Atwasat

حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط «الأخطر»

بوابة الوسط - القاهرة الجمعة 03 مايو 2024, 06:37 مساء

قالت منظمة «مراسلون بلا حدود»، في تصنيفها لحرية الصحافة لعام 2024، إن الضغوط السياسية على وسائل الإعلام في العالم «تزداد»، في حين أن نصف سكانه معنيون بانتخابات خلال العام الراهن، محذّرة من أن منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي هي «الأخطر».

وفي التقرير الجديد للمنظمة، الذي صدر اليوم الجمعة، بقيت النرويج متربعة على صدارة التصنيف الثاني والعشرين لحرية الصحافة، بينما احتلت إريتريا المركز الأخير (180)، لتحل محل كوريا الشمالية التي كانت في هذه المرتبة خلال العامين السابقتين، بحسب وكالة «فرانس برس».

ظروف ممارسة الصحافة في العالم
وبيّن التقرير أن ظروف ممارسة الصحافة «سيئة في ثلاثة أرباع دول العالم». ونددت المنظمة غير الحكومية خصوصا بـ«غياب واضح للإرادة السياسية من قِبل المجتمع الدولي لإنفاذ المبادئ المتعلقة بحماية الصحفيين».

وأشارت إلى أن الحرب على قطاع غزة «اتَّسمت بعدد قياسي من الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 صحفي فلسطيني، علماً بأن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم في إطار قيامهم بعملهم».

وأوضحت: «في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وما يصاحبه من قصف وعمليات عسكرية، أصبحت فلسطين (المرتبة الـ157) ضمن قائمة الدول العشر الأخيرة في العالم على مستوى أمن الصحفيين وسلامتهم».

بعض الدول تنشط في مجال التضليل الإعلامي
وعلى نطاق أوسع، يُظهر التقرير حماية أقل للصحفيين من جهة الدول، بل إن بعضها يضطلع بدور نشط في التضليل. ولاحظت المنظمة «تدهوراً مقلقاً في دعم واحترام استقلالية وسائل الإعلام»، في حين أن «2024 هو أكبر عام انتخابي في التاريخ على صعيد العالم»، فنصف سكان العالم تقريبا معنيون باستحقاق انتخابي من الهند إلى الولايات المتحدة مرورا بانتخابات أوروبية، بينما جرى تسجيل «ارتفاع في الضغوط التي تمارسها الدول أو الجهات السياسية الفاعلة الأخرى على مهنة الصحافة وأهلها».

وتوقعت المنظمة أن «تشهد جميع مناطق العالم ضغوطاً شديدة على الصحفيين في ظل مختلف الاستحقاقات الانتخابية التي تلوح في الأفق».

«خطر» الشرق الأوسط وأفريقيا
وأكدت المنظمة أن «منطقة المغرب العربي–الشرق الأوسط هي الأخطر في 2024»، تليها آسيا والمحيط الهادئ، «حيث تختنق الصحافة تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية»، ويبقى الوضع «صعبا» في نحو نصف بلدان أفريقيا.

وبشأن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، صنّفت المنظمة الوضع بأنه «خطير للغاية» في نحو نصف بلدانها، موضحة: «يُسجَّل تقهقر مهول على مستوى المؤشر السياسي لحرية الصحافة في الغالبية العظمى من بلدان المنطقة، حيث تواصل السلطات محاولاتها للسيطرة على وسائل الإعلام بكل الطرق والأساليب، من عنف واعتقالات وقوانين سالبة للحرية والضغوط المالية واستخدام الأعراف المجتمعية من أجل الضغط على الصحفيين. ناهيك عن الإفلات المنهجي من العقاب على الجرائم بحق الصحفيين».

تأثير النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وتطرقت المنظمة لتأثير النزاعات في المنطقة، وأبرزها الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، على الصحفيين. وقالت إنه منذ بداية هذه الحرب قبل نحو سبعة أشهر «تحاول إسرائيل (المرتبة الـ101) خنق المعلومات المتدفقة من القطاع المحاصر، بينما أصبحت المعلومات المضللة جزءاً من منظومتها الإعلامية، مما أفقدها مكانتها كدولة رائدة في المنطقة».

وأضافت: «أصبح وضع حرية الصحافة فيها (الدولة العبرية) صعباً، بعدما كان إشكاليًا في النسخة السابقة من التصنيف، علماً بأن قطر (المرتبة الـ84) باتت تتقدم عليها في جدول الترتيب».

وحمّلت المنظمة قوات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتل ثلاثة صحفيين في جنوب لبنان، الذي حلّ في المرتبة الـ140، بينما حلّ السودان، الذي دخلت الحرب فيه بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثاني، في المرتبة الـ149. أما سورية، التي تشهد نزاعا داميا منذ 2011، فقد «تقهقرت إلى المرتبة ما قبل الأخيرة من التصنيف».

أكبر عشرة سجون للصحفيين في العالم
وأضافت «مراسلون بلا حدود»: «لا تدَّخر دول المنطقة أي جهد لتشديد قيودها على الحق في الوصول إلى المعلومات، حيث تلجأ الحكومات الخليجية إلى مختلف أساليب التجسس والسيطرة على الحقل الإخباري. ناهيك عن اعتماد تشريعات تقييدية وسالبة للحرية، خاصة في الكويت (131) ولبنان، وفق النموذج المعمول به في الأردن أو الجزائر (139)، حيث باتت الصحافة المستقلة مهددة بالانقراض».

وأكدت أن «قائمة أكبر عشرة سجون للصحفيين في العالم تضم خمسا من دول المنطقة، وهي: إسرائيل والسعودية (166) وسورية وإيران (176) ومصر (170).

«الوحوش السالبة حرية الصحافة»
دوليا، سجّلت المنظمة تراجع الأرجنتين 26 مركزاً، لتحلّ في المرتبة السادسة والستين، بينما أعلن رئيسها الليبرالي المتطرف خافيير ميلي، في مارس، إغلاق وكالة الأنباء الرسمية «تيلام»، متهما إياها بالترويج «الدعائي». وأشارت إلى أن «الوضع مقلق جدا» في هذا البلد الذي يديره أحد «الوحوش السالبة حرية الصحافة».

من جهتها، تأثرت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بالعنف السياسي الذي شهدته مختلف بلدانها خلال الأحداث الانتخابية الكبرى في العام 2023، وفق المنظمة.

وأضافت المنظمة: «أصبح تدهور الوضع الأمني عنوان المرحلة في العديد من دول الساحل، ولا سيما النيجر (80) وبوركينا فاسو (86) ومالي (114)»، حيث هيمن العسكريون على السلطة.

الصين «أكبر سجن»
وأشارت المنظمة إلى أن الكثير من السلطات تعمل «على فرض سيطرة أكبر على منصات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت عموماً»، ويكون السجن مصير الصحفيين الذين يدلون بآرائهم على هذه المنصات مثل فيتنام (174).

وأوضحت أن الصين (172) هي «أكبر سجن للصحفيين في العالم»، بينما تواصل «فرض قيود صارمة على القنوات الإخبارية».

وتطرقت إلى «ترسانة المعلومات التضليلية المسخَّرة لأغراض سياسية، ولا سيما في ظل تنامي ظاهرة استخدام الذكاء الصناعي التوليدي في سياق يفتقر إلى التنظيم»، مشيرة إلى أن «تقنية التزييف العميق (Deepfake) أصبحت تلعب دوراً بارزاً في التأثير على مسار الانتخابات».

بلدان تراجعت وأخرى تقدمت في حرية الصحافة
ورصدت المنظمة أكبر التراجعات في أفغانستان تحت حكم طالبان (178 بتراجع 26 مرتبة)، وتوغو (113 بتراجع 43) والإكوادور (110 بتراجع 30). في المقابل، كان التقدم الأبرز المحقق في تشيلي (+31 وصولا إلى المرتبة 52)، والبرازيل (+10 إلى المرتبة 82).

وتؤكد المنظمة أن تصنيفها هدفه «المقارنة بين درجة الحرية التي يتمتع بها الصحفيون ووسائل الإعلام في البلدان الـ180 التي يشملها، استنادا لإجابات خبراء عن نحو 100 سؤال».