طلب وزير الدفاع الأوكراني الجديد، رستم أوميروف، من الدول الغربية تزويد بلاده بـ«مزيد من الأسلحة الثقيلة»، لدعم الهجوم المضاد الذي تشنه قواته من أجل استعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا.

وقال أوميروف خلال مؤتمر في كييف: «نحن ممتنون لكل الدعم الذي جرى توفيره، لكننا نحتاج إلى مزيد من الأسلحة الثقيلة. أسلحة ثقيلة. وأعيدها مجددا، أسلحة ثقيلة»، مضيفا: «نحن نحتاج إليها اليوم. نحتاج إليها الآن»، بحسب وكالة «فرانس برس».

في حين أقرّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بأن التفوق الجوي الروسي «يوقف» الهجوم المضاد الذي تشنه قواته منذ أشهر، مبديا أسفه لـ«بطء» المساعدات العسكرية الغربية، ومطالبا بأسلحة بعيدة المدى، وتشديد العقوبات على موسكو.

-  الاستخبارات الأوكرانية تقدّر عدد الجنود الروس في المناطق المحتلة بـ420 ألفًا
-  أوكرانيا: أضرار بميناء وصومعة حبوب جراء ضربات روسية بأوديسا

وحذر الرئيس الأوكراني أيضا من أن الوقت ليس في مصلحة بلاده، معتبرا أن موسكو تعوّل على فوز الجمهوريين بالانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في نهاية العام المقبل، على أمل أن يتضاءل عندها دعم واشنطن لكييف. كما طالب زيلينسكي بتشديد العقوبات على روسيا، وتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة، مشدّدا على حاجتها بأسرع وقت ممكن إلى أسلحة بكميات أكبر ومدى أطول.

«يوقفون هجومنا»
قال زيلينسكي خلال مؤتمر في كييف: «كلما طالت المدة زادت معاناة الناس. إذا لم نكن موجودين في السماء وروسيا موجودة فيها، فإنها توقفنا من السماء. إنهم يوقفون هجومنا المضاد».

وعبر الرئيس الأوكراني عن أسفه، لأنه عندما يتعلق الأمر بفرض عقوبات على روسيا أو تزويد كييف بأسلحة، فإن «العلميات تزداد تعقيدا وبطئا». وأضاف أنه إذا سلّم الغربيون سريعا بلاده ذخائر بعيدة المدى تتيح قصف الدفاعات والقواعد الخلفية والقدرات اللوجستية الروسية، فإن الجيش الأوكراني سيتقدم في شكل أسرع.

ولم يسلّم الغربيون أوكرانيا هذا النوع من الذخائر سوى في شكل محدود، خشية أن تستخدمها في قصف الأراضي الروسية، علما بأن كييف أكدت مرارا أنها لا تنوي استهداف الأراضي الروسية.

في السياق نفسه، تشكو أوكرانيا منذ أشهر من بطء المفاوضات حول تسليمها مقاتلات «إف-16». في حين أنها لا تملك سوى أسطول جوي صغير ومتقادم يعود إلى الحقبة السوفيتية.

وبعد أشهر من التردد، قررت دول أوروبية تزويد كييف بعشرات من هذه المقاتلات الأميركية الصنع، لكن وصول هذه الطائرات إلى ساحة المعركة سيستغرق أشهرا إضافية في انتظار تدريب طواقم الطيارين الأوكرانيين عليها.

 دفاعات روسية حصينة 
يصطدم الهجوم الأوكراني المضاد، منذ انطلاقه في يونيو، بخطوط دفاع قوية بناها الروس، بما في ذلك حقول ألغام وأفخاخ مضادة للدبابات. ومع ذلك، فقد حقق الجيش الأوكراني في الأسابيع الأخيرة اختراقا في الجنوب قد يسمح له بالتقدم، لتحقيق أحد أهدافه الرئيسية، المتمثل في قطع خطوط الإمداد الروسية بين شبه جزيرة القرم والمواقع الأمامية الواقعة شمالا.

وقال قائد الجيش الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، لقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي، عبر الهاتف: «على الرغم من مقاومة العدو الشرسة، يواصل جنودنا التقدم».

 40 مليار دولار مساعدات عسكرية
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته كييف، الخميس، مساعدات جديدة من واشنطن بمليار دولار. كما وعدت واشنطن هذا الأسبوع بتزويد كييف بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضّب، في خطوة وصفها الكرملين بـ«أخبار سيئة للغاية».

وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.

الجمعة، حذر زيلينسكي من أن الكرملين «يعوّل على الانتخابات الأميركية»، المقررة في نوفمبر 2014، على أمل أن يتراجع هذا الدعم في حال فوز الجمهوريين، لافتا إلى أن هناك «أصواتا داخل الحزب الجمهوري تقول إن الدعم لأوكرانيا ينبغي أن يُخفض».