ذكر الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال له بصحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما عليه تفسير مرة أخرى لماذا لا يستطيع التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من أن التنظيم يشكل خطرًا لكلا النظامين الأميركي والسوري.
يقول الكاتب: إن النظام السوري طلب من واشنطن التعاون العسكري والاستخباراتي لهزيمة عدوهم المشترك «داعش»، ودعا أعضاء الكونغرس ومجلس النواب لزيارة دمشق لوضع استراتيجية مشتركة، وهو مطلب يجب رفضه من قبل أوباما وإدارته وفقًا للكاتب.
يقول فيسك: «أرسل الناطق باسم البرلمان السوري محمد جهاد اللحام خطابًا إلى الكونغرس الأميركي ومجلس النواب يطلب فيه التعاون المشترك بين البلدين لمواجهة (داعش)، مضيفًا أن المعارضة المعتدلة التي تريد الولايات المتحدة تسليحها هي مجرد جماعات جهادية تابعة لـ «داعش».
وعرض الكاتب في مقاله بعض أجزاء هذا الخطاب، فوفقًا لفيسك، يقول اللحام في خطابه إن ما تعتبره واشنطن معارضة معتدلة قامت بتسليم الصحفيين الأميركيين إلى «داعش» ولا يوجد ما يمنعهم من بيع الأسلحة التي سيحصلون عليها من أميركا إلى التنظيم، وإن تسليح هذه الجماعات المعارضة هو انتهاك واضح لقوانين الأمم المتحدة التي تمنع الدول الأعضاء من دعم أو تسليح أي جماعات مسلحة في سورية أو العراق.
ويضيف أن هذا الخطاب يصر على عدم وجود أي معارضة معتدلة في سورية وأن جميع المعارضين للأسد عبارة عن جهاديين إسلاميين، واتهم الخطاب السعودية بتمويل معارضي الأسد المسلحين ودعم المدارس التي تتبنى أيديولوجيات هدامة وتكفيرية ودعم الحركات الجهادية منذ أحداث 11-9 وحتى الآن.
يقول فيسك: «إن الرؤية الموجودة في هذا الخطاب بعيدة كل البعد عن حقيقة الحرب الأهلية في سورية حيث تأتي الحركات الصوفية المعتدلة في الصف الثالث من حيث المعدات العسكرية والتحالف الروسي والإيراني في معركة نظام الأسد ضد (داعش)»، مضيفًا أن أجهزة المخابرات الغربية تقوم حاليًّا بالتواصل مع نظرائها في سورية لتنظيم نوع من التعاون غير العلني.
ويرى روبرت فيسك أن سورية تقوم بما وصفه بـ «نسج خيوط العنكبوت» حول ضحيتها الولايات المتحدة بإرسال هذا الخطاب، فالنظام السوري أقوى بكثير مما كانت تعتقد واشنطن وحلفاؤها من الدول الغربية، ويستغل ضعف وخوف وعدم قدرة هذه الدول على اتخاذ القرار، مضيفًا أن رغبة الولايات المتحدة في القضاء على «داعش» ستُمكن حكومة الأسد من فرض مطالبها مقابل توفير المساعدات التي تطلبها واشنطن.
تعليقات