس، التي كانت الأولى من نوعها في العالم العربي، إلى جانب المدينة الرياضية ببنغازي، وشكل افتتاحها نقلة كبيرة وحدثا رياضيا بارزا كان له صداه، وكان قبلها الملعب البلدي مسرحا ومكانا لاستقبال مباريات الدوري الليبي. غير أنه بعد افتتاح الملعب الدولي الكبير بالمدينة الرياضية بطرابلس تحول إلى وجهة وقبلة للجمهور الرياضي، الذى تميز بحضوره القوي، وظل ملعب طرابلس الدولي الرقم الصعب والداعم الأول في كل المواعيد الكروية، وكان شاهدا على أكبر وأروع انتصارات الكرة الليبية منذ العام 1970، وحتى قبل أن تُغلق أبوابه أمام المنافسات الدولية بعد الحظر الذي فُرض على ملاعب ليبيا منذ شهر يونيو من العام 2013، الذي شهد إقامة آخر مباراة دولية رسمية على ملعبه جمعت المنتخب الوطني (فرسان المتوسط) أمام منتخب توغو، التي حسمها «الفرسان» بهدفين لصفر أمام جماهير حاشدة.

تعود أولى المباريات الدولية الرسمية التي احتضنها الملعب الدولي، وأول حدث دولي استضافه، لبطولة كأس الإجلاء الأولى التي أقيمت في شهر يوليو العام 1970، وحقق المنتخب الوطني أول انتصار في هذه البطولة على حساب منتخب لبنان بهدفين لصفر، ثم استضاف أول مباراة دولية رسمية جمعت المنتخب الوطني أمام جاره المصري ضمن تصفيات بطولة أمم أفريقيا في ديسمبر العام 1970، وأسفرت عن فوز منتخب مصر بهدف لصفر.

أما على مستوى بطولات الأندية الأفريقية، فقد شهد الملعب أول تأهل وانتصار للكرة الليبية على الكرة المصرية خلال شهر مارس العام 1972، حين تأهل فريق الأهلي طرابلس على حساب الإسماعيلي، وكان الموسم الرياضي 69-70 أول موسم كروي يستقبله الملعب الدولي على مستوى منافسات بطولة الدوري الليبي، بينما كانت أول مباراة محلية رسمية احتضنها الملعب ضمن منافسات الموسم في السادس من مارس العام 1970، وجمعت فريق المدينة وضيفه فريق النهضة من سبها. وقد أصبح هذا الملعب مقبرة لكل الفرق والمنتخبات العربية والأفريقية، وبات المنتخب الوطني الذي لا يُهزم بسهولة على ملعبه وبين جماهيره الوفية حين حافظ على سجله بلا خسارة سنوات طويلة، وتفوق على أقوى وأعتى منتخبات القارة ونجومها، ولم يفقد سوى نتائج مباريات دولية قليلة جدا على أرضه.

كما احتضن الملعب أكبر البطولات الدولية، وأبرزها بطولة أمم أفريقيا «الكان» التي حل خلالها المنتخب الوطني الليبي وصيفا لبطل القارة العام 1982، وتصفيات كأس أفريقيا وكأس العالم. كما استضاف مباراة كأس السوبر الإيطالي العام 2002 بين يوفنتوس وبارما، وحظي هذا الملعب أيضا بزيارة رئيس الاتحاد الدولي السابق «الفيفا» جواو هافيلانغ، وأسطورة الكرة العالمية البرازيلي بيليه، والأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا. كما كان هذا الملعب شاهدا على مشاركات أفريقية مدوية وناجحة لجميع الأندية، أبرزها وصول فريق الأهلي طرابلس للمرة الأولى في تاريخه لنهائي بطولة كأس كؤوس أفريقيا العام 1984، ومشاركة الاتحاد الناجحة خلال العامين 2007 و2010، ووصوله لدور نصف النهائي في بطولات الأندية الأفريقية الثلاث.