اهتم عدد كبير من الصحف البريطانية والأميركية بالأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة القدس الفلسطينية وتحديدًا في الكنيس اليهودي والذي نتج عنه مقتل أربعة أشخاص من اليهود داخل الكنيس.
اندلاع انتفاضة ثالثة غير مجدٍ فنقرأ في افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن القادة الفلسطينيين والإسرائيليين يجب ألا تكون لديهم أي مصالح في اندلاع انتفاضة ثالثة في مدينة القدس أو الضفة الغربية، وعللت الصحيفة ذلك بكثرة عدد القتلى الذي نتج عن الانتفاضة السابقة العام 2000، والذي وصل إلى الآلاف وأدى إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية، على حد قول الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن سلسلة أعمال العنف الأخيرة التي وقعت بالقدس، آخرها الهجوم على الكنيس تزيد من مخاوف اندلاع أعمال قتل انتقامية متبادلة.
وترى الافتتاحية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الرغم من معارضته عودة المقاومة المسلحة، على حد تعبيره، إلا أنه لم يفعل كثيرًا لمقاومة الأفعال والخطابات التي توحي بعكس ذلك، ودانت الصحيفة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لاستغلاله الأزمة من أجل أهداف سياسية، مشيرًا إلى اعتقاد كثيرين داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية بقيام نتنياهو بالتحضير للانتخابات المقبلة.
وحذرت الصحيفة من استمرار الهجمات العدائية من كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لأنها تؤدي إلى عرقلة جهود الطرفين لتهدئة التوترات، مضيفة أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني عليهما التوقف عن الخطابات العدائية والأفعال التي تزيد من تأزم الأمور مثل الاستمرار في بناء المستوطنات، وهذا يتطلب تغيير سياسات كل من عباس ونتنياهو.
الأعنف منذ 2008
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية فترى أن الأحداث الأخيرة تؤكد وقوع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في دائرة مفرغة من العنف والكراهية وفقدان الأمل في الوصول إلى حلول، مع انعدام احتمالات تحقيق الاستقرار أو الوصول إلى اتفاق سلام.
ووصفت الصحيفة الأحداث الأخيرة بأنها أسوأ هجوم على الإسرائيليين منذ ثلاث سنوات والأعنف في مدينة القدس منذ العام 2008، وأنها جزء من موجة مقلقة من العنف يزيدها الخلاف حول الحرم الشريف.
بداية حرب دينية
أما افتتاحية صحيفة «ذا غارديان» البريطانية فحذرت من أن تتسبب الهجمات الأخيرة داخل كنيس للعبادة في تحول الصراع بين فلسطين وإسرائيل من صراع على إقامة دولة إلى حرب دينية بين مسلمين ويهود يصعب الخروج منها، وتزيد المخاوف من أن تصبح مدينة القدس هي مركز تلك الحرب مما يعني وقوع معارك يومية في شوارع المدينة بين الطرفين.
وتقول الافتتاحية: إن هذه المخاوف يمكن تفاديها لكنها تتطلب قيادة سياسية عند الطرفين، فالطرف الفلسطيني عليه التحكم في الإعلام والخطابات التي تُبث من خلاله والتي قد تتسبب في زيادة مشاعر الكراهية.
وعلى الجانب الإسرائيلي فترى الصحيفة أن نتنياهو فشل في أن يُظهر للفلسطينيين أي نوع من الحلول السياسية تصل بهم إلى الاستقلال أو حتى إنهاء الاحتلال، وفي ظل هذه الأجواء تنتشر أعمال العنف، ولهذا على نتنياهو أن يقود العملية السياسية بعيدًا عن رغبات حكومته أو رغبته في الحفاظ على ائتلافه فقط للوصول إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف.
تعليقات