لجأ مئات النيباليين إلى البحث عن جثث أقربائهم بأنفسهم بعد ثلاثة أيام من الزلزال الذي ضرب نيبال السبت، وذلك بعدما أحبطهم ما قالوا إنه بطء استجابة الحكومة وجهود الإنقاذ.
ووصلت حصيلة قتلى الزلزال الأقوى على نيبال منذ 80 عامًا إلى 4349، كما أصيب 7598 شخصًا وفق وزارة الداخلية النيبالية، وتوقع رئيس الوزراء سوشيل كويرالا، وصولها إلى عشرة آلاف شخص.
وبدأت المساعدات الدولية تصل إلى البلاد، إلا أن توزيعها بطيء، وفق ما نقلته «رويترز»، وقال كويرالا إنه أمر بتكثيف جهود الإغاثة وناشد المجتمع الدولي تقديم خيام وأدوية.
وقال أحد المدنيين، ويدعى براديب سوبا، أثناء بحثه عن جثمان شقيقه وزوجة شقيقه وسط حطام برج داراهارا الأثري الذي انهار السبت في كاتمندو: «انتظار المساعدة قد يكون أكثر تعذيبًا من القيام بالعمل بأنفسنا»، وأضاف: «أيادينا هي الأداة الوحيدة الآن... لا يساعدنا أحد من الحكومة أو الجيش».
وقال أو بي سينغ المدير العام للقوة الوطنية الهندية للاستجابة للكوارث الطبيعية، وهي من أوائل المنظمات الأجنبية التي تصل إلى نيبال للمساعدة، إن المعدات الثقيلة لم تتمكن من المرور عبر كثير من شوارع كاتمندو الضيقة، وتوقع أن تستمر عملية رفع هذه الكميات من الأنقاض إلى أسابيع.
وامتلأت مستشفيات كاتمندو عن آخرها واكتظت الحدائق العامة والشوارع بخيام المتضررين من الزلزال، كما تعاني البلاد نقصًا في المياه والغذاء والطاقة وتتواجد مخاوف من انتشار أمراض، لكن هناك بعض المؤشرات على عودة الحياة إلى طبيعتها نوعًا ما، اليوم الثلاثاء، إذ أقام باعة الفاكهة أكشاكهم على الطرق الرئيسة وعادت حافلات النقل العام إلى العمل، وفق «رويترز».
ويسوء الوضع في المناطق الريفية النائية، إذ سدت الانهيارات الأرضية الطرق السريعة وانقطعت المياه والكهرباء عن كثير من القرى، ويقتات المزارعون على ما استطاعوا إنقاذه من الطعام دون مساعدة خارجية.
واعترف مسؤولون بأن حجم الكارثة أربكهم، وطالبت كبيرة أمناء الحكومة ليلا ماني بوديل الدول الأجنبية بإرسال مواد الإغاثة الخاصة والفرق الطبية، وقالت: «نحن بحاجة بحق إلى مزيد من الخبرة الأجنبية للخروج من هذه الأزمة».
ورغم أن المساعدات بدأت تصل إلى العاصمة بما في ذلك أغذية ومعدات طبية وخيام وكلاب مدربة على جهود الإنقاذ، إلا أن السلطات تواجه مشقة في نقل الإمدادات إلى مناطق أبعد من العاصمة.
وتسبب الزلزال في انهيار جليدي كبير في جبل إيفرست أودى بحياة 17 شخصًا على الأقل من متسلقي الجبال ومرشديهم في أسوأ كارثة منفردة تتعرض لها أعلى قمة في العالم.
تعليقات