خصصت الصحف الأميركية والبريطانية افتتاحياتها اليوم، السبت، وأمس الجمعة للتعليق على انتصار الوحدة البريطانية وما يعنيه ذلك في المستقبل وما يجب فعله بعد المرور بخطوة الاستفتاء، وذلك بعد أن رفضت اسكوتلاندا الاستقلال عن بريطانيا وإنهاء الوحدة التي استمرت حوالي 300 عاما وفقا للنتائج الرسمية التي أعلنت أمس الجمعة مؤكدة انتصار الوحدويين بنسبة 55.3% على مؤيدي الانفصال بنسبة 44.70% وذلك بعد فرز الدوائر الـ32 باسكوتلاندا التي شارك فيها ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص لتنحاز 28 دائرة للوحدة.

«ذا غارديان»
أكدت جريدة «ذا غارديان» البريطانية أنه عندما يصوت 45% من شعب لصالح الاستقلال، حتى مع فوز مؤيدي الوحدة، فإن ذلك يدل على أن النظام يحتاج للتغيير، فالنظام يجب أن يتغير وسيتغير.
فالحكم التاريخي والحاسم لصناديق الاقتراع أسقط الرجل الذي سيطر على السياسة الأسكوتلاندية عقدًا كاملاً في ساعات مشيرة لاستقالة رئيس وزراء اسكوتلاندا آليكس ساموند.

وأكدت «ذا غارديان» أن الفرق الواسع بين النسبتين والذي لم تتوقعه الاستطلاعات السابقة للاستفتاء سيتمكن من إنهاء النقاش والجدال حول القضية لوقت ليس بقصير، حيث كان سيؤدي فرق الفوز الضئيل لأن يطارد شبح هذه القضية اسكوتلاندا سنوات، ولكن تعود لتأكد أن العدد الكبير لمؤيدي الاستقلال عنت أنه لا يمكن تجاهل الأقلية قط.

«ذا تلغراف»
«الاتحاد بمأمن، إلا أن الأمر كان وشيكًا» بهذه الكلمات بدأت الجريدة البريطانية افتتاحيتها المعلقة على نتائج الاستفتاء.

رأت الجريدة أن عدم الوضوح الاقتصادي الذي كان سيعقب الانفصال كان أحد العوامل التي دفعت للتصويت لصالح الوحدة، فالسؤال عن العملة التي سيستخدمها الاسكوتلانديون قام بدور مهم في النتيجة.

كما رأت الافتتاحية ضرورة مخاطبة إحباط الاسكوتلانديين من الطريقة التي يتم حكمهم بها، فمجازفة 45% من الأشخاص بالتقدم نحو مستقبل مجهول من دون إنجلترا يؤكد إحباطهم الكبير. وشددت على ضرورة مخاطبة شكاوى الاسكوتلانديين، فقد شهد معسكر «لا» تزايدًا عدديًا ضخمًا ظهر في نتيجة الاستفتاء عن عدد مؤيدي الانفصال منذ عامين، والذي بلغ الثلث حينها.

أما ما يجب فعله الآن فهو الاحتفال بالنتائج وتمني أن يتم شفاء الانقسامات التي خلفها الانقسامات بسرعة وهو ما قد يكون صعب التحقيق بحسب الافتتاحية، وأضافت أن إحدى النقاط الإيجابية للأسابيع الماضية هو أن تركيز الأمة كلها توجه نحو السلعة الغالية التي لا تقدر بثمن التي نمتلكها والتي ظلت لدينا، الوحدة.

«ذي إندبندنت»
يمكن للطبقة السياسية البريطانية هذا الصباح أن تتنفس الصعداء وفقًا لافتتاحية «ذي إندبندنت» البريطانية، إلا إنه وعلى الرغم من النصر رأت الافتتاحية أن الاستفتاء التاريخي والخارق وضع كل الأحزاب والقادة السياسيين في أرض مجهولة.

فقد استقال آليكس سالموند عن منصبه كرئيس وزراء اسكوتلاندا وأنهى حياته السياسية بعد أن فشلت دعوته للاستقلال، كما وجد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون نفسه يعطي وعودًا دستورية باهظة كمحاولة لإنقاذ حملة «لا» عليه أن ينفذها في جدول زمني ضيق للغاية.

أشادت الصحيفة بمثال الديموقراطية الذي أظهره الاسكوتلانديون البعيدون عن السياسة بدخولهم في جدالات واصطفافهم في النهاية أمام الصناديق، وأضافت أنه إذا أظهر الجميع مقدار الشغف نفسه الذي أظهره الاسكوتلانديون فستكون تلك أولى الخطوات نحو جعل الديموقراطية البريطانية لائقة للمستقبل.

«نيويورك تايمز»
بدأت الجريدة الأميركية افتتاحيتها بإظهار الموافقة الشديدة على ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء، مشيرة إلى أن ما حدث هو الصحيح وهو ما توجب أن يحدث.

فقد تراجع الاسكوتلانديون عن الانفصال واحتفظوا بالوحدة وهو القرار السليم بحسب الصحيفة؛ حيث تتمتع اسكوتلاندا من البداية بدرجة كبيرة من الاستقلال وقد وعد ديفيد كاميرون بالمزيد، إلا أن ما حدث لن يكون نهاية حلم الانفصال للاسكوتلانديين، أو برشلونة والفلمنك أو الباسك.

ورأت الصحيفة أن تغلب «لا» على «نعم» التي أظهرت شغفًا وزخمًا أكبر سببه عدم انتصار إغراءات الحكم الذاتي لدى الغالبية الحذرة على المميزات الحقيقية للوحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر الاقتصادية وضرورة نقل بعض الهيئات وغيرها لم تمنع 45% من التصويت لصالح الاستقلال، وأكدت أن الأمور لن تبقى كما كانت على الرغم من استمرار الوحدة، فأشهر المناظرات التي سبقت الاستفتاء غيرت نظرة الاسكوتلانديين لأنفسهم وموقعهم من بريطانيا، ويبقى سبب الاحتفال أن عملية الاختلاف جرت في سلوك ديموقراطي سلمي.