وصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك مصادرة الحكومة الإسرائيلية أراضي في مدينتي الخليل وبيت لحم (لاحتمال بناء مستوطنات عليها في الضفة الغربية المحتلة) بأنها أكبر سرقة تقوم بها إسرائيل منذ ثلاثين عامًا منذ توقيعها معاهدة أوسلو العام 1993.

وهاجم فيسك في مقال بصحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنًا والذي أعطى المبررات المعتادة، والولايات المتحدة التي اكتفت بقولها إن هذا القرار من قبل إسرائيل لا يفيد عملية السلام.

وأضاف فيسك أن هذا القرار لا يقلل من المساحة الكلية لدولة فلسطين فقط بل يزيد من عزل القدس عن باقي فلسطين ويعزل الفلسطينيين أنفسهم عن المدينة التي من المفترض أن تكون عاصمتهم المشتركة مع إسرائيل وعزلهم عن مدينة بيت لحم.

ويشير إعلان بعض المراكز اليهودية الإسرائيلية إلى أن قرار الحكومة بمصادرة الأراضي جاء انتقامًا لمقتل الثلاثة إسرائيليين في يونيو الماضي، قائلاً: إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها مصادرة الأراضي ليس بدافع أمني لكن بدافع الانتقام ليس أكثر، وبالتالي ستستمر إسرائيل في سرقة أراضي الفلسطينيين، فهكذا كان الحال منذ العام 1948 وهكذا سيستمر.

وتابع فيسك أن هذه القرارات من قبل الحكومة الإسرائيلية تقضي على حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وبهذه الطريقة لن تقوم دولة فلسطين، على حد قوله.

وأشار إلى أن الحكومتين عادا إلى نقطة البداية، فمحمود عباس لن يستطيع التفاوض دون موافقة حماس وفي حالة قيامه بذلك ترفض إسرائيل استكمال المفاوضات بحجة أنها لن تتفاوض مع جماعة حماس «الإرهابية» وإذا قام عباس بالتفاوض وحده ترفض إسرائيل لأنه لا يسيطر على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس، وبالتالي تستمر اللعبة القديمة نفسها.