أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الأحد، انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، والذي يشكّل مصدر توتر مع مصر والسودان.

وكتب أحمد عبر منصة «إكس»: «أعلن بسرور بالغ أن التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة تمت بنجاح»، وذلك بعد أسبوعين من جولة مفاوضات جديدة بشأنه بين الدول الثلاث، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس».

ويأتي ذلك بعدما انتهي الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي استضافته القاهرة يومي ٢٧ و ٢٨ أغسطس الماضي بشأن مفاوضات سد النهضة بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، من دون التوصل لاتفاق.

وذكر الناطق باسم الوزارة في 28 أغسطس  أن جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة لم تشهد تغييرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي، مؤكدًا في هذا السياق أن «مصر تستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الذي يراعى المصالح والثوابت المصرية بالحفاظ على أمنها المائي، والحيلولة دون إلحاق الضرر به، ويحقق المنفعة للدول الثلاث». 

-  مصر وإثيوبيا تتفقان على إنجاز اتفاق سد النهضة خلال 4 أشهر

مخاطر اكتمال التعبئة الرابعة على الجانب المصري
ثمة مخاطر عديدة تسببها التعبئة الرابعة لسد النهضة على مصر، بحسب أستاذ السدود والموارد المائية بكلية الدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، وعلى رأسها خسارة مائية تعادل إجمالي ما جرى تخزينه خلال السنوات الثلاث السابقة، والبالغة 17 مليار متر مكعب، ونقص هذه الكمية من خزان السد العالي، أو أن تقوم إثيوبيا بعمل مماثل في سدود أخرى داخل أراضيها، مما سيحمل مخاطر شديدة على مصر والسودان.

وأكد «شراقي» أن خطورة الملء الرابع لن تقل عن مخاطر الملء الثالث الذي تسبب في نقص ملحوظ بإنتاج كهرباء السد العالي نتيجة انخفاض منسوب بحيرة ناصر، وفقد نحو 10% من المياه المخزنة على الأقل كبخار وتسريب تحت سطح الأرض.

ونبّه أستاذ السدود والموارد المائية لشبكة «بي بي سي» الأميركية بأن فقدان مصر مليار متر مكعب من المياه يعني خسارة مليار دولار سنويا في مجال الزراعة، لافتاً إلى أن خسارة مصر نحو 18 - 25 مليار متر مكعب نتيجة ملء السد على أربع مراحل دفعها للقيام بمشروعات عديدة للتعويض، كلفتها مليارات الدولارات، وأضرّت باقتصادها.

وانتقد الخبير المصري «مزاعم» إثيوبيا بأن عمليات الملء لم تضر دول المصب. وأكد أن الاعتماد على بدائل لمواجهة أضرار سد النهضة لا يعني اعترافا بالأمر الواقع.