بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا الأحد 65 بالمئة حتى الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش، بتراجع قدره 4.4 نقاط مقارنة بانتخابات 2017 (69.42 بالمئة)، بحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة الداخلية.
في المقابل، فإن هذا الإقبال يزيد 6.5 نقطة عن ذلك الذي سُجل عام 2002 (58.45 بالمئة)، عندما بلغ الامتناع عن التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية نسبة غير مسبوقة، وفق «فرانس برس».
التصويت في الدورة الأولى
بدأ الناخبون الفرنسيون، الأحد، التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تأثرت بالحرب في أوكرانيا في أجواء من عدم اليقين وتوقعات بمنافسة حادة في الدورة الثانية في 24 أبريل بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، التي لم تكن يومًا قريبة إلى هذا الحد من الفوز. ودعي نحو 48.7 مليون فرنسي إلى مراكز الاقتراع لاختيار واحد من 12 مرشحًا في الدورة الأولى في نهاية حملة غريبة طغى عليها وباء «كوفيد-19» أولًا، ثم الحرب في أوكرانيا التي هيمنت على جزء من النقاشات.
- الفرنسيون يقترعون في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية
- عدم اليقين سيد الموقف عشية الانتخابات الرئاسية الفرنسية
وحسب وكالة «فرانس برس»، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش في فرنسا، بينما بدأ بعض الفرنسيين في أراضي ما وراء البحار التصويت أمس السبت. ويفترض أن تعرف التقديرات الأولى نحو الساعة 18.00 ت غ بعد إغلاق مراكز الاقتراع الأخيرة. ومنذ أسابيع تشير استطلاعات الرأي إلى امتناع كبير عن التصويت، وترجح أن يأتي الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في الطليعة متقدمًا على مارين لوبن كما في انتخابات 2017، بينما يأتي المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون في المركز الثالث.
ماذا تقول استطلاعات الرأي؟
وتميل الدراسات العديدة إلى إظهار أن لوبن وميلانشون يشهدان منذ أيام مسار تقدم مما يقلص إلى حد كبير الفارق مع إيمانويل ماكرون الذي دخل الحملة متأخرًا، لكن الامتناع عن التصويت إلى جانب واقع أن جزءًا كبيرًا من الناخبين ليسوا متأكدين من اختيارهم، يجعل كل الاحتمالات ممكنة. ووراء هؤلاء المرشحين الثلاثة، يبدو الطامحون الآخرون إلى الرئاسة بعيدين عن تحقيق ذلك، لا سيما مرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس، والمنافس اليميني المتطرف الآخر إريك زمور.
وفي الدورة الثانية، ترجح استطلاعات الرأي فوز إيمانويل ماكرون لكن بفارق ضئيل جدًا، على مارين لوبن مما يشير إلى أن فوز مرشحة اليمين المتطرف ممكن، ويشكل إن تحقق سابقة مزدوجة في الجمهورية الخامسة تتمثل بتولي سيدة الرئاسة ووصول اليمين المتطرف إلى السلطة. وتختتم هذه الدورة الأولى حملة استمرت أشهرًا وغابت عنها الرهانات الكبرى، خصوصًا تغير المناخ. من جهة أخرى، كانت القوة الشرائية الشغل الشاغل للناخبين، لا سيما أن الحرب في أوكرانيا تسببت بتضخم كبير، مما زاد من تآكل القدرات المالية لعديد الفرنسيين الذين يعيشون في وضع هش.
مقاطعة الانتخابات الفرنسية
يخيم شبح الامتناع عن التصويت على هذه الانتخابات. ويخشى العديد من خبراء السياسة احتمال تجاوز الرقم القياسي الذي سجل في 21 أبريل 2002 (28.4 %) وهو الأعلى في دورة أولى من الانتخابات الرئاسية وأكبر بكثير من النسبة التي سجلت في 2017 (22.2 %). وفي هذه الأجواء، ركزت مارين لوبن في حملتها منذ البداية على القوة الشرائية كما فعل جان لوك ميلانشون الذي دعا حزبه الناخبين اليساريين إلى التصويت «المفيد» لصالحه بدلًا عن المرشحين اليساريين الآخرين مثل عالم البيئة يانيك جادو، والاشتراكية آن هيدالغو، أو الشيوعي فابيان روسيل.
تعليقات