Atwasat

هل تنجح مساعي بايدن لتأكيد نفوذ واشنطن في أميركا اللاتينية رغم التغلغل الصيني؟

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 12 يونيو 2022, 07:18 مساء
WTV_Frequency

سعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التأكيد على نفوذ الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية عبر استضافته قمة استمرت أسبوعًا في لوس أنجليس؛ لكن تعهداته المتواضعة ستمثل اختبارًا لجهوده في ظل تغلغل صيني سريع في المنطقة.

واجتمع نحو عشرين زعيمًا في قمة الأميركيتين التي تعهد بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين خلالها بتعزيز التعاون معهم في مجال الهجرة والطاقة النظيفة والبنى التحتية الصحية، بينما نظّم حفلات استقبال مبهرة، بحسب «فرانس برس».

 الأميركيتان على رأس أولويات الولايات المتحدة
وقال بايدن إن على الأميركيتين أن تشكّلا المنطقة «الأكثر استشرافية وديمقراطية وازدهارًا وسلامًا وأمنًا في العالم». وأكد «بغض النظر عما يحدث في العالم، ستكون الأميركيتان دائمًا على رأس أولويات الولايات المتحدة».

لكن بايدن واجه مقاطعة من الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور وانتقادات علنية من عدد من القادة لأسباب بينها حملة الضغط المستمرة منذ عقود على كوبا وبشأن إن كان سيفي بوعوده.

-  استبعاد كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا من قمة الأميركتين.. ورئيس المكسيك يتغيب
-  جيل بايدن تزور الإكوادور وبنما وكوستاريكا استعدادا لقمة الأميركتين

وتحتفل الولايات المتحدة العام المقبل بمرور قرنين على إعلانها أميركا اللاتينية ميدان نفوذ حصري تابع لها بموجب «مبدأ مونرو» فيما تربطها بالمنطقة علاقات ثقافية عميقة.

لكن الصين التي تعتبرها واشنطن أكبر منافس لها في العالم، تحوّلت سريعًا إلى ثاني أكبر شريك تجاري لأميركا اللاتينية والأكبر بالنسبة لأميركا الجنوبية التي تشحن أساسيات من بينها حبوب الصويا والزيت عبر المحيط الهادئ إلى سوق يعد 1.4 مليار نسمة. 

وأقرضت القوة الشيوعية التي تشهد نموًا سريعًا أميركا اللاتينية حوالى 150 مليار دولار منذ العام 2005، نصفها تقريبًا لفنزويلا. وبينما لم تضع شروطًا سياسية، إلا أنها دفعت ببعض الدول في ما يصفها البعض بمصيدة ديون.

 «شراكة» اقتصادية على مستوى نصف الكرة الأرضية
وعرض بايدن خلال القمة «شراكة» اقتصادية على مستوى نصف الكرة الأرضية يناقش بموجبها معايير مشتركة لكن من دون التزام مباشر بتمويل أو إمكانات جديدة للوصول إلى السوق.

وتوتر المزاج السياسي في الولايات المتحدة بشأن التجارة الحرة وعلى الرغم من إشادة بايدن بالنموذج الديمقراطي، إلا أن شدة الاستقطاب تجعل القليل من المبادرات الطموحة واقعية في الكونغرس.

وقال كريستوفر ساباتيني من «تشاتهام هاوس» إن «عقد قمة في ظل عدم وجود أمور كثيرة يمكن تقديمها كان خطأ». وأضاف «انتهت هذه الفكرة بأن نصف الكرة الأرضية بسبب قربها تتشارك ذات المبادئ والأهداف.. لا تملك الولايات المتحدة إمكانية تقديم العديد من الامتيازات».

اتفاقات للتجارة الحرة مع عدد من دول أميركا اللاتينية
وشدد مستشار بايدن للأمن القومي جيك سالفيان على أن الولايات المتحدة لم تضع يومًا مسألة تقديم تمويل باهظ من الدولة ضمن سياستها. وترتبط واشنطن بالفعل باتفاقات للتجارة الحرة مع عدد من دول أميركا اللاتينية بما فيها المكسيك وكولومبيا وتشيلي.

وفي محاولة لتحدي النموذج الصيني، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إدارته ستضغط لإجراء «إصلاحات جوهرية» في «بنك التنمية للبلدان الأميركية»، الذي تعد واشنطن أكبر مانح فيه، ليساعد الدول ذات الدخل المتوسط التي لا تعد فقيرة ما فيه الكفاية لتستحق قروضا ميسّرة.

وأشار الخبير راين برغ من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن النفوذ الأميركي في أميركا اللاتينية تراجع على مدى العقد الماضي.

وحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية في ذلك إلى الولايات المتحدة نفسها بسبب «عدم الاهتمام بالمنطقة واعتبار كونها مصدرًا للاستقرار والازدهار تحصيل حاصل، إلى جانب عدم قدرتها (واشنطن) على تعبئة الموارد والإبداع اللازمين لتشكّل بديلا شاملا وذا معنى للتمويل الصيني للتنمية».

وإذا كانت كوبا تاريخيا الشوكة في خاصرة العلاقة مع أميركا اللاتينية، فإن تغيّب رئيس المكسيك عن قمة ترأسها الولايات المتحدة كان أمرًا لا يمكن تخيّله في الماضي. وقاطع لوبيز أوبرادور القمة ردا على رفض بايدن دعوة قادة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا اليساريين الذين يعتبرهم استبداديين.

القمة مخصصة للدول الديموقراطية
وبينما أصر على أن القمة مخصصة للدول الديموقراطية فحسب، سعى بايدن لبناء علاقات مع قادة من مختلف التيارات السياسية بينهم رئيسا الأرجنتين وتشيلي الأقرب إلى اليسار فيما التقى أول مرة برئيس البرازيل اليميني المتشدد المثير للجدل جايير بولسونارو.

 ولفت مدير مركز أميركا اللاتينية في المجلس الأطلسي جايسن مارساك إلى أن الحضور كان أقوى من ذاك الذي سُجّل في قمة الأميركيتين الأخيرة التي عقدت في البيرو العام 2018 ولم يحضرها الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب. ورأى أن «الدراما التي تسبق كل قمة هي من بين الأمور القليلة التي تكون متسقة» في قمم الأميركيتين.

وبينما اعتبر أن بايدن أظهر اهتمامًا بمصالح أميركا اللاتينية، إلا أن «العديد من الإعلانات تتطلب تحركا إضافيا وسيكون غاية في الأهمية بأن يتم منح أولوية للخطوات الملموسة».

واعتبر السناتور الديمقراطي تيم كاين الذي يعد صاحب خبرة طويلة في شؤون أميركا اللاتينية أن إدارة بايدن أظهرت التزاما من خلال القمة. وقلل من أهمية الشكاوى المرتبطة بسياسات أميركية معيّنة والتي رأى أنها مألوفة في أي اجتماعات إقليمية. وقال «ما يترك أثر (سلبيا) هو عندما يقول الناس إنك غير حاضر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
ماكرون يدعو إلى «قرض أوروبي» للاستثمار في التسليح
ماكرون يدعو إلى «قرض أوروبي» للاستثمار في التسليح
أريزونا تتهم معاونين لترامب بمحاولة قلب نتائج الانتخابات
أريزونا تتهم معاونين لترامب بمحاولة قلب نتائج الانتخابات
155 قتيلا في تنزانيا جراء أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة «إل نينيو»
155 قتيلا في تنزانيا جراء أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة «إل نينيو»
باريس تعلق على حكم الإعدام بحق مغني راب في إيران
باريس تعلق على حكم الإعدام بحق مغني راب في إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم